أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك أن مليشيا الحوثي تعرقل مسار السلام في اليمن مشيرا إلى أن هذا الأمر بات واضحا في خطاب المبعوث الأمريكي وغيره والاتحاد الأوروبي.
وأضاف في حوار مع قناة فرانس 24 أن هناك تركيز كبير على ملف السلام في اليمن واهتمام ومبادرة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية للسلام في اليمن، وكان هناك تعاطٍ إيجابي من الحكومة اليمنية رغم الحادث الإرهابي في مطار عدن وما تلاه، لكن كنا على ثقة أن الإشكالية واضحة لدى الحوثيين في أن يلتزموا بأي مسار للتسوية، هذا واضح الآن وكنا نريد أن يكون أكثر وضوحاً في الخطاب الأخير لمارتن غريفيث قبل أن يترك منصبه.
وأوضح أن الحوثيين هم من يعرقلون إعادة فتح مطار صنعاء مؤكدا أن الحكومة أكثر من مبادرة خلال السنوات الماضية بحيث يبقى المطار مفتوحاً ولا يجب أن يدفع المدنيون ثمن هذه الحرب.. بالنسبة للجانب الإنساني فالوقود يتدفق من كل مناطق اليمن أضعاف ما كان عليه، وفيما يتعلق بملف الحديدة نحن واضحون وليس لدينا أي إشكالية..
وأكد أن الحوثيين يستخدمون إشكالية المطار كشماعة للجانب إنساني واستغلال الموضوع سياسياً بشكل أكبر، مشيرا إلى أن المبعوث الأمريكي والاتحاد الأوروبي وسفراء الاتحاد الأوروبي أدركوا أنه لا يوجد لدى الحكومة موانع أو قيود لإعادة فتح المطار.
وقال رئيس الوزراء "لكي نكون واضحين لا ينبغي على المواطن أن يسافر خمس أو ست ساعات إلى مطار سيئون أو عدن وكنا طرحنا من قبل ثلاث أو أربع سنوات أن يفتح عبر مطارات وسيطة أو حتى عبر صنعاء إلى سيئون، لا ينبغي أن يدفع المواطن ثمن هذه المعاناة، لكن هناك استغلالاً إعلامياً وتضليلاً من قبل الحوثيين في هذا الموضوع".
وحول المبادرة العمانية قال رئيس الوزراء إن الحوثيين لم يحترموا الوسيط العماني، وأثناء تواجد الوفد العماني بصنعاء كان الحوثيون يقصفون المدنيين بطريقة عشوائية في مأرب، مضيفا "هناك استخفاف في نقل القضايا، وكانت هناك مبادرة مطروحة على الطاولة، واهتمام دولي من المجتمع الدولي ومن الإقليم، ولم تُطرح أي حلول حقيقية، فهذا استهتار من الحوثيين بكل الوساطات سواء الإقليمية أو الدولية".
وتحدث رئيس الوزراء عن اتفاق الرياض وقال إن هناك بعض الجوانب لم تستكمل جوانب سياسية واقتصادية والشق الأمني والعسكري، هذه كلها حزمة متكاملة، هناك بعض الملفات ينبغي أن تناقش، يجب أن يستكمل الحوار أيضاً بين القوى السياسية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وألا يُفسَّر بطريقة أو بأخرى.
وأشار إلى أن أسس اتفاق الرياض كحكومة وعمل على الأرض ما زالت موجودة، حصلت مشاكل نعم، ولا ينبغي القفز عليها، ومن المهم نقاشها، لكن الموضوع ليس بتعقيد المسار السياسي الأكبر أو الشامل.
ولفت إلى أن المبعوث الأممي الجديد هانس غرندبيرغ ليس غريباً عن الملف اليمني فقد زار عدن وصنعاء من قبل وهذا سيساعد في فهم أبعاد هذا الملف، الاتحاد الأوروبي مهتم، وعلاقتنا بكثير من دول الاتحاد الأوروبي علاقة وشراكة قوية في مراحل مختلفة، هذا الدور المهم للاتحاد الأوروبي وأيضاً بتكامل مع الدور الأممي سابقاً وحتى مع الدور الأمريكي، مهم أن يبقى هذا الإجماع وهذا الاهتمام بالملف اليمني من جميع هذه القوى.
وحول ماإذا كان سينجح في ما أخفق فيه غريفيث قال رئيس الوزراء "بالأخير هو وسيط ولن تُفرض حلول على اليمنيين، على اليمنيين أن يجتمعوا على الطاولة، اليمنيون سيقررون ما هو مصيرهم برعاية دولية، لكن الإشكالية هي في الأخير لدى الحوثيين في دعم أي حلول للسلام وهذا مهم أن يُشخَّص في المرحلة القادمة، لا مانع أيضاً من عقوبات موجهة للمعرقلين، العقوبات الأمريكية الأخيرة على بعض عناصر التمويل للجماعات المتطرفة التي تثير العنف مهمة، لذلك من المهم أن يكون المسار السياسي القادم في حزم ووضوح، ونحن في الحكومة على استعداد لتقديم كل التسهيلات الخاصة بعمل المبعوث الجديد".
ولفت إلى أهمية التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الإرهاب والذي نتج عنه الحد من الخلايا الإرهابية التي كانت مسيطرة على بعض مدن اليمن في صراعات داخلية لمدة ست سنوات، والآن إعادة بناء مؤسسات الدولة وأهمها مؤسسة الجيش ومكافحة الإرهاب هي أحد أهم هذه العناصر مشيرا في الوقت ذاته إلى نوايا الاتحاد الأوروبي لدعم الحكومة في هذا المجال.
وأكد أن التعهدات الإنسانية قلت بشكل كبير جداً في العام 2020 وكثير من هذه المنح تتم عبر وكالات الأمم المتحدة، لدينا ملاحظات كثيرة، والآن خصوصاً بعد انخفاض التمويل كانت التمويلات في ذروتها في العام 2017 و2019 لكن الآن قلت بسبب الوضع الاقتصادي العالمي، وهذه إشكاليات كبيرة جداً في بلد كبير.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً