لا تزال ردود الأفعال العربية والدولية المرحبة والمشيدة بقرار واشنطن تصنيف مليشيا الحوثي "جماعة إرهابية"، تتوالى في الوقت الذي رحبت فيه الحكومة اليمنية بالقرار الذي يأتي في ظل تصعيد المليشيا المدعومة من إيران هجماتها بما فيها العابرة للحدود.
ولقي القرار ترحيبا خليجيا، إذ اعتبرته الرياض "خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات تلك الميليشيا المدعومة من إيران".
وأعربت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس) عن ترحيبها بخطوة الإدارة الأمريكية وأشارت إلى إنسجام الخطوة مع مطالب الحكومة اليمنية بوضع حد لتجاوزات الحوثيين و"ما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، واستمرار تهديداتها للأمن والسلم الدوليين واقتصاد العالم"، وفقا للبيان.
وتمنت الوزارة أن يُسهم هذا القرار في "تحييد خطر" الحوثيين وإيقاف تزويدهم بالطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة النوعية وقطع مصادر التمويل عن جهودهم الحربية "لاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار"، حسبما جاء في البيان.
واعتبرت أن التصنيف سيؤدي أيضا إلى "دعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة وسيجبر قادة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية".
وأكدت السعودية دعمها لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ومقترحاته لإنهاء الأزمة اليمنية، الممتدة لسنوات طويلة، وعمله للتوصل إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات الثلاث.
وفي السياق، اعتبر نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، خالد منزلاوي أن تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، خطوة لإنجاح الجهود السياسية.
خطوة ابجابية
وشدد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم على أن: "تصنيف الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، خطوة إيجابية في الطريق الصحيح".
وأوضح أن القرار يهدف: "لإنجاح الجهود السياسية، ولوقف استهدافها للشعب اليمني وتهديدها الملاحة الدولية، ودول الجوار".
ترحيب اماراتي
من جهتها، رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقرار الولايات المتحدة بشأن تصنيف مليشيا الحوثي كـ"منظمة إرهابية".
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، في تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر": "نرحب بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب".
وأضاف قرقاش في تغريدته: "انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة ومؤسساتها وعلى المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي والمدني أشعل شرارة العنف والفوضى وادى الى التدهور المآساوي للوضع الانساني في اليمن الشقيق."
مطلوب خطوات مماثلة
بدورها، أكدت وزارة الخارجية البحرينية، الأهمية البالغة لقرار الإدارة الأمريكية تصنيف ميلشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات مماثلة تجاه هذه الجماعة الإرهابية، بسبب ما ترتكبه من اعتداءات آثمة على الشعب اليمني ودول الجوار وتهديد الملاحة الدولية، ومواصلتها عرقلة كافة الجهود الهادفة للتوصل إلى سلام دائم وحل سياسي يحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه.
ورحبت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء البحرينية، اليوم الاثنين، بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، ووضع قياداتها على قائمة الإرهاب، باعتباره خطوة ضرورية لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها ضد الشعب اليمني، ومواجهة إصرار الحوثيين المستمر على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة تنفيذًا لأجندة النظام الإيراني الذي يدعمها.
في سياق متصل، رحب عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، بقرار الإدارة الأمريكية بشأن تصنيف مليشيا الحوثي كـ"منظمة إرهابية".
وضع حد للاعمال الارهابية
وقال العسومي في بيان إن القرار الأمريكي يضع حداً للأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المليشيا الإرهابية، سواء الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب التي تقوم بها بحق المدنيين، أو استهدافها المستمر لدول الجوار بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، وكذلك تهديدها المباشر لأمن الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر، فضلاً عن مساعيها الدائمة.
وأكد العسومي، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات مماثلة ووقف الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني لهذه الجماعة الإرهابية، سواء بالمال أو السلاح لتنفيذ أجندته التخريبية الهادفة إلى نشر الفوضى والدمار والعنف في المنطقة العربية.
قرار في محله
وقبل ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بقرار واشنطن تصنيف مليشيا الحوثيين جماعة إرهابية، مؤكدة أنهم يستحقون هذا التصنيف. وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان: إن «الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم».
البيان الامريكي
وفي وقت سابق من صباح الإثنين، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستصنّف الحوثيين في اليمن "جماعةً إرهابيةً"، في خطوة تهدف إلى "محاسبتهم على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".
وقال بومبيو في بيان، أعتزم أيضاً إدراج ثلاثة من قادة أنصار الله (جماعة الحوثيين)، وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم، في قائمة الإرهابيين الدوليين"، لافتاً إلى أن الخارجية ستخطر الكونغرس بنيّتها تصنيف الحوثيين منظمة "إرهابية أجنبية".
وقال بومبيو إن القرار اتخذ من أجل «محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري». وقال بومبيو إن «الولايات المتحدة تقر بأن هناك مخاوف بشأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني في اليمن»، مضيفاً «نعتزم اتخاذ تدابير للحد من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية».
تمهيد للقرار
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت واشنطن بضربات استباقية للقرار الكبير، حيث أعلنت تصنيف المندوب الإيراني لدى مليشيا الحوثي، حسن إيرلو، في قائمة الإرهاب، قبل أن تقرر تصنيف 5 من أبرز القيادات الأمنية الحوثية التي ارتكبت أبشع انتهاكات حقوق الإنسان منذ اجتياح صنعاء.
حيثيات القرار
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الإثنين، عن أسباب إدراج مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، على قائمة الإرهاب، مؤكدة أن الجماعة التي ترتكب أعمال وحشية ضد الإنسانية في اليمن، تمارس العنف والإرهاب مستشهدة بآخر الأعمال الإرهابية في مطار عدن والذي راح ضحيته العشرات، وأشارت في الوقت نفسه إلى مساعدة الحرس الثوري الإيراني لهم عن طريق إرسال الصورايخ والطائرات دون طيار التدريبات العسكرية لأفراد جماعة الحوثي.
إيران ترسل الاسلحة للحوثيين
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جماعة الحوثي قادت حملة وحشية أودت بحياة العديد من الأشخاص، واستمرت في زعزعة استقرار المنطقة، كما حرمت اليمنيين من التوصل إلى حل سلمي للصراع في بلادهم.
وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية أن جماعة الحوثي بدلًا من أن تنأى بنفسها عن النظام الإيراني، فقد مدت الجسور مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم؛ حيث قام الحرس الثوري الإيراني بتزويد جماعة الحوثي بالصواريخ والطائرات بدون طيار والتدريب؛ ما سمح للجماعة باستهداف المطارات والبنية التحتية الحيوية الأخرى.
إحباط الحلول السلمية
يواصل النظام الإيراني إحباط جهود الأمم المتحدة والدول الصديقة لحل الأزمة سلميا وإنهاء الصراع؛ حيث تدعو الولايات المتحدة النظام الإيراني إلى وقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وذلك في أفعال تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، كما طالبت بوقف تمكين الأعمال العدوانية ضد اليمن وتجاه جيرانه، بما في ذلك السعودية.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أنهم عملوا أيضًا من خلال شركائهم في المنطقة لحث الحوثيين على التوقف عن الانخراط في الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك تلك التي تنطوي على هجمات تهدد البنية التحتية المدنية في المنطقة، وكذلك قطع العلاقات مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني ووقف ممارسة الاختطاف، التي أدت إلى بما في ذلك قتل وخطف مواطنين أمريكيين.
رفض دولي لتصرفات الحوثيين
وأكدت الخارجية الأمريكية أن المجتمع الدولي قد اتفق، بشكل جماعي من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي وفي محافل أخرى على أن الإجراءات الأحادية للسيطرة على مؤسسات الحكومة اليمنية الشرعية أمر غير مقبول وأنه قانونًا لا يمكن تحقيق الانتقال السياسي المؤقت، الذي طالما سعى إليه الشعب اليمني، إلا من خلال المفاوضات السياسية.
وبينت أن العملية السياسية أسفرت حتى الآن عن نتائج محدودة على مدى عدة سنوات، مشيرة إلى أن هذا دفع الولايات المتحدة للبحث عن وسائل إضافية لتغيير سلوك الحوثيين وداعميها في البحث عن السلام والأمن في اليمن.
مطلب شعبي
ووفق مراقبين فإن تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية هو تعبير فعلي عن مطالبات الشارع اليمني، ولتعزيز قرار علاقة الحكومة اليمنية دوليا، ولحماية المساعدات الإغاثية من النهب والابتزاز الحوثي المتواصل.
ومرارا، أطلق مسؤولون ومواطنون حملات تحت شعار "#الحوثي جماعة إرهابية"، تناولت أبرز مآلات الانقلاب الحوثي وجرائمه الإرهابية منذ اجتياح صنعاء أواخر 2014.
تداعيات القرار على المليشيا
أجمعت كافة الأطياف والشرائح اليمنية على أن خطوة واشنطن المرتقبة بتصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، تعد أولى خطوات إنهاء الحرب بالبلاد.
وأكدوا على أنها تمثل عامل ضغط على الانقلابيين الحوثيين الذين استغلوا حالة الصمت الدولي تجاه جرائمهم لزيادة سلوكياتهم الإرهابية سواء داخل اليمن أو في محيطه الإقليمي.
وأشاروا إلى أنها السبيل الوحيد لوقف التهديدات الإرهابية وحماية الأمن والسلم الإقليمي والدولي حيث ستدعم الحكومة الشرعية في معركة استعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في كافة الأراضي اليمنية.
كما ستشكل هذه الخطوة تحركاً مهما لعزل هذه المليشيات ومحاصرتها إقليمياً ودولياً، وقطع أي مصادر تمويل لها؛ لأنه بموجب القوانين الأمريكية سيتم معاقبة أي دولة أو كيان أو أشخاص، تدخل في علاقات مع جماعات مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يقلل من قدرة هذه الجماعة على تشكيل تهديد للأمن الإقليمي والعالمي.
وستدفع هذه الخطوة أيضاً الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية للأزمة اليمنية، وهي الجهود التي تعرقلها هذه الجماعة الإرهابية ومن يدعمها، لأنها تدرك أي تسوية سلمية لن تسمح أبداً للشعب اليمني أن يظل رهينة لمثل هذه المليشيات الإرهابية التي لا يهمها إلا مصالحها أو مصالح القوى التي تدعمها.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً