الرئيسية - محافظات وأقاليم - اليمن في عهد الطغيان الإمامي .. مشاهد من سنوات البؤس والقهر والعزلة والشقاء ..«تقرير+صور»
اليمن في عهد الطغيان الإمامي .. مشاهد من سنوات البؤس والقهر والعزلة والشقاء ..«تقرير+صور»
الساعة 06:46 مساءاً (الحكمة نت - متابعات خاصة:)


نظرا لجهل الكثيرين من ابناء الشعب اليمني اليوم لواقع الظلم والقهر والاستبداد والشقاء الذي تجرعه اليمنيون خلال حكم الإمامة الكهنوتي، واغفالهم طبيعة الاوضاع المأساوية والرهيبة التي مر بها آباءنا واجدادنا حينها، والتي كانت سببا في اقدامهم على اشعال فتيل ثورة الـ26 من سبتمبر العام 1962م، التي استطاعوا من خلالها القضاء على نظام الكهنوت الامامي، واعلنوا النظام الجمهوري.

وبمناسبة حلول الذكرى الستين لهذه الثورة العظيمة التي انقذت هذا الشعب من براثن الطغيان والظلم والقهر والاستبداد، ارتأينا هنا نشر هذا التقرير الذي يوثق شهادات عدد من المناضلين والسياسيين والادباء والكتاب والمؤرخين عن طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية المتردية التي كانت سائدة قبل الثورة مستذكرين سنوات البؤس والشقاء والحرمان التي اكتوى بنيرها أبناء الشعب اليمني في ظل نظام استبدادي جعلهم ضحايا لظلم الحاكم وثالوث الفقر والجهل والمرض.

يصف المناضل عبد السلام صبرة تلك المرحلة بأنها "أسوأ ما حل باليمن من مراحل التردي والانحدار لوقوعها بين براثن التخلف والركود، إلى جانب ما كان الناس يعانونه من الواقع المأساوي المتمثل بالعزلة الخانقة التي فرضها الحكم الكهنوتي المستبد".

بؤرة للاوبئة المميته

لقد كانت البلاد في ذلك الحين "بؤرة للوباء المميت, مليئة بالمرضى والمجانين وأصحاب العاهات والمعوقين والحكام الظالمين" على حد تعبير زيد مطيع دماج في رويته الرئعة "الرهينة" التي تعد تمثيلا واقعيا لأوجاع اليمنيين في منتصف القرن الماضي.

ويضيف دماج في تصويره لما كانت عليه البلاد من حال البؤس والتردي قائلا: "كان الجو مفعما برائحة الوباء، الوجوه شاحبة، تعلوها مسحة لون أصفر مقيت وباهت, والبطون منفوخة ليس شبعا وإنما مرضا, والأقدام عارية لزجة بالجروح والأوساخ، جموع منهكة من المتسولين والمرضى والمجانين نصطدم بهم في كل منعطف وفي كل زقاق وفي كل ساحة".

ظلام العصور الوسطى

وطبقا لجميع المؤشرات كانت المقارنة بين حال اليمن وحال البلدان الأخرى في ذلك الحين تقذف باليمن بعيدا في أزمنة التاريخ الأولى إلى "ظلام العصور الوسطى" بحسب الطبيبة الفرنسية كلودي فايان التي وصلت إلى اليمن في أوائل خمسينيات القرن العشرين.

فكل ما قام به النظام الإمامي كما يقول المناضل صبرة هو "اضطهاد للشعب وتعذيب له ووضعه تحت طائلة التضليل والدجل والامتهان، فخيم الجهل والفقر والمرض على الجميع".

حتمية التغيير

تلك الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية البائسة ولدت لدى اليمنيين حافزا قويا في التغيير والانطلاق نحو المستقبل ومسايرة ركب الحضارة الإنسانية لبناء اليمن الحديث.

لقد جاءت الثورة، كما يقول الدكتور عبد العزيز المقالح "رد فعل طبيعيا للظلم والفساد والتخلف، وكان صمودها في وجه المؤامرات الخارجية العنيفة نتيجة طبيعية أيضا لتلاحم سكان الريف مع سكان المدن واقتناع الجميع بحتمية التغيير وإسدال الستار على عصر من التخلف والعزلة والفساد".

يؤكد الصحفي والمؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبالاناس الذي زار اليمن للمرة الأولى في العام 1948 إلى القول: "إذا ما كان هناك بلد مهيأ لثورة وتغيير سياسي أكثر من غيره فهو اليمن بلا جدال" .. مشيرا إلى أنه "باستثناء الأسلحة النارية وبعض سيارات النقل والعربات القديمة لا يبدو أنه كانت هناك ثمة تغييرات لقرون خلت".

الأرض المحرمة

هذه الحقيقة يؤكدها أيضا الرحالة والمستشرق الألماني السيد هانز هولفريتز/ 5 / الذي يروى قصة دخوله إلى اليمن "الأرض المحرمة" في نهاية أربعينيات القرن العشرين بعد عدة محاولات فاشلة بسبب سياسة إغلاق الحدود في وجه كل ما هو أجنبي والعزلة المطلقة التي فرضها الإمام يحيى ومن بعده الإمام على هذه البلاد التي وصفها بأنها "أكثر زوايا العالم جهلا لدى سائر الناس في أنحاء المعمورة".

يقول هولفريتز: "تولى الإمام يحيى السلطة المطلقة في اليمن، وهكذا فقد منع مد شبكات الهاتف ومشاريع المياه والمطابع، كما منع استيراد السيارات، لم تكن في اليمن في ذلك الوقت، أكثر من سيارتين أو ثلاث سيارات، وهي ملك للإمام، ويمكن استخدامها في حالات خاصة معينة ليس إلا" .. مؤكدا "لم يكن بإمكان أي إنسان إن يدخل إلى البلاد إلا بموافقة الإمام شخصيا، وكان السفر إلى الخارج محظور على أهل اليمن حظرا باتا".

عزلة رهيبة

لقد ضرب النظام الإمامي نطاقاً رهيباً من العزلة على اليمن، وكان هدفه من ذلك كما يقول الدكتور محمد علي الشهاري "أن يبقى الشعب اليمني بعيداً عن سير التاريخ، معزولاً عن التفاعل مع العالم المتحضر، وبمنأى عن التطور العاصف في القرن العشرين، وعن التحولات التاريخية الكبرى التي تجري فيه، وعن الكفاح الوطني والمعادي للحكم المطلق في الشعوب العربية، وعن مراكز الالتهاب لحركة التحرر الوطنية العربية".

ظل الله في الأرض

كرس نظام الإمامة السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية بشخص واحد هو الإمام، ووضع في يده السلطة الدينية والدنيوية، فالإمام هو كل شيء ويعمل كل شيء.

"كان الإمام هو الدولة والدولة هي الإمام، كل السلطات في يده، وكل المؤسسات العسكرية تخضع له، بيده الحل والعقد والأمر والنهي، هو ظل الله في الأرض، منحه الإلهام وأعطاه بركاته، وعصمه من كل خطأ، وأودع فيه سره وميزه عن العالمين"، موضحا انه بموجب تلك الفكرة كان يتوجب على الجميع "الخضوع المطلق للإمام والقبول بأحكامه ونواهيه باعتبارها إرادة الله التي لا يحق للإنسان ردها"، بهذه العبارة يختزل الدكتور احمد عبيد بن دغر في دراسة أكاديمية له عن "اليمن تحت حكم الإمام احمد" فكرة الدولة ونظام الحكم الامامي الاستبدادي.

شمولية واستبداد

يذكر السيد هانز هولفريتز أن الإمام كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، "كنت أرى في كل يوم مظهرا من مظاهر تدخل الإمام في الحياة اليومية إلى الحد الذي يشبه تدخل ناظر المدرسة في شؤون طلابه" .. وخلص إلى أن "عملية تحويل تلك الدولة الدينية القديمة إلى دولة جديدة تصلح للعصر لم تكن بسيطة، فالشروط الأولية اللازمة لمثل هذا التحول مفقودة في اليمن، كما أن الأساس الذي تقوم عليه سلطة الإمام وصلاحياته يحول دون هذا التحول".

التعليم والجهل .. نمط واحد

ولضمان احتكار السلطة وسيطرة أسرة واحدة عليها تحت دعوى "الحق الإلهي"، فقد حرص الأئمة على ألاَّ يشيعوا من التعليم إلا ما اطمأنوا إلى غياب ضرره، وعمدوا إلى تكريس قداسة عائلات وأفراد وتقسيم الشعب إلى طبقات محترمة ومحتقرة، وإثارة النعرات والعداوات المذهبية والمناطقية بين أبناء الدين والوطن الواحد.

لم تكن هناك مدارس ولا معاهد ولا أي شكل من أشكال التعليم الحديث، بل كان هناك بعض الكتاتيب التي يقتصر فيها الأمر على تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم.
قول هولفريتز: "يسير أطفال في تعليمهم على نمط واحد، فالقرآن والشريعة هي الكتب الوحيدة التي يدرسونها، لم يظهر في اليمن حتى الآن أي حد فاصل بين العلم والدين".

دجل وخرافة وشعوذة

ولم يكتف النظام الامامي بتكريس سياسة الجهل والعزلة، بل لجأ أيضا إلى ممارسة التضليل والدجل والشعوذة والخرافة لإضفاء هالة من القداسة على الإمام، حيث يؤكد المناضل محمد عبد الله الفسيل أن "الإمام يحيى كوّن جيشاً إعلامياً يبث له دعاية الدجل والتضليل والشعوذة، واستخدم حتى من يتظاهر منهم بنوع من الجنون مدعياً مصاحبة الجن له، ونشر هؤلاء الدعاة لنشر قصص وخرافات وأساطير وأحداث خارقة تحيط الإمام بهالة وتهاويل خرافة تجعله فوق البشر، وتنسب إليه كرامات زائفة وأساطير تزعم أنه يصلي الفجر في الكعبة لأنه من أهل "الخطوة" وأنه يملك الجن، وأنه يشفي المرضى بدعواته، وينزل النقمة ولعنة الله على أي إنسان لا يؤمن بكراماته، "وأنه يربط الدنيا بسبحته وأنه يكشف البلوى بدعواه".

مرض وموت .. كله من الله

في المقابل فإن الحديث عن الوضع الصحي بالبلاد في ذلك العهد، يبعث على الاشمئزاز، حيث كانت نسبة الوفيات كما تذكر الطبيبة الفرنسية كلودي فايان "ترتفع إلى أرقام مذهلة مخيفة، فتصل وفيات الأطفال إلى أربعين في المائة في السنة الأولى وإلى خمسين في المائة قبل سن العاشرة".

نساء يتاوهن باستسلام

وتضيف: "كانت النساء تتأوه باستسلام ويرددن: كله من الله.. أقول لهن: إن هذا يتوقف على الوضع الصحي، وعلى الأطباء، وعلى العلاجات! لكن ما الفائدة، مادامت الأدوية معدومة والأطباء لا وجود لهم وليس هناك من يعلمهن الطرق الصحية، ويكون جوابهن عليَّ أن هذا كله أيضا من الله"!.

لم يكن هناك، كما يذكر بن دغر، سوى خمسة مستشفيات في اليمن قبل الثورة، ربما كان أفضلها في تعز حيث كانت تعمل بعثة طبية فرنسية، لكن حتى حجرات هذا المستشفى كانت عبارة عن "زرائب بكل معنى الكلمة" على حد وصف الدكتورة فايان.

تقول الدكتورة فايان: "رافقت الدكتور ريبوليه إلى المستشفى، أما الدكتور مروشي فقد رفض الذهاب إليهن وأقام في بيته عيادة صغيرة، وعندما سألته عن سبب ذلك أجاب ببساطة: سترين!".

وتضيف: "في المستشفى يعتني الدكتور ريبوليه بنحو ثلاثين سريرا، وكان يقدم لمرضاه العلاجات الضرورية من عنده، فلم يكن في صيدلية المستشفى غير رفين يزودان المستشفى بالأدوية، أما قاعة الجراحة فقد كانت خالية من كل شيء، وعندما أردت رؤية حجرات العلاج رفض الدكتور أن يسير معي فمررت عليها بمفردي".

في انتظار موت لا بد منه

وتتابع: "لقد مررت بها واحدة واحدة، فوجدت نفس المنظر المذهل المفزع: رائحة كريهة (...) أجسام هزيلة شبه عارية... شعروا بوجودي فتحركوا قليلا وحاولوا الوقوف، مدوا أيديهم نحوي وارتفعت أصواتهم تتوسل وتتضور بحرقة وألم. لقد كنت شيئا جديدا عندهم. لقد كنت شعاعا من الأمل رأوه قبل موت لا بد منه. كثيرون منهم مشرفون على الموت. نظر إليَّ ممرض وقال: تيفوس. لكن كل هؤلاء المرضى ليس لهم أدوية. عشر حجرات على هذا المنوال. لقد كنت أشعر أنني أشاهد كابوسا لعينا. وحجرات النساء منخفضة، لا نوافذ لها، زرائب بكل معنى الكلمة. تمددت تلك النساء الواحدة بجوار الأخرى على أرض قذرة ومع كثير منهن أطفالهن".

وتؤكد: "قد يخيل للإنسان أنه يستطيع أن يشاهد فظاعة وشناعة كهذه، لكن مشاهدة هذه النسوة في هذه الزريبة أكثر فظاعة من كل ما قد يخطر على البال. التفت إليَّ الدكتور ريبوليه وقال: والآن ها أنت قد رأيت كل شيء، إنه قبيح أن يعمل الإنسان كل يوم في مثل هذه الظروف. ولكن ماذا يعمل والأدوية لا وجود لها، والإمام لا يقدم ريالا واحدا للمستشفى؟".

قضاة ووزراء .. وعبيد للإمام

في مجال الإدارة الحكومية، حافظ الأئمة على ما ورثوه من العهد العثماني دون تطوير، بل الأكثر من ذلك أنهم، بحسب دراسة أكاديمية للدكتور احمد عبيد بن دغر، "قاموا بإلغاء اللبنات الأولى لإدارة مدنية حديثة كان العثمانيون قد حاولوا تأسيسها في اليمن".

ويضيف: "مفهوم الخدمة العامة غير لدى الأغلبية العاملة في الجهاز الحكومي، ويسود الاعتقاد لدى هؤلاء العاملين أنهم خدم الإمام، وكان كثير منهم يوقعون رسائلهم إلى الإمام، بمن في ذلك الوزراء والقضاة، بـ المملوك أو الخادم".
ويلخص بن دغر حالة الجيش في بداية الخمسينيات بكلمات قليلة: "مرتبات متدنية جدا وأسلحة متواضعة وقديمة، وملابس رديئة وتدريب سيئ وقيادة ضعيفة وقليلة الخبرة.

جيش نظامي من الحفاة

يقول المناضل محمد الفسيل: "كون الإمام جيشاً نظامياً من الحفاة، وخططهم في بيوت الرعية المجبرين على إطعامهم وخدمتهم وتوفير القات والمداعة (النارجيلة) لهم، فيما سماه نظام الخطاط".
ولعل الحوار الشعري الذي أداره الشاعر والمناضل الشهيد محمد محمود الزبيري بين العجوز والعسكري في إحدى قصائده يمثل تجسيدا صادقا للتعسف والتسلط الذي كان يمارسه عساكر الإمام على الرعية:

العسكري: أين الدجاجة؟ وأين القات فابتدري
إنا جياع وما في حيكم كرم
العجوز: يا سيدي ليس لي مال ولا نشب
ولا ضياع ولا قربى ولا رحم
إلا ابنــــــي الذي يبكـــي لمسغبــــــة
وتلك أدمعه الحمراء تنسجم
العسكري: إني إذن راجع للكوخ أهدمه
يـــا (...) إن الكــــذب دأبكــــم.
وقد اضطر الكثير من الفلاحين إلى مغادرة وطنهم نتيجة للتنافيذ والضرائب العالية والاستغلال البشع.

قيود وأغلال .. وعدالة مستحيلة

كان البحث عن العدالة في اليمن في تلك الفترة من الأمور المستحيلة، فلم يكن هناك قوانين وضعية يرجع إليها القضاة في الفصل بين الناس في شؤونهم المدنية والشرعية، ويؤكد بن دغر أن وظيفة القاضي كانت مقرونة بالابتزاز والسلب، حيث جنى القضاة ثروات طائلة من خلال العمل على تطويل المنازعات الشخصية لاستنزاف المواطنين".

تعذيب وامتهان واذلال

كانت الأغلال والقيود وسيلة من وسائل العقاب. وبحسب الطبيبة الفرنسية كلودي فايان فإنه "يكفي في اليمن إن يكون لإنسان أي نفوذ طبيعي أو قانوني وأن يكون غير راض عن شخص ليأمر بأن يكبل".
وتضيف: "ليس غريبا أن ترى يمنيا يجر الأصفاد في قدميه ويسير في الشوارع، وتظل هكذا أياما وأسابيع وشهورا، وقد يكتفي بقيد واحد، ولا مانع من قيدين أو ثلاثة أو حتى خمسة" .. وتروي أنها رأت "امرأة مكبلة بالحديد في مدينة تعز"، وكذلك "مسجونين يجمع كل اثنين منهما قيدا واحدا في قدميهما".

أطفال في قبضة السجان

لم يستطع نظام الإمامة الذي كرس كل وظائف الدولة في شخص الحاكم ممارسة هذه السلطة إلا بواسطة نظام الرهائن الذي مثل واحدا من أبرز مظاهر العنف السياسي للنظام الإمامي الملكي.
يقول الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر/9/: "كان الإمام يحيى ومن بعده الإمام احمد يستخدم نظام الرهائن لكي يضمن ولاء القبائل وعدم تمرد المشائخ، وقد عانينا الكثير من هذا النظام وتشردنا عن أهلنا وبيوتنا فترات طويلة".

ويؤكد المناضل عبد السلام صبرة: "من أبرز الجرائم التي لا يقرها العرف والشرع والضمير أخذه أبناء المشايخ الضمان وبعض العيان وغيرهم بالقهر والإرهاب والإذلال كرهائن والزج بهم في ظلمات السجون ليعيشوا وراء الأسوار دونما تمييز أو رحمة ولا مراعاة للأطفال والأبرياء".

حرمان الاطفال حنان امهاتهم

ويضيف: "كان الطاغية ينتزعهم من بيوتهم ويحرمهم عطف أمهاتهم وآبائهم ويبعدهم عن أسرهم وهم في عمر الزهور ليفضوا مكرهين السنيين الطوال في قبضة السجان، وهم يعانون الويلات وراء الأسوار الرهيبة".
وبحسب بن دغر فإن الإمام احمد كان يحتفظ في نهاية الخمسينيات بنحو خمسة آلاف رهينة في سجونه، معظمهم من الأولاد الصغار والشباب .. وكان العرف يقضي أنه إذا فر أحد الرهائن أو مات توجب على ذويه أن يأتوا برهينة آخر يحل محله.

كل ما سبق لا يعكس سوى جزء بسيط من الصورة العامة لطبيعة الحكم الامامي والظروف السياسية والاجتماعية والمعيشية القاسية التي ولدت الرغبة والإرادة والقوية لدى الشعب اليمني في التغير "فالطغيان يبرر الثورة ، وقد بلغ الطغيان الامامي اقصى مداه".
وجاءت ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962 لتشكل فصلاً حاسماً في تاريخ الكفاح البطولي للشعب اليمني، " ولم تفلح الاعدامات والاعتقالات في وقف المد الزاحف، بل زادت نيران الثورة في النفوس اشتعالا".

*المصدر: وكالة سبأ (2009).

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص