قالت صحيفة واشنطن بوست، الجمعة، إن الهجمات الصاروخية الموسعة التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن، عززت الدعم بين بعض المسؤولين الأمريكيين والشرق الأوسط لإعادتهم إلى القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب، وذلك بعد عام من إلغاء إدارة بايدن هذا التصنيف لأسباب إنسانية.
وأثير موضوع التصنيف المحتمل للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران كمنظمة “إرهابية أجنبية” محظورة، والذي من شأنه تجريم التعامل مع المجموعة، في أعقاب الهجمات على جيران اليمن الخليجيين، بما في ذلك على قاعدة تضم القوات الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت: لكن مثل هذه الخطوة ، إذا تمت الموافقة عليها ، ستشكل انعكاسًا غير عادي للغاية، لقرار سابق لإنهاء التصنيف الإرهابي في حقبة ترامب والذي قال مسؤولو إدارة بايدن إنه سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المتردية بالفعل بالنسبة للمدنيين اليمنيين، وتحذر المنظمات الإنسانية من أن تجديد التصنيف يمكن أن يكون له نفس الأثر العقابي لأنه سيعيق وصول المساعدات إلى البلاد.
ونقلت عن كبير المحللين لشؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية “بيتر ساليزبري”، القول “إنه لا يوجد دليل على أن التصنيف سيؤثر على قدرة الحوثيين المتعلقة بشن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي جعلت منهم تهديدا إقليميا”.
وفي الشهر الماضي ، قال الرئيس بايدن إن إدارته تدرس إعادة الحوثيين إلى سجل وزارة الخارجية الخاص بـ “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، الإدراج في القائمة يجعل أولئك الذين يتعاملون معهم عرضة للمحاكمة بتهمة “الدعم المادي” للإرهاب.
وأوضحت الصحيفة أنه وبمجرد النظر في هذه المسألة يمثل اعترافًا بالنهج المتطور للإدارة الامريكية في الصراع الطويل في اليمن، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين ودفع الكثيرين إلى الجوع والمرض.
وكانت إدارة بايدن أعلنت بعد أسابيع فقد من توليه منصبه أنها ستشطب المتمردين الحوثيين من قائمة الإرهاب، متراجعةً عن قرار تم اتخاذه في الساعات الأخيرة من إدارة ترامب كجزء من محاولة للضغط على الجماعات المرتبطة بإيران.
وأعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكين، عند إعلانه عن هذه الخطوة ، أن رفع التصنيف من شأنه أن “يضمن أن السياسات الأمريكية ذات الصلة لا تعرقل المساعدة لأولئك الذين يعانون بالفعل مما يُطلق عليه أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأشارت الصحية إلى أنه و “برغم ذلك، ومنذ ذلك الحين، فإن جهود الإدارة للتوسط في حل سلمي للصراع الأهلي اليمني لم تحرز تقدمًا يُذكر، حيث واصل الحوثيون شن ضربات منتظمة بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية، ووسعوا في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على الإمارات العربية المتحدة، التي تعد جزءا من التحالف العسكري المناهض للحوثيين”.
ولفتت الصحيفة إلى الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص والذي تم بطائرة بدون طيار على مطار أبو ظبي ومنطقة صناعية، والهجوم الصاروخي الذي حاول استهداف قاعدة الظفرة الجوية التي يتواجد فيها جنود أمريكيين.
وقالت الصحيفة: “منذ تلك الهجمات، أجرى المسؤولون مناقشات حول استخدام إعادة التصنيف كخيار وحيد لمواجهة تهديد المتمردين الحوثيين”، وفقًا لأفراد مطلعين على المناقشات تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وحسب الصحيفة، قال أولئك الأشخاص إنه بينما عارض مسؤولون في وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية بأغلبية ساحقة مثل هذه الخطوة ، فقد أيدها مسؤولون كبار في مجلس الأمن القومي.
وأضافوا بالقول إن الخطوات المحتملة الأخرى تشمل تسمية مسؤولين حوثيين إضافيين على أنهم “إرهابيون عالميون محددون بشكل خاص” ، وفرض عقوبات عليهم.
ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق على المناقشات، حسب الصحيفة.
في المقابل تحذر المنظمات الإنسانية من تجديد تصنيف الحوثيين بالارهاب، مشيرة إلى تأثير تصنيف إدارة ترامب قصير الأجل كدليل على أنه سيعاقب اليمنيين العاديين، على الرغم من الإعفاءات التي من المرجح أن تمنحها وزارة الخزانة لأعمال الإغاثة.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً