تقرير خاص:
أعلنت الحكومة الأميركية، اليوم (الاثنين)، رسميا أن الولايات المتحدة ستصنف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن كمنظنة ارهابية أجنبية .. مؤكدة في بيان لها إن التصنيف يهدف إلى «محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري».
وقال وزير الخارجية الامريكي بومبيو في البيان، ان تصنيف مليشيا الحوثي يهدف ايضا الى وضع عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم، على قائمة الإرهابيين الدوليين.
تبعات التصنيف
ويتساءل الكثير من اليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني، عن معنى ودلالة أن تكون ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب الأميركية؟ .. وللتوضيح نقول: يترتب على ذلك متغيرات عدة تطال نشاط الجماعة السياسي والاقتصادي معاً، علاوةً على المنع من السفر وتجميد الأرصدة والملاحقة الدولية، بالإضافة الى تبعات أخرى عديدة لقرار التصنيف.
ومن تلك التبعات على سبيل المثال، التوقف الفوري لأي تعامل مع الشركات التي تملكها قيادات حوثية، ومنعها من الاستيراد وفتح الحسابات المصرفية واستيراد المشتقات النفطية أو حتى البضائع، بخاصة أن المتعاملين مع الجماعة عقب التصنيف، سيكونون أمام شرط الاختيار بين واشنطن والميليشيا.
تبعات اقتصادية
وستنتج من هذا الأمر تبعات اقتصادية بسبب جملة الإجراءات المترتبة، التي ستلحق ضرراً بالغاً بالجماعة، نظراً إلى تعطيل "حركة الأموال التابعة لها، إذ إن التعامل معها سواء من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى قبل القرار كان يتم بصورة طبيعية وقانونية على اعتبار أنها سلطة أمر واقع"، ولكن بعد صدور القرار ستضطر هذ الجهات الدولية إلى التوقف الفوري عن التعامل معها أو من خلالها، وإلا ستكون بالنسبة إلى الحكومة الأميركية طرفاً يتعامل مع الإرهاب.
تبعات سياسية
أما على الصعيد السياسي، فإن القرار "سيعزل الجماعة دولياً ويوقف التعامل معها عبر الأجهزة الدبلوماسية الدولية، سواء السفراء أو الجهات الدولية الرسمية الأخرى"، طبقاً للقوانين والمواثيق التي تجرّم بطبيعة الحال التعامل مع الجهات أو الأفراد المشمولين في قوائم الإرهاب العالمية.
ويرى محللون سياسيون، صعوبة استمرار المحادثات السياسية مع الميليشيا بعد تصنيفها في قوائم الإرهاب .. مؤكدين بأن "القرار الأميركي سيؤثر في مليشيا الحوثي بشكل كبير، لكنه سيؤثر في أدواتهم الاقتصادية والدبلوماسية بشكل أكبر" .. مشيرين الى انه سيثير هلع الواردات إلى اليمن ويؤثر في عمل الحوالات الخارجية، المصدر الرئيس للعملة الصعبة، كما أن ذلك سيدفع المنظمات الدولية إلى الخروج من اليمن خشية أن تطالها العقوبات الأميركية".
كما يرون ان كل الشخصيات المنتمية لمليشيا الحوثي المدعومة من ايران والمتعاونة معها تعتبر حسب التصنيف شخصيات ارهابية .. الامر الذي يجعلهم جميعا عرضة للاعتقال والمحاكمة في حال خرجوا من اليمن الى اي بلد في العالم.
توصيف قانوني
من جهة أخرى، يؤكد العديد من القانونيين والحقوقيين أن تصنيف ميليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" يفتح الطريق على مصراعيه أمام محاكمة الميليشيا دولياً على الجرائم التي ترتكبها .. مضيفين إن تصنيف الولايات المتحدة لهذه المليشيا "كجماعات إرهابية يعدّ توصيفاً قانونياً وبالتالي فإنه يمهد الطريق لمحاكمتها ومحاكمة داعميها في إيران".
ترحيب حكومي
وقوبل القرار بترحيب كبير من قبل الحكومة اليمنية الشرعية، واكدت انه ينسجم مع مطالبها لمعاقبة هذه المليشيات الإرهابية.
واشارت وزراة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان لها، الى انه وبعد مضي ست سنوات من الحرب وفرض العديد من العقوبات بحق أفراد، نعتقد أنه ينبغي الاستمرار في تصعيد وتكثيف جميع الضغوط السياسية والقانونية على الحوثيين من أجل تهيئة الظروف المواتية لحل سلمي للصراع، والذي يهدف إلى إيجاد حل نهائي لهذا الصراع المأساوي الذي طال أمده في اليمن.
وقالت الوزارة "أن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
واضافت " ان ما قامت به هذه الجماعة من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي من تفجير للمنازل ودور العبادة ، واضطهاد الأقليات الدينية، وتهجير المعارضين والمنتقدين لممارساتهم واعتقال وتعذيب الصحفيين والناشطين السياسيين وحصار المدن واستهداف المدنيين عشوائياً وزراعة الألغام في البر والبحر واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض العسكرية وتدمير المؤسسات الاقتصادية في اليمن وكذا استهدافها للأعيان المدنية داخل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وارتهانهم الدائم والكبير لأجندات إيران التخريبية في المنطقة والتي تمثل آخرها في محاولة القتل الجماعي لأعضاء حكومة الكفاءات السياسية وتقويض العملية السياسية في اليمن، كل هذا يثبت الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة وعدم جديتها بتحقيق السلام".
واكدت وزارة الخارجية، إن دعم إيران الأيديولوجي والمالي والعسكري والفني للحوثيين، سمح لهم بالانخراط في أعمال إرهابية طائشة ومستهجنة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي يوم 30 ديسمبر 2020م على مطار عدن الدولي الذي استهدف الحكومة وتسبب في مقتل وجرح العشرات.
واوضحت الوزارة، إن حكومة الجمهورية اليمنية تتفهم المخاوف التي عبرت عنها بعض الأطراف ذات النوايا الحسنة، وخاصة تلك التي تشارك في عمليات الإغاثة في اليمن من أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية قد يكون ذو "عواقب غير مقصودة" على كل من عملية السلام والأوضاع الإنسانية، ومع ذلك ، فإن التدخل المستمر والسافر للحوثيين هو الذي أعاق جهود الإغاثة الإنسانية وينبغي النظر إلى هذا التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية على أنه أداة فعالة لوقف سلوكهم المشين والذي يؤثر سلباً على سير العمليات الإغاثية والإنسانية ودفعهم إلى وقف نهب المساعدات والتخلي عن أوهامهم في التفوق والاختصاص بالحق الإلهي في حكم اليمن وإجبارهم على السعي بصدق لتحقيق سلام شامل ومستدام .
ولفتت الوزراة، الى انه ومن أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي صنعته المليشيات الحوثية، فإن الحكومة اليمنية تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية..مؤكدة مواصلة الحكومة تقديم دعمها الكامل لجميع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى سلام دائم وشامل وفقا للمرجعيات المعتمدة.. مشددة على ضرورة ان تتخلى المليشيات الحوثية عن نهجها الإرهابي وممارساتها الإرهابية والتوقف عن إعاقة جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة ووقف التصعيد والأعمال العدائية ضد أبناء الشعب اليمني ودول الجوار بشكل نهائي.
ترحيب سعودي
من جانبها رحبت المملكة العربية السعودية بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب، في خطوة منسجمة مع مطالبات الحكومة الشرعية اليمنية بوضع حد لتجاوزات تلك الميليشيا المدعومة من إيران وما تمثله من مخاطر حقيقية أدت إلى تدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني، واستمرار تهديداتها للأمن والسلم الدوليين واقتصاد العالم.
وعبّرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها نشرته وكالة الانباء السعودية (واس) في أن يسهم ذلك التصنيف في وضع حدٍ لأعمال ميليشيا الحوثي الإرهابية وداعميها، حيث إن من شأن ذلك تحييد خطر تلك الميليشيات، وإيقاف تزويد هذه المنظمة الإرهابية بالصواريخ والطائرات دون طيار والأسلحة النوعية والأموال لتمويل مجهودها الحربي و لاستهداف الشعب اليمني وتهديد الملاحة الدولية ودول الجوار.
واكدت وزارة الخارجية ، ان هذا التصنيف سيؤدي لدعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة وسيجبر قادة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية..مجددة دعم المملكة لجهود المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفتس ومقترحاته لإنهاء الأزمة في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات الثلاث.
ترحيب بحريني
بدورها رحبت مملكة البحرين بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، ووضع قياداتها على قائمة الإرهاب، كونها خطوة ضرورية لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها ضد الشعب اليمني، ومواجهة إصرارها المستمر على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة تنفيذًا لأجندة النظام الإيراني الذي يدعمها.
وأشادت وزارة الخارجية البحرينية، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل استتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم ومحاربة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة.
وأكدت الوزارة في بيان لها نشرته وكالة أنباء البحرين، الأهمية البالغة لقرار تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وعلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات مماثلة تجاه هذه الميليشيا الإرهابية، بسبب ما ترتكبه من اعتداءات آثمة على الشعب اليمني ودول الجوار وتهديد الملاحة الدولية، ومواصلتها عرقلة كافة الجهود الهادفة للتوصل إلى سلام دائم وحل سياسي يحفظ للجمهورية اليمنية وحدتها وسلامة أراضيها
وقوبل قرار الحكومة الأمريكية بترحيب واشادة عربية ودولية واسعة حيث توالت التصريحات والبيانات الصادرة عن الحكومات والشخصيات السياسية العربية والدولية المرحبة والمؤيدة للقرار .. كما احتفى الآلاف من الناشطين اليمنيين في مواقع التواصل الإجتماعي، بهذا القرار. مؤكدين انه يمثل انتصارا للحكومة اليمنية الشرعية ونهاية حتمية لمليشيا الحوثي المدعومة من ايران ..
وسيتم رصد تلك البيانات وردود الافعال ونشرها لاحقا.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً