قررت مجموعة أحمد عبد الله الشيباني إغلاق مصانعها الواقعة في نطاق الشرعية بمدينة تعز ، وعلى إثر هذا الإغلاق سيتم تسريح 500 عامل وموظف ، ممن يعملون داخل هذه المصانع .
تم إعلان هذا القرار من خلال مؤتمر صحفي إنعقد اليوم الثلاثاء الموافق 25/5/2021 في مبنى الإدارة العامة ، الساعة العاشرة صباحاً ، وذلك بحضور كل من الأخ /مفيد عبده سيف "مدير عام الغرفة التجارية بتعز" والاخ/أحمد المجاهد "مدير عام مكتب الصناعة والتجارة" والأخ / عبد الواحد العزاني "نائب مدير الشؤون الإجتماعية والعمل" والعميد/ عبد الله سعيد الوهباني "مدير أمن مديرية المظفر" كما حضر عدد من مراسلي الوكالات والقنوات الإخبارية ، وعدد من الصحفيين والناشطين المجتمعيين .
وفي بداية المؤتمر الصحفي صرح الأستاذ / عبد المؤمن شرف "المسؤول الإعلامي - الناطق الرسمي للمجموعة" قائلا : إن قرار إغلاق مصانع المجموعة داخل المدينة هذا اليوم؛ جاء على إثر الإعتداء على بوابة وحرم مصانع الأغذية والمشروبات في يوم 26/4/2021 الموافق 14 رمضان 1442 هــ وذلك من قبل عصابة مسلحة بقيادة المدعو/ ماجد الأعرج ، حيث تم إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة على بوابة المصنع وحراسة المصنع ، ثم اقتحموا حرم المصنع ، وكان هذا الإعتداء - للأسف الشديد - بوجود أطقم عسكرية تابعة للجهات الأمنية ، والتي لم تسلم هي الأخرى من أسلحة العصابة .
وبناء على هذا الإعتداء تم إبلاغ السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة ، رئيس اللجنة الأمنية ، كما تم مخاطبة المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالقطاع الخاص ، مثل مكتب الصناعة ، والغرفة التجارية ، والهيئة العامة للإستثمار ، وقد قامت هذه الجهات بالرفع لمحافظ المحافظة لسرعة التدخل ، وتوجيه الأجهزة الأمنية لحماية القطاع الخاص ، والقبض على العصابات المنفلتة الخارجة على النظام والقانون ، وبموجب هذا الرفع، وجه المحافظ أمرً إلى الحملة الأمنية لسرعة القبض على أفراد العصابة ، وإيصالهم إلى الجهات المختصة ، والتحقيق معهم ، وإرسال قوات من حماية المنشآت لحماية المصانع الوطنية المعتدى عليها .
وأكد المسئول الإعلامي في تصريحه بأنه بمجرد تسليم أمر المحافظ إلى الحملة الأمنية ، ومنذ تاريخه الذي يقارب من شهر وحتى هذ اللحظة؛ لم تحرك الحملة الأمنية ساكناً .
كما تم تقديم شكوى أخرى للبحث الجنائي في يوم حادثة الاعتداء ، ونزل مندوبو البحث ، وعاينوا الموقع ، وأخذوا الأدلة الجنائية ، وأخذوا أقوال الشهود ، ولكن بعد ذلك لم يتمكن البحث الجنائي من إيصال المعتدين للتحقيق معهم ، مما جعل مدير البحث الجنائي يرفع إلى وكيل نيابة الأمن والسجون لطلب إصدار أمر قبض قهري على المعتدين ، نظرا لرفض المطلوبين أمنيا الحضور للتحقيق معهم حول الواقعة ، فأصدرت النيابة "أمر قبض قهري" ولكن مر عليه مايقارب الشهر ، ولم يتم القبض على العصابة المعتدية .
وأضاف الناطق الإعلامي : ونتيجة لهذا التساهل والتقاعس والتقصير من قبل الحملة الأمنية؛ جعل هذه العصابة تتمادى وترسل تهديدا يوم أمس عبر وسطاء بأنه سوف يتم قصف المصانع بالبوازيك .. وهذا ماجعل إدارة المجموعة تصدر قرارها بإغلاق المصانع خشية منها على حياة العمال ، وهذه تعدّ الخطوة الأولى ، وفي حالة عدم قيام الأجهزة الأمنية بواجباتها في حماية الشركات والقطاع الخاص فإن هناك تفكيرا جديا بنقل المصانع إلى منطقة آمنة ، مادام أن السلطات في تعز عاجزة عن حماية المجموعة الصناعية الوحيدة التي لم تغادر مدينة تعز حتى اللحظة ، وفي حال اضطررنا مكرهين إلى نقل مصانع المجموعة ، فإننا نحمّل السلطة المحلية كامل المسئولية أمام العمال والموظفين المسرحين من وظائفهم .
من جهته قال الأخ /نشوان الأكحلي رئيس نقابة العمال في مجموعة الشيباني : نأسف أن يتم إغلاق مصانعنا لأول مرة منذ مايقارب الــ 60 عاما ، وهي أول مجموعة صناعية في اليمن ، ولم تتوقف في أقسى الظروف وأسوئها .
وأضاف الأكحلي : كنا نتوقع أننا قد انتقلنا من حالة الفوضى إلى حالة الدولة ، وأن الوضع أصبح آمناً ، فإذا بنا نتفاجأ اليوم بإغلاق مصانعنا نتيجة التهديدات اللامسؤولة من قبل عصابات لاتدرك ولاتعي ماذا يعني إغلاق المصانع ، وماذا يعني قطع أرزاق 1200عامل يعولون مئات الأسر .. بالإضافة إلى تضرر العديد من المستفيدين والمنتفعين من أصحاب الاعمال والمحلات التجارية .
وختم الأكحلي : إننا عبرنا عن استنكارنا يوم الاعتداء على مصانعنا بمسيرة سلمية ووقفات أمام المحافظة وأمام قيادة المحور ، وأمام مقرات الجهات الأمنية ، ثم قدمنا لكل جهة من هذه الجهات بيانا حددنا فيه مطالبتنا لحمايتنا وحماية مصانعنا ، ولكن تم فهم رسالتنا بالعكس ، فبدل أن تتحرك السلطات الرسمية لحمايتنا إذا بالتهديد مجددا يوم أمس بقصفنا داخل المصانع ، ثم نتفاجأ اليوم بإغلاق المصانع ونسرّح من أعمالنا ، وأمام هذا الاستهداف لمصادر أرزاقنا ، فإننا سننتظر كيف سيكون رد السلطات الرسمية والأجهزة الأمنية ، ما لم فإنني أعلن من خلال هذا المؤتمر الصحفي بأننا سنتخذ إجراءات تصعيدية ندافع بها عن أرزاقنا بأنفسنا ، وتضمن عدم إغلاق مصانعنا .
عن السلطة المحلية تحدث الأستاذ /عبد الواحد العزاني "نائب الشؤون الإجتماعية والعمل" قائلا : إن التهديد الذي تسبب بإغلاق مصانع مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني سيؤدي إلى إلحاق أكبر الضرر بالعمال ، وأن هذا الفعل مرفوض رفضا قاطعا ، ويمسنا نحن كمؤسسة ذات علاقة بالعمال بالدرجة الأولى، ولن نصمت وسنقوم بتصعيد الأمر إلى قيادة السلطة المحلية ، كما سنخاطب عمال القطاع الخاص بشكل عام ليكون لهم موقفا مع إخوانهم العمال المتضررين في مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني .
من ناحيته تحدث الأستاذ /مفيد عبده سيف "مدير عام الغرفة التجارية" قائلا : إن إستهداف مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني ، والتي تعد إحدى الروافد للإقتصاد الوطني؛ سيؤدي إلى الإضرار بمنظومة الإقتصاد الوطني على مستوى اليمن بشكل عام ، وإذا أختلت هذه المنظومة سيؤدي ذلك إلى كوارث لاتحمد عقباها .. ونحن سيكون لنا كلمة وموقف ، وسنتابع الجهات المختصة لتحمل مسئوليتها ، ولتوفير الحماية الكاملة لهذا القطاع الصناعي الذي يشرف تعز بشكل خاص ، ويشرف اليمن بشكل عام .
هذا وقد تخلل المؤتمر الصحفي العديد من المداخلات ، كما طُرِحت العديد من الاستفسارات من قبل الإعلاميين والناشطين الحقوقيين الذين أبدوا استغرابهم من موقف السلطة المحلية بهذه السلبية ، وعبروا عن استنكارهم بسبب تقاعس الأجهزة الأمنية ، وعدم اتخاذها حدا رادعا للخارجين عن النظام والقانون ، الذين يسيئون بأفعالهم المشينة لمدينة تعز كعاصمة للسلم والتحضر والثقافة .. كما وعد هؤلاء الإعلاميون بأنهم لن يصمتوا أمام هذا الانفلات والتخاذل ، وسيكون لهم متابعات حثيثة للجهات المختصة ، معبرين عن استعدادهم لفضح كل المتنفذين الذين يقفون خلف العصابات التي تعبث بتعز ، وتقلق الأمن والسكينة العامة ، وتعتدي على حقوق الآخرين بدون وجه حق .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً