الرئيسية - محافظات وأقاليم - فساد وتعسفات الحوثيين في ملف المساعدات كيف دمرت مصدر معيشة ملايين اليمنيين؟
فساد وتعسفات الحوثيين في ملف المساعدات كيف دمرت مصدر معيشة ملايين اليمنيين؟
الساعة 08:15 مساءاً ( الحكمة نت )
تمثل المساعدات الانسانية في اليمن شريان حياة لنحو 80% من السكان حيث يعيش معظم السكان تحت خط الفقر منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في العام 2014م، ونهبهم لرواتب الموظفين الدولة ما تسبب بحرمان الملايين من مصدر دخل وحيد. ويعتمد 14 مليون يمني من (30 مليوناً) على المعونات التي تقدم من المنظمات الدولية وعلى رأسها برنامج الاغذية العالمي وتقدم لليمينيين على شكل منحة شهرية. نهب المساعدات لكن هذه المعونات تواجه عملية فساد ونهب منظمة وممنهجة - كما تؤكد تقارير المنظمات الدولية وبينها الأمم المتحدة- حيث تقوم مليشيات الحوثي بتوزيعها لمقاتليها والموالين للجماعة، وتحرم الفئات المستحقة، كما تسببت في تلف مئات الاطنان منها بسبب عرقلة تصاريح الدخول وتأخر اجراء المعاملات، مما ادى الى حرمان الملايين من وصول المساعدات إليهم. وقد شدد تقرير حديث للأمم المتحدة عن الأوضاع في اليمن، على أن إعاقة وصول المساعدات الإنسانية باتت تؤثر على 6.7 مليون يمني، ممن هم بحاجة للمساعدات الإنسانية ويمثل هذا الرقم الذي ذكره التقرير "مستوى غير مسبوق" في عدد المتأثرين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية في اليمن . خفض المساعدات وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين فرضوا متطلبات خاصة وغير متوقعة على المنظمات الإنسانية على مدار2019، مثل ضريبة 2% من موازنة أي مشروع، وقيود التأشيرة وتأخر الموافقة على المشاريع، مما يجعل تنفيذ البرامج الإنسانية صعبًا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. تراجع الحوثيون عن الضريبة مطلع فبراير الماضي، بعد أن هدد المانحون والمنظمات الدولية بوقف المساعدات إلى اليمن. لكنهم طالبوا تلك المنظمات بإيجاد طريقة لتسليمها خارج معرفة الدول المانحة وفرضوا اشتراطات وتعسفات جديدة. دفع ذلك كبار المانحين مثل الولايات المتحدة إلى وقف تعليق تمويل برامج المساعدات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، وتقول واشنطن أنها قدمت أكثر من 700 مليون دولار خلال 2019 لدعم العمليات الإنسانية في اليمن. وبدروه، قال وزير الاعلام اليمني معمر الارياني في تغريده له على توتير أن قرار وقف وتخفيض عمليات المساعدات نتيجة طبيعية لممارسات المليشيا الحوثية من نهب وسلب وبيع ومصادرة المساعدات علاوة على عرقلة جهود تلك المنظمات والتي وصلت الى حد اعتقال وطرد موظفين . وقالت ليز غواندي منسقة الشؤون الانسانية المقيمة في اليمن أن وكالات المساعدات الانسانية يجب ان تعمل في بيئة تستطيع فيها ادامة وتعزيز للقيم والمبادئ الانسانية واضافت اذا وصلنا الى نقطة لا تسمح لنا البيئة التي نعمل فيها بذلك سنفعل كل مافي وسعنا لتغييرها. ونقلت رويترز عن متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي قوله: "يواجه عمل برنامج الأغذية العالمي في اليمن الآن نقصا حادا في التمويل ولا يبقى أمامنا أي خيار سوى خفض المساعدة إلى النصف لتجنب التوقف الكامل للمساعدة في المستقبل". وبحسب هذه المتغيرات منذ منتصف أبريل الماضي، يحصل المستفيدون على مساعدة برنامج الأغذية العالمي كل شهرين بدلا من الحصول عليها شهريا، ويطعم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ما يربو على 12 مليون يمنى شهريا، 80 % منهم في مناطق تسيطر عليها مليشيات الحوثي التي تنهب مرتبات الموظفين للعام الرابع على التوالي. جدل وصراع في سياق متصل، وبسبب تعرض المساعدات للنهب من قبل المليشيا اضطر برنامج الاغذية العالمي إلى التهديد ثلاث مرات بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين . وعلق البرنامج المساعدات لمدة ثلاثة اشهر نهاية العام المنصرم 2019 وهو الامر الذي دعا الحكومة الشرعية ومنظمات المجتمع المدني الى التحرك السريع والعاجل وتكرار الدعوة للأصدقاء في الدول المانحة والمنظمات والهيئات العاملة في مجال الاغاثة الإنسانية للتنسيق مع الحكومة الشرعية لدراسة آلية لتقديم المساعدات للمستحقين في باقي مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، وعدم البقاء رهينة إملاءات وضغوط وابتزاز المليشيا على حساب ملايين المحتاجين. هذا وقد عبر مواطنين عن بالغ قلقهم في حال توقف المساعدات الانسانية ، ويقول المواطن ( ا، ع) : أنه كان يعمل معلما في مدرسة حكومية، ووقد انقطع راتبه منذ العام 2016، ويعتمد اعتمادا كليا على مايقدمه برنامج الغذاء العالمي، وأضاف "انه في حال انقطعت المساعدات فان الوضع سينهار كليا وقد تنقطع بهم سبل الحياة". وقالت سميرة أحمد مسنة تعيل ابناء ابنها القتيل في صفوف المليشيا: إن مساعدات المنظمة هي أساس معيشتها مع الابناء، مشيرة الى أن توقفها سيجعل أبنائها يموتون جوعا ولاتعرف ما الذي عليها فعله. المواطن أحمد علي هو الآخر يرى إن المساعدات الانسانية هي مصدر الحياة الاساسي له وعائلته في ظل توقف المرتبات وانعدام مصادر الدخل البديلة، وإن السبل لتوفير لقمة العيش ضئيلة في ظل الحرب المتواصلة. وتزداد معاناة اليمنيين يوماً بعد آخر في ظل سيطرة المليشيا وتعسفاتها ونهبها للمساعدات "من أفواه الجوعى" بحسب وصف برنامج الغذاء العالمي في أحد بياناته، وهنا يتردد التساؤل حول مصير ملايين الجوعى والأسر التي تعتمد على المساعدات في البقاء على قيد الحياة ولاتعرف خلال اليوم الواحد تأمين الوجبة القادمة.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص