حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم السبت، فعالية اطلاق تقرير تأثير التغيرات المناخية على التنمية البشرية في اليمن، والذي اعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك بالتزامن مع مؤتمر المناخ الثامن والعشرين المنعقد في دولة الامارات العربية المتحدة.
وفي الفعالية التي حضرها المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، القى رئيس الوزراء كلمة أشاد فيها بمنهجية التقرير وتركيزه على قضية حيوية تتصل بالتحدي العالمي لمواجهة التغيرات المناخية، وما يمكن ان تعمل عليه الحكومة مع شركائها في هذا الجانب.. منوها بدعم الأمم المتحدة لليمن في مجال مواجهة مخاطر التغير المناخي، واهمية العمل على مضاعفة هذا الدعم من اجل تحقيق الاستجابة للمخاطر التي حذر منها التقرير.
وقال "من خلال استعراض نتائج التقرير يلاحظ ان التغير المناخي يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه اليمن خلال العقود القادمة، وما تضمنه التقرير من بيانات وتوقعات ومؤشرات خطيرة وصادمة حول تاثير التغيرات المناخية على اليمن في الجوانب الاقتصادية والإنسانية والبشرية".
وأكد الدكتور معين عبدالملك، ان الحكومة ستعمل على وضع اليات وموجهات تستوعب الاستجابة للتغيرات المناخية، وتتطلع من شركائها الإقليميين والدوليين الى تمويل خططها وبرامجها ومساعدتها على التكيف والاستعداد وتقليل الخسائر الناجمة عن التغيرات المناخية.. لافتا الى التأثيرات التي افرزتها الحرب في اليمن على الاقتصاد الوطني والوضع المعيشي والإنساني وتغير الأولويات ما جعلنا فعليا غير مواكبين للتوجهات الدولية في مواجهة مخاطر التغيرات المناخية والاستعداد لها.
وأضاف " لكن في الجانب الأخير ساهمت الحاجة للكهرباء في ظل ظروف الحرب، الى إطلاق جهد مجتمعي للتحول نحو الطاقة الشمسية التي قد تصل قدرتها التراكمية الى حوالى 400 ميجاوات على مستوى البلاد، ونعمل في الحكومة على البناء على هذه الجهود مع شركاءنا لتنفيذ مشاريع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والرياح".
وأوضح رئيس الوزراء ان احتياج اليمن من الكهرباء يصل حاليا الى 3 الف ميجاوات، وتخطط الى ان يكون نصفها من مصادر الطاقة المتجددة.. لافتا الى الشراكة الحكومية القائمة مع مؤسسات إقليمية مثل شركة مصدر الإماراتية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والتي دخلت الحزمة الأولى منها في عدن والمخا، والتنسيق الجاري لزيادة هذه المشاريع.. معربا عن تقديره الكبير لمساهمة الاشقاء في دولة الامارات ودعمهم لليمن في مجال الطاقة المتجددة.
وأكد الدكتور معين عبدالملك، الحرص على ان تكون اليمن جزء من المبادرات الإقليمية الكبرى للحفاظ على البيئة مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تتبناها المملكة العربية السعودية الشقيقة، والخطط والمشاريع الجاري التحضير لإطلاقها، ضمن هذه المبادرة.
واستعرض رئيس الوزراء، رؤية الحكومة ومساعيها في بناء استراتيجيات عملية للتعامل مع مخاطر التغيرات المناخية وما يتطلبه ذلك من دعم إقليمي ودولي باعتبار اليمن من اكثر الدول المتأثرة .. لافتا الى ما شهدته اليمن خلال العشر السنوات الماضية من كوارث طبيعية من فيضانات واعاصير اكثر مما شهدته خلال العقود الطويلة السابقة، وقال "لعلنا نتذكر الفيضانات التي شهدتها محافظة حضرموت في 2008 ولم نتجاوز اثارها لما يزيد عن عشر سنوات، وتكررت الأعاصير خلال السنوات الماضية من إعصار كيري ولبان شابالا وميج وتيج وغيرها".
وقدمت خلال الفعالية ملخص لنتائج التقرير والذي يوضح المستقبل المتوقع للمناخ في اليمن وكيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على التنمية الاقتصادية والبشرية على المدى الطويل، حيث يحلل التقرير تأثير تغير المناخ على التنمية البشرية في اليمن البيانات التاريخية عن درجات الحرارة وهطول الأمطار عبر المناطق وتغير الفصول ويستخدم تقنيات إحصائية للتنبؤ بمستقبل المناخ.
كما يقارن التقرير سيناريو محتمل لتغير المناخ بسيناريو مخالف للواقع لا يحدث فيه تغير للمناخ، وفي السيناريو الثالث المتوقع، ينظر في التدخلات الإنمائية الرئيسية التي تركز على بناء القدرة على الصمود في مواجهة التهديدات التي يشكلها تغير المناخ، مما يسرع التقدم نحو تنمية بشرية أفضل.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً