عبدالرحمن رسام قائد
"لوجه الله، ولأخوَّة صادقة" .. تلك هي الصيحة التي أطلقها رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ، للأشقاء والأصدقاء ؛ لإنقاذ الريال اليمني بعد أن تهاوت قيمته متسارعة نحو الانهيار .
لقد شهدت اليمن وضعاً اقتصادياً هو الأسوأ في تاريخ اليمن قديما وحديثاً ، نتيجة انقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها ، مما زاد من معاناة المواطنين ، نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني ، وانعدام فرص العمل ، بالإضافة الى الجبايات التي تفرضها المليشيا على أرباب السلع وهو ما ينعكس بزيادة السعر على المستهلك ، والسطو على البنوك والمؤسسات الخاصة والعامة.
ظلت مليشيا الحوثي الانقلابية مسيطرة على البنك المركزي في العاصمة المحتلة صنعاء ، واستنزفت الاحتياطي النقدي والبالغ خمسة مليار دولار ، بما فيها مليار دولار كانت وديعة من المملكة العربية السعودية الشقيقة ، حتى أصبح الريال بلا غطاء ، بالإضافة الى بقاء سوق اقتصادي كبير تحت سيطرتهم ؛ فازدادت المعاناة للمواطنين ، وتدهورت العملة ؛ ما اضطر الحكومة الى نقل البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر 2016 .
ومع نقل البنك المركزي الى عدن شرعت الحكومة بصرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين ، وعملت على تطبيع الحياة في المناطق المحررة، والعمل على توفير الخدمات والتي أبرزها الماء والكهرباء ومشاريع تنموية أخرى ، وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة .. وهكذا بدأت عجلة التنمية تسير في المناطق المحررة ، حتى أصبحت أغلب المكاتب الإيرادية تورِد إلى خزينة البنك المركزي ؛ مع أنها لا تُمثل إلا ثلاثين في المائة من إجمالي المؤسسات الإيرادية ، بينما يظل سبعين في المائة من المؤسسات الإيرادية تحت سيطرة المليشيات الحوثية ، والتي تقوم بنهبه واستغلاله في ما يُسمى "بالمجهود الحربي " لقتال الشعب ومواصلة التمرد على الحكومة .
تجاوز سعر الدولار 500 ريال ، وارتفعت الأسعار ؛ ما سيؤدي إلى كارثة حقيقية تتجه نحو المجاعة ، وهو مؤشر خطير !!. ما استدعى دولة رئيس الوزراء إلى إطلاق صافرة الإنذار للأشقاء :" إن كانت هناك من مصالح مشتركة بين الحلفاء ينبغي الحفاظ عليها، ترقى إلى مستوى الأهداف النبيلة لعاصفة الحزم، فإن أولها وفي أساسها إنقاذ الريال اليمني من الانهيار التام، الآن وليس غداً، إنقاذ الريال يعني إنقاذ اليمنيين من جوع محتم" .
هذا النداء ، حرك المياه الراكدة ، وأيقظ المارد الكامن ؛ حتى استجابت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ضخ ملياري دولار كوديعة للبنك المركزي اليمني ، وهي لفتة أخوية ليست غريبة من الأشقاء في المملكة وليست الأولى ، الأمر الذي أوقف تدهور الريال ؛ بل تراجع إلى 390 ريال بحسب تعميم البنك المركزي اليمني ، وهذا انجاز بحد ذاته يحسب لدولة رئيس الوزراء وللحكومة الشرعية .
ها هم يا دولة رئيس الوزراء قد لبوا نداءك ، وأتوك يعلنون وقوفهم معك ، وسيقفون .. فقد قلتها لوجه الله .. ولأخوة صادقة ، فكانت حقاً كما تريد .