ما يؤسف له أن فرحتهم ونشوتهم بهذا الإنجاز العظيم الذي قوبل بإشادة ومباركة واسعة ليس على المستوى المحلي وحسب وانما على المستوى العربي والعالمي ايضاً - لم تكن قد اكتملت بعد - حتى سارعت تلك الشلة من الحاقدين والناقمين والفاشلين ممن يطلقون على انفسهم بـ«اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي» بتنغيصها من خلال إصدار ذلك البيان الانتقامي والانقلابي عن اعتزامها تنفيذ حملة تمرد وانقلاب على الحكومة الشرعية، متهمة اياها بالفشل .. الأمر الذي وللأسف الشديد جعل العامة من اليمنيين البسطاء يضعون اكفهم على قلوبهم، ويبتهلون الى الله بأن يجنبهم وبلدهم شرور ومكر وكيد تلك الفئة الضالة والمهووسة بالتسلط والناقمة على كل شيء جميل وخلاق في البلاد .. وأن يرد كيدها في نحرها.
المضحك في الأمر أن تلك الثلة من الحاقدين والناقمين تدّعي ان الحكومة الشرعية فشلت في اداء دورها وواجباتها تجاه اليمنيين وتحديدا الجنوبيين منهم، وأن رئيسها دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - اخفق في تسيير شئون البلد بالشكل المطلوب .. وهو ادعاء بلا شك يتراءى للجميع في غاية السخافة ومثيراً للضحك ايضاً .. ذلك لأن جميع اليمنيين يعون جيدا أن «بن دغر» قدِمَ الى «عدن» وهي أشبه بغابة وحوش تعيث وتعبث بها المليشيات والعصابات الاجرامية، وتفتقر الى أبسط خدمات ومقومات واساسيات الاستقرار والحياة .. وأنه وحده ومن خلال ما يمتلك من إرادة وعزيمة صلبة استطاع وفي وقت قياسي، ورغم كثرة العراقيل والأفخاخ التي زرعوها في طريقه أن يعيد لها القها ووهجها ويوفر لأبناءها كافة سبل وخدمات ومقومات الحياة والإستقرار والتعايش، ومثل ذلك فعل في جميع المحافظات والمناطق المحررة وجميعنا يدرك ذلك جيدا.
لملم «بن دغر» شتات الدولة، واعاد تخليق وبناء مؤسساتها من العدم واللا شيء، على الرغم من هول الاخطار التي واجهته، والعراقيل والتحديات التي كانت في طريقه .. «الامن والاستقرار - الكهرباء - الطرقات - المياة - الاقتصاد - تدوير عجلة التنمية في مختلف مناحي ومجالات الحياة» - كلها من صناعته وانجازاته .. وعلى يديه ودون سواه عاد لـ«عدن» عاصمة اليمن المؤقتة روحها وبريقها وها هي استعادت مكانتها السابقة كملاذ للخائفين والمبعدين، ودوحة للمتعبين والسائحين والفارين من تعب الحياة ومنغصاتها .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ترى ماذا صنع أولئك المتشدقون؟! .. وماهي انجازاتهم؟! .. مالذي قدموه لـ«عدن» وابناءها طيلة فترة ادارتهم لشئونها والتي امتدت لأكثر من عام؟! .. ثم ماذا استفادت المحافظات والمناطق المحررة منهم؟! .. بالتأكيد الاجابة لا شيء .. عدا تشكيلهم ودعمهم للمليشيات والعصابات الاجرامية فقط وفقط، وهذا ما يدركه ويؤكده كل ابناء عدن والمحافظات الجنوبية إجمالاً.
يعزف «أعضاء المجلس الزبيدي» على وتر عواطف الناس، يتلاعبون بمشاعر البسطاء والغلابة من ابناء المحافظات الجنوبية .. مستغلين حالة البؤس التي يمر بها البعض للقيام بتأليبهم وتحريضهم ضد الحكومة الشرعية .. وهي أساليب للأسف قميئة وقذرة وقد باتت مستهلكة بالنسبة لليمنيين عامة .. فقد سبقهم اليها شيطان الكهف «الحوثي» وبنو سلالته الذي اطلق في بداية ظهوره شعار «اسقاط الجرعة وتغيير الحكومة» .. وعلى اثر ذلك تمكن من الانقلاب على الشرعية وبسط سيطرته على كافة مؤسسات الدولة وممتلكاتها ومقدراتها، ومن ثم راح ينكل بالشعب، وها نحن جميعنا لا نزال نكتوي بنيرانه حتى اللحظة .. ليأتي اليوم اولئك الثلة من الفاشلين ويرددون على مسامعنا ذات الإسطوانة المشروخة، معتقدين أن الجميع سيلتفون حولهم وسيمكنونهم من تنفيذ مؤامراتهم الدنيئة تلك الرامية الى جر الوطن وتحديدا المحافظات الجنوبية الى منزلق الفوضى والحروب الاهلية .. متناسين ان اليمنيين ودون سواهم من شعوب الأرض يعون جيدا حقيقة المثل القائل: «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».
وعليه نقول لأولئك الطامحين والممسوسين بالشر .. افيقوا من سباتكم ايها الحمقى والسذج .. اليمنيين والجنوبيين تحديداً يعون ويدركون جيدا من خدمهم ولا يزال يخدمهم ويقف في صفهم .. ويفقهون جيداً من يكد ويتفانى ويتعب ويسهر ويثابر ويخاطر في سبيل توفير حياة كريمة لهم .. وبلا شك يدركون في المقابل من خذلهم ونكث بوعودة وعهوده تجاههم، ومن يستغلهم ويتاجر بقضاياهم ومظالمهم، ويتلاعب بمشاعرهم وعواطفهم .. يدركون جيداً انكم لستم سوى ثلة من البرجماتيين والمنتفعين تسعون فقط لتحقيق مصالحكم ومآربكم وطموحاتكم الشخصية .. ويعون جيداً أن أحلامهم ومصالحهم الجمعية لا يمكن أن تتحقق سوى عبر قيادة سياسية وحكومة شرعية معترف بها دوليا .. اصحو ايها الموهومين وانتبهوا لستم في نظر الناس اكثر من انموذج للتندر والسخرية .. ابحثوا عن طرائق أخرى علها تمكنكم من محو بعض عاركم وحماقاتكم وقبحكم الماضي، وتهديكم لفعل ما هو خير للناس.