"نعم نريد المرأة مشاركة في مراكز صنع القرار ولكن ايضاً يحتاج الوطن لتكون نساءه حاضرات في تربية وتنشئة اطفال وشباب المجتمع"، هذه كانت خلاصة ولبَّ لفتة رئيس الوزراء، الدكتور احمد عبيد بن دغر، مشيراً الى عظمة دور المرأة وأهميته في تجنيب البلد المشاكل والأزمات.
بالنظر الى الحرب فإننا نشهد انسياقاً عجيباً لشباب في عمر الزهور ينهون حياتهم في ساحات المواجهة العسكرية، لا لشيء، سوى لأفكار عفى عليها الزمن، تشرعنُ التمرد والدمار والوقوف ضد القانون والإنسانية والسلام.
يدرك بن دغر، وهو الذي خبر الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، ان حال شبابنا المندفع نحو الموت بدلاً عن العلم والمعرفة والبناء والحياة، يفرض على المجتمع إعادة النظر في دور المرأة، المرأة التي تزرع القيم السامية والمبادئ النبيلة الأخلاق الكريمة في عقول وضمائر النشئ وبالتالي شباب ورجال ونساء هذا المجتمع.
كانت اليمن في أزهى مراحلها عندما كانت المراة صانعة للقرار فيها، كما ان العالم يثبت لنا اليوم تقدمه انسانياً وحضارياً من خلال اعطائه مساحة أوسع للمرأة في صنع سياساته، وهو الأمر الذي تنبه له منظمو ورعاة مؤتمر الحوار الوطني، حيث فرضت نسبة الكوتا النسائية، كما راعت القيادة السياسية تنفيذ ذلك مباشرة من خلال تعيين عدد من النساء في أهم المراكز السياسية والدبلوماسية.
ربما مالم ينتبه له أحد حينذاك هو التأكيد على أهمية دور المرأة كأم ومربية وصانعة الأجيال، لذلك جاءت كلمة بن دغر اليوم، تتعمد الإضاءة على هذا الدور المنسي وسط زحام المشاكل والهموم العامة.
تربية النشئ لا تقل أهمية عن دور سيدة المجتمع، والوزيرة، والسفيرة، والمستشارة، وغيرها من المناصب التي حضت بها النساء خلال الفترة القصيرة الماضية، لكن ذلك لا يعني أهمال الوظيفة الأسمى والأنبل وهي رفد المجتمع بأطفال وشباب اسوياء واعون، مقاومون للافكار الرجعية، قادة التنمية والمستقبل الزاهر.
إن شغل المرأة للوظيفة العامة ينقل صوت النساء بوضوح ومصداقية، ما يسهم في إعادة التشريعات والقوانيين المتعلقة بهن، مايتيح تلبية حاجاتهن في المجتمع، وهو الأمر الذي لا يتفهمه إلا أصحاب العقول النيرة والعادلة.
إن دعوات المساواة التي تتفجر بين حين وأخر إنما تسعى النساء من خلالها لحماية حقها في العيش الكريم نظراً لعدم وجود العدالة في التعاطي مع قضايها في ظل مجتمع تسوده الثقافة الذكورية والنظرة الدونية للنساء، وهو ما أثاره دولة رئيس الوزراء حين وجه سؤالاً للمجتمع، كيف سيستقر بلد لا يعي أهمية دور المرأة وينظر أفراده لها نظرة انتقاص ودونية؟ مذكراً ان النساء نصف المجتمع.
إنها لفتة رسمية، صادرة من رأس الحكومة، ما يعني أنها مشجعة للنساء كافةً، ولكل المهتمين، ما يستوجب على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تنسيق الجهود نحو تحقيق هذه الأفكار والأهداف الوطنية، فيدّ الحكومة وحدها لاتصفق.