احتل رئيس الوزراء الدكتور بن دغر مكانة مرموقة في قلوب اهالي المحافظات المحررة.. ليس لانه بائع كلام محترف ولكن لانه كان ومازال قريب منهم يعايش وجعهم قبل فرحهم.
لقد غامر بن دغر بحياته وهو يتجول في ربوع المحافظات المحررة في وقت كانت الخلافات والإرهاب على أشده.. وفيما غيره فضل المكوث بعيداً عن الواقع البائس.. نجح هو بحق في تطبيع الحياة بعد كل الدمار الذي حدث.
وكعادة الرجل يحاول انقاذ مايمكن انقاذه.. بفلسفة واقعية بعيداً عن الشطح ومروق المتفلسفين.. ففيما تواجه البلاد والتحالف تحدياً صعباً في الحسم العسكري يطالب بن دغر بإنقاذ العملة اليمنية المنهارة وتلافي خسارات البلاد على كل الأصعدة... وهو طرح يتفق معه كل عاقل.. وكل خبير استراتيجي..
لاينكر أحد جهود وخسائر دول التحالف بمعية اكثر من 10 دول حاولت انقاذ شرعية اليمن من الهبوط في فوضى التمرد والانقلاب ومنذ ما قبل تولي بن دغر رئاسة الحكومة.. ولا يزال اليمنيون يكافحون بصبر لتحقيق هدفهم المنشود.. وبالنظر الى مطالب ومناشدات بن دغر بانقاذ اليمن وعملته يجدها النخبة والعامة تصب في ذات الهدف.. حماية اليمن من الانهيار.. ولم يخطئ الرجل حين أشار ببنانه الى وسيلة من وسائل الانقاذ الطارئة بصوت مسموع.. في ظل الثقافة السيئة التي اعتادت التخفي والغموض!!
حتى وان كانت الوديعة منهكة اقتصادياً لدول التحالف لكنها تنقذ بلد برمته يواجه الموت.. نعم هي ليست معالجة جذرية لأزمة اليمن ولكن ما البديل لانقاذ العملة اليمنية؟.. خصوصاً بعد تجاوز سعر صرفها للدولار الى اكثر من الضعف.. في سابقة خطيرة تمر بها البلاد.
رغم العبء الاقتصادي الذي ربما تخشاه دول التحالف من تبعات صرف الوديعة يظل هذا العبء هيناً اذا ماقارناه بما سيحدث بعد انهيار العملة اليمنية.. اقتصاديا وانسانيا وحتى عسكريا.. وستكون دول الجوار امام كارثة حقيقية حتى بعد انهاء الحرب.. بلد مدمر وبعملة ومنهارة!
وبعيداً عن الخوض في الحسابات الاقتصادية يفترض استدراك حالة المواطن في ظل غلاء الاسعار وتقلص مصادر الدخل.. فان كان الوضع صعباً في الظروف الطبيعية فكيف سيكون اليوم؟ الا يستحق الانسان اليمني ان تحفظ كرامته بحماية سعر "طعامه" بعيداً عن حسابات الكسب والخسارة والتسويات السياسية؟