إيران تحاول أن تستغل حروب البروكسي لخدمة مصالحها الجديدة مع إدارة بايدن، ويأتي استهداف العاصمة الرياض في يناير الجاري ليؤكد هذه الفكرة، فقد اعترفت الخارجية الإيرانية بأنها تدعم الميليشيات في المنطقة، وذلك لخدمة سياستها الخارجية، والتصريح غير المعتاد تزامن مع الهجوم على الرياض وتضامن المجتمع الدولي معها، ومع استلام الرئيس بايدن مفاتيح البيت الأبيض.
“الحوثيون” تنظيم إرهابي متطرف ومؤدلج، وهو لا يختلف في خطورته وأفكاره عن داعش والقاعدة، ومراجعة تصنيفه كجماعة إرهابية في أميركا يعمل لمصلحة إيران، ولا يمكن القبول بإسقاطه من قائمة الإرهاب الأميركية، وبحجة إنقاذ اليمن من مجاعة قد تطال 16 من أصل 28 مليون يمني في 2021، وهذه سابقة يمنية لم تحدث منذ 40 سنة.
الحوثيون لا يختلفون عن حزب الله ولا شباب الصومال ولا طالبان أو بوكو حرام، وربما تفوقوا عليهم في بعض أعمالهم الإرهابية، وكل هؤلاء لم يؤثر تصنيفهم على الأعمال الإغاثية والإنسانية لشعوبهم، واستمرت المنظمات والهيئات في إيصال مساعداتها لهم، بخلاف أن الحوثي يسرق المعونات ويوزعها على أتباعه، ولا يصل إلى الشعب اليمني إلا القليل مما يرسل إليه، وبالتالي فالرجوع عن التصنيف لن يمنع حدوث المجاعة في الغالب.
حرص أميركا على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران غير مفهوم، خصوصا أنه سيكمل فترته في 2025 أو بعد أربع سنوات، والمرجح أنه سينتهي بدخول إيران إلى النادي النووي، والولايات المتحدة لم تقم بسلوك مشابه مع نووي القذافي أو نووي صدام حسين، والثاني تسبب في حرب العراق، وفي سقوط بغداد بيد الشيعة الموالين لطهران والملالي، وجماعة الحوثي لا تشكل إلا 5 % من إجمالي السكان في اليمن، ومن غير المعقول أن يتحكموا في مصير ومقدرات 95 % من اليمنيين، فحكم الأقليات لا يمكن أن ينجح، إلا إذا اعتمد على توازنات تحكمها مصالح ضيقة وانتهازية، كما هو الحال مع العلويين في سورية.
تحالف دعم الشرعية تدخل بطلب من الحكومة اليمنية المعترف بها، وتوقفه سيؤدي إلى صراع إقليمي على مناطق النفوذ والمواقع الاستراتيجية في اليمن، وقد حاول التحالف طوال سبع سنوات تحقيق نتائج إيجابية بالتوافق أو بالمحاصصة بين اليمنيين، إلا أنه لم ينجح، فتقاسم السلطة على أساس طائفي أو عقائدي أو جغرافي لم يكن موفقا في نسخته اللبنانية والعراقية، والحوثي لم يحترم 70 اتفاقاً يمنياً وعربياً وأممياً، ومارس الإبادة الجماعية وصادر الممتلكات، واستهدف المدنيين في الداخل اليمني بصواريخ وطائرات مسيرة مصنوعة في إيران، وتسبب في نزوح ثلاثة ملايين إنسان، وفي تعرض 20 مليون يمني للفقر والجوع، وفي قتل 30 ألف طفل مجند، والتصنيف سيقطع التمويل والتسليح الإيراني عن الحوثيين، وسيجبرهم على الجلوس للتفاوض وتقبل الحلول السلمية.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً