نبيل الصباحي
تتكشف يوما بعد يوم الأجندات التخريبية التي يتبناها مجلس عيدروس الانتقالي التي يرفع زورا وبهتانا شعار الجنوب ، ومظلومية شعب الجنوب كعناوين لم يشهد منذ تاريخ إعلان نشأته حتى اليوم ما يمنح المواطن ثقة ولو مؤقتة فيه حتى في تقديم خدمة يلمسها المواطن في عدن على الأقل .
وخوض المجلس معارك وهمية ، يدعي الانجازات في معاركه مع "طواحين الهواء " ويخلق اعداء مفترضين ليس أقرب لمتناول يده من حكومة حليمة نبيلة ، ورئيس يقدم السلام على الحرب ، والحوار على التحدي والمواجهة ، والتصبر والأناة على مجموعة عصبوية تصدت لأمر يفوق قدراتها السياسية والدبلوماسية و حتى العسكرية والعقلية إن جاز جمعهما ، مع عدم التقليل من شأن خطورة اللعب بالنار مع سلطة شرعية جرى استفزازها على مدى الايام باستمرار منذ إنشاء مجموعة فقدت مصالحها في السلطة ، لكيان تستتر خلفه الأهواء والمطامع والأجندات الخارجية والمصالح الشخصية البحتة والبشعة بكل صورها ، فأضحت واضحة وضوح الشمس لشعب هو الآخر من يدفع ثمن كل حماقات العصبة التي تولت كبر التمرد على شرعية توفر حتى لعناصر تشكيلاته العسكرية والأمنية مرتباتهم ، ليقابلها بجحود منقطع النظير ، ووقاحة تخطت كل الحدود ، واعتدت على كل سبيل للسلام باتخاذه الشرعية كطرف عدو مفترض وليس حتى لخصم سياسي كان سيمكن تمرير سخافة أية قصة مختلقة لتبرير الخصومة .
البيان الاخير الذي أرعد عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ومن معهما وأرغى وأزبد خلت مفرداته واهدافه ومراميه وتوقيته وكل شأنه وتفاصيله من أي مصلحة للشعب في جغرافيته الجنوبية .. اللهم إلا - وكالمعتاد كل يوم - من تنغيص حياة المواطنين في عدن ، وإقلاق سكينتهم العامة ، وسير حياتهم الطبيعية التي جلبتها حكومة بن دغر ، وطبقتها - واقعا ملموسا - كدولة تقدم للمواطن ما يستحق ، وليست البلطجة التي ينشر بها - انتقالي عصابة المقالين الفاشلين من مناصب الدولة - سموم حقده ، وأجندة مصالح أعضائه الابتزازية التي لا مصلحة فيها للجنوب ، ولا عدن ، ولا المواطن فيها في كل مرة !!
البيان الذي هدد بالفوضى والسلاح في عدن في حقيقة الأمر هو واقع مفروض على الأرض أصلا ، وكل ما حصل هو فقط الجهر به اليوم في بيان كالمعتاد للابتزاز ، وإن حمل صيغة التهديد ..
وبالتالي كانت ردة فعل المقاومة الحقيقية في الجنوب عامة وعدن خاصة هي بيان القيادات الذي جاء للرد بالرفض القاطع والاستهجان الشديد لما جاء في بيان الانتقالي ، ما يعد أكبر دليل على أن الانتقالي ليس له من خاضنة شعبية ، أو مرجعية نخبوية ، وانما فقط يعشق الفوضى وتعذيب الجنوب بمغامرات طائشة كان يمكن أن تنطلق الجهود - إن كان هم مجلس عيدروس في الأصل المواطن - لدعم الحكومة بناء على ما تحقق على الارض من عودة الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء وتدفق المشتقات على محطات التوليد الكهربائي ومحطات تصريف الصرف الصحي ودفع المياه لتصل الى المنازل ، وفي مرتبات الموظفين ، وعودة الحياة الى طبيعتها في العاصمة المؤقتة عدن ، لتغدو كعاصمة تستحق إبراز جمالها ، وتعزيز الاستقرار فيها ، وضبط إيقاع الحياة على الأمل والتفاؤل الذي يريد الناس استعادتهما بعد تجربة مريرة تكررت خلال عقدين من الزمن ، وحرمت عدن من الوقت الذي تحتاجه للتعافى وتبرز كوجه يفخر به الوطن ، بدل أن يهرب منها أبناؤها للبحث عن ملاذات آمنة بعيدا عن فوضى السلاح الذي كان وما زال كابوسها المزعج بكل أسف .
بدلا من كل ذلك اختار عيدروس الانتقالي ومن معه تنغيص حياة عدن والجنوب عامة لا لقضية وطنية كما يزعمون فهي أكبر من أن تحتويها أدمغة مدمنة على الفوضى ان لم تكن لها مصلحة في كل الاحوال يتغذون فيها من حرمان شعب ، ومن دمه ولحمه وعظمه !!
وبدلا من أن يسخرون الوقت والجهد والاموال التي يتلقونها من الخارج ومن المغرر بهم من المواطنين لتقديم عون في يوم ما حتى لعدة مواطنين ، انحاز جمع وجميع المجلس الانتقالي لمصالحه الضيقة ، وحارب بكل الاموال والجهد والوقت شعبا لا يستحق ذلك ولا بعضه منهم
ظنا منه انه يحارب الحكومة .. فراح يمنع وصول المشتقات لمحطات توليد الكهرباء في ذروة فصل الصيف القاسي في عدن ، كي تتوقف محطات التوليد الكهربائي ثم يتذرع - بسذاحة طفولية - أن الحكومة الشرعية فاشلة !!
وعلى مثل تلك السلوكيات الرعناء يقيس المواطن أداء المجلس ودوره في جنوب اليمن دون ان يستطيع الحصر ! فهل تضررت الحكومة الشرعية التي يبغضها عيدروس وعصابته ، أم تضرر من هذا الطيش شعب كريم يسكن في عدن الجميلة والحبيبة ؟!
في حقيقة الأمر بعد كل هذا الانكشاف الذي يفضح به الانتقالي نفسه ، وبعد إعلان عدد 57 أيقونة بارزة للمقاومة الجنوبية رفضها اتساقا مع كل الرفض الشعبي للبيان الذي اصدره ، لم يبق الا ان يختار أعضاء هذا المجلس الانتهازي ، الاعتراف بالجرم الذي ارتكبه في حق شعب وأمة مترامية الاطراف حدود سكناها داخل الوطن ، متراجعا عن أجندة الفيد التي اعتاد انتهاج مسارها ، تائبا امام الشعب عن كل ذنب اقترفه في حقه .. مالم فالانتحار لمثل هؤلاء أشرف من الاستمرار في خيانة الشعب والوطن.