تواصل مليشيا الدمار الحوثية سياسة تكميم الأفواه واسكات الأصوات في مناطق سيطرتها عبر الاعتقالات العشوائية والاختطافات فضلا عن انتهاج اساليب القمع لإرهاب المواطنين. شبكة يمنية عاملة في مجال حقوق الإنسان وثقت انتهاكات عديدة للمليشيا الحوثية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها وحسب تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات فإن 240 حالة انتهاك ضد المدنيين وثقتها الشبكة خلال عشرين يوما فقط. تقارير حقوقية أشارت إلى تزايد الانتهاكات في الآونة الأخيرة في كل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي فرضت قيودا على الحريات العامة والخاصة من العمل على تأسيس دولة بوليسية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها مستعينة بالتجربة الإيرانية في القمع وكتم الأصوات المعارضة. المئات من المختطفين في عدد من المناطق اقتادتهم المليشيا الحوثية إلى جهات مجهولة ومواقع عسكرية وسجون سرية ورصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 53 حالة قتل بينهم أربعة نساء وستة أطفال و36 جريحا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال ، وقالت الشبكة إن المليشيا ارتكبت هذه الانتهاكات في محافظات مأرب والجوف والحديدة وتعز وإب والبيضاء وحجة وصنعاء ومنطقة الحشاء بالضالع. تقارير حقوقية محلية سلطت الضوء على عمليات الخطف والاعتقالات العشوائية والانتهاكات التي تقودها مليشيا الحوثيين في صنعاء ومناطق أخرى في خطوة تزيد من المتاعب والمضايقات على المدنيين اليمنيين الذين يقبعون تحت سلطة تلك المليشيا الحوثية التي تتلقى دعما مباشرا من النظام في طهران لا تستثني من إجراءاتها القمعية النساء والأطفال خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. مصادر محلية أشارت إلى قيام المليشيا الحوثية بحملة واسعة في صنعاء تضمنت تنفيذ اعتقال العشرات من المواطنين بمن فيهم مديرات المدارس واقتيادهن إلى أماكن مجهولة ولا توجد أرقام دقيقة حول عدد المختطفين منذ أن سيطرت المليشيا المدعومة من إيران على العاصمة قبل أكثر من خمس سنوات، ولكن منظمات دولية ترجح أنهم بالآلاف. في صنعاء شنت مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية حملة اختطافات طالت العشرات من أبناء عدد من مديريات محافظة صنعاء. وفي مديرية الحيمة الخارجية إحدى مديريات صنعاء اختطفت مليشيا الحوثي من قرية بيت السلامي تسعة من شبابها بينهم أربعة أشقاء. حسب مصادر محلية فإن مليشيا الحوثي قامت باختطافهم من منازلهم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة مشيرة إلى أن حملة الاختطافات الحوثية طالت عشرات الشباب في عدد من قرى الحيمتين وحراز وبني ومطر وهمدان، ومديريات أخرى بمحافظة صنعاء. في محافظة الحديدة اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية أكثر من 56 شخصاً خلال الأيام الماضية حيث اعتقلت مليشيا الحوثي عشرات النشطاء والإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني في مديريات المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين. يقول محللون: إن التضييق على الناشطين والعاملين في مجال الإغاثة في المدينة باختطافهم خطوة حوثية تهدف من خلالها إلى استكمال سيطرتها على عمل المنظمات المحلية. في محافظة ذمار اختطفت مليشيا الحوثي أكثر من 30 شاباً جامعيا خلال اسبوع واحد فقط وحسب مصدر محلي فإن مليشيا الحوثي نفذت حملة اقتحامات واختطافات واسعة ضد عشرات الشباب الجامعيين في مدينة ذمار اقتحمت منازلهم ونقلتهم إلى أماكن مجهولة. دون معرفة الأسباب مليشيا الحوثي شنت حملات مماثلة في أمانة العاصمة، وفي محافظات عمران والمحويت وذمار ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها في الوقت الذي يوجد في سجونها آلاف المختطفين من مختلف المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها . مستشار سابق للمبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطة قدمها للكونجرس الأمريكي قال: "إن جماعة الحوثيين تدير المناطق التي تحت سيطرتها بطريقة بوليسية وحشية". وأوضح عبدالغني الإرياني الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، الذي عمل سابقاً ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في إحاطته التي قدمها للجنة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي، التابعة للجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النواب الأميركي، بأن الحوثيين يعانون اقتصادياً، ولكنهم لا يزالون متمكنين عسكرياً. تلك الانتهاكات المتواصلة ضد المدنيين تزيد من معاناتهم خاصة في ظل المخاوف من انتشار فايروس كورونا وانهيار القطاع الصحي في اليمن بسبب انقلاب المليشيا الحوثية وحربها على اليمنيين.