(2385) انتهاكاً .. حصيلة عام من الفوضى الأمنية التي أرهقت سكان صنعاء
2021/04/04
الساعة 07:20 مساءاً
( الحكمة نت )
12 شهراً من العنف والانتهاكات التي مارستها مليشيا الحوثي، على سكان العاصمة صنعاء، يضاف إلى أعوام الانقلاب السابقة، حولت فيها المليشيا عاصمة اليمنيين، إلى ما يشبه السجن الكبير، والذي جددت فيه تكميم الأفواه وتقييد الحريات وفرض أجندتها المستوردة من إيران في سعي من إنها إلى "حوثنة" صنعاء، وجعل صوتها هو الصوت الأوحد في جميع مناشط الحياة.
ويسلط "مركز العاصمة الإعلامي" في تقريره الجديد المعنون بـ "صنعاء سجن كبير" الضوء إلى مختلف القضايا والانتهاكات التي تعرض لها سكان العاصمة، طيلة العام 2020، حيث تنوعت ما بين الفوضى الأمنية العارمة، والنهب والسلب، وحوادث القتل والمطاردة والاختطاف، وصولاً إلى الانتهاكات التي مارستها المليشيا في جوانب التعليم والمرأة، وانتهاج أساليب التطرف و"الداعشية" ومصادرة الحريات.
وتتخذ مليشيا الحوثي من الفوضى الأمنية، والجريمة المنضمة، كوسيلة ترهيب في صنعاء، وذلك لإحكام قبضتها ومواصلة إرهابها، مع بث العصابات المنفلتة لنشر الفوضى، مع ضمان ارتباطها بها، وهو ما كشفته جرائم منظمة، حدثت في العام الماضي، منها جريمة شارع القيادة الوحشية، والتي أودت بحياة الشاب عبدالله الأغبري، في سبتمبر من العام الماضي.
ففي جرائم الفوضى الأمنية، وثق "مركز العاصمة الإعلامي" ما يزيد عن (2385) انتهاكاً وجريمة فوضى أمنية في العاصمة صنعاء خلال العام 2020م.
وهي الجرائم التي جعلت من المدينة، التي تدخل اليوم عامها السابع منذ استيلاء مليشيات الحوثي الانقلابية عليها بدعم مباشر من ايران نهاية 2014م، تبدو وكأنها سجن كبير، يزداد ظلاماً ووحشية على اليمنيين، ومضماراً دامياً لسباق عصابات مسلحة يديرها الحرس الثوري على الإثراء والنفوذ.
وتوزعت الجرائم، التي تعدّ ضمن الفوضى الأمنية، والتي شملت مديريات أمانة العاصمة العشر على (110) جرائم قتل و (70) إصابة، و(10) حالة بين قتل تحت التعذيب في سجون المليشيات الحوثية أو وفاة جراء التعذيب بعد مغادرة المعتقلات، و(13) حالة قتل لأسرى تحت التعذيب في سجون المليشيات، و(410) واقعة اختطاف، و(155) حادثة اعتداء جسدي بالضرب والتعنيف لنشطاء وفتيات وطلاب جامعات، و(350) اقتحام ومداهمة مسلحة لمنازل مواطنين ومراكز تجارية وشركات ومدارس ومراكز صحية وبنوك، و(13) واقعة احتجاز ومنع لنشطاء مجتمع مدني يوزعون مساعدات خيرية.
وكان لمديرية بني الحارث، النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات حيث سجلت (25) حالة قتل، منها لمشائخ، كانوا موالين لمليشيا الحوثي، ومنهم لأطباء وموظفين رفضوا أوامر للمليشيا وإصابة (14) مواطناً بإصابات مختلفة برصاص مباشر، كما سجلت (140) اختطاف أو محاولة اختطاف، بعضها لهاربين من جبهات القتال، بعد أن كانوا يقاتلون في صفوف مليشيا الحوثي، بحسب فريق الرصد.
وتعرض ما يقارب من (30) مواطناً للضرب المبرح من مقربين للمليشيا، وبعضهم تم اقتيادهم إلى عدد من مراكز الاحتجاز التابعة للمليشيا، والتي تعج بها مديرية بني الحارث.
وأكد فريق الرصد أن مراكز الاحتجاز في مديرية بني الحارث، إضافة إلى مراكز الشرطة، هناك أكثر من 10 أماكن أخرى، تابعة لقيادات ومشرفي الجماعة، ومنها "فلة " القيادي العندولي، وغيره من القيادات التي اتخذت في مساكنها عدداً من السجون والأقبية السرية، يتم اختطاف وإخفاء مدنيين من مختلف مديريات العاصمة.
وفي عمليات الاقتحام غير القانونية شهدت مديرية بني الحارث أكثر من (57) عملية اقتحام منها (8) لمستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية، و (3) لمحلات تجارية، و(15) لمنازل مواطنين، و(2) مدارس، و(30) مطعماً وبوافي.
وتأتي مديرية صنعاء القديمة، في عدد الانتهاكات التي طالتها، وهي مجموع ما توصل إليه فريق الرصد، والذي تأكد منها، حيث جاءت حوادث القتل، والتي سجل أغلبها على مسلحين يتبعون المليشيا أو موظفين في أجهزتها، بلغت (39) حالة قتل، بينما وصل رقم الإصابات إلى (12 مواطناً)، كما تعرض فيها (112) مواطناً لحالات اختطاف، واحتجاز من قبل مراكز تابعة للمليشيا الحوثية.
ورصد فريق الرصد في مديرية صنعاء القديمة، أكثر من 45 عملية اقتحام لمنازل مواطنين، وإخراج بعضهم إلى العراء، بينما صادرت المليشيا 5 منازل كانت بحوزة مواطنين بدعوة انها لا تمتلك أوراق "ثبوتية" لها، بينما تؤكد المعلومات التي حصل عليها فريق الرصد بأن النيابات والمحاكم الخاضعة للمليشيا لم تمكن الضحايا من رفع قضايا.
مديرية الصافية جاءت في المرتبة الثالثة، لكنها في اقتحام المنازل ومحلات المواطنين احتلت الصدارة، حيث تم توثيق اقتحام ما يقارب من 78 منزلاً ومحلا تجاريا، وبنوك ومحلات صرافة، طيلة العام، بينما وصلت حالات القتل إلى 20 حالة قتل، و14 إصابة، واختطاف أكثر من 30 مواطنا، وتم احتجاز بعضهم لأيام دون أي مسوغات قانونية، وبحسب شهود أن أغلبهم بسبب خلافهم مع حوثيين أو مقربين لمشرفين وقيادات حوثية.
وتوزعت بقية الأرقام على بقية الأرقام في تفاوت بسيط، إلا أن مديرية "السبعين" شهدت حوادث أكبر في الاقتحامات للمنازل، والاختطاف لمواطنين، ما زالت أعداد منهم يعانون اختفاء قسرياً إلى اليوم، بحسب شهود أن من تم اختطافهم، كونهم يقطنون في أماكن تعتبرها المليشيا حساسة.
مديريتا شعوب وأزال تقاربت الأرقام فيها، والتي استطاع فريق الرصد من توثيقها، إضافة إلى تأكيدات شهود من أبناء المديريتين، فقد بلغ إجمالي حالات القتل في كل منهما 30 حالة قتل، وما يقارب من 20 إصابة، و40 اختطافاً، أما عمليات الاقتحام فقد اقتحمت المليشيا أكثر من 40 محلاً ومنزلاً لمواطنين، يعود ملكيات بعض المنازل لمسؤولين في الشرعية.
إضافة تعليق
- المقالات
- حوارات
تفضيلات القراء
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً