وقال المدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري لـ"يونا": إن شعار المؤتمر يأتي تأصيلاً لمفهوم التنمية الثقافية، وتعزيزاً لتنمية المدينة، وتأكيداً على المفاهيم العميقة للتنمية الشاملة المستدامة القائمة على أسس ثقافية صحيحة. والمعنى المراد من مدن المستقبل، هو الذي يجمع بين هذه المواصفات جميعاً، بحيث تكون مدناً متطورة تنموياً، ومزدهرة ثقافياً، ونظيفة بيئياً، وجاذبة وليست طاردة. أي بعبارة جامعة، تكون مدناً صديقة للبيئة، تتمثل فيها التنمية الثقافية في أجمل مظاهرها.
وحول المراجعة المقرر إدخالها على (الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي) التي وضعتها الإيسيسكو واعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس المنعقد في داكار عام 1991، وتم تعيينها في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر عام 2004. قال التويجري: مسايرة للمتغيرات والمستجدات والظواهر التي برزت خلال العقد الماضي، وتجديداً لوسائل العمل الثقافي وتقنياته، واستشرافـاً للمستقبل الثـقافي للعالم الإسلامي، وضعت الإيسيسكو صيغـة متطورة لهـذه الاستراتيجية، بحيث تم تجديدها وتطوير مضامينها.
وسيعرض مشروع الصيغة المعـدلة للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي في مؤتمر الخرطوم لاعتمادها. ولا يمكن أن نقول إننا راضون تماماً عن ما تمّ تحقيقه في إطارها، لأن كثيراً من العقبات والعوائق اعترضت مسار التنفيذ بسبب الصراعات والفتن والحروب التي اندلعت خلال العقود الثلاثة الماضية، والتي لا يزال بعضها قائماً حتى الآن.
اما عن مشاريع الإيسيسكو لحماية التراث الثقافي الإسلامي المعرض للخطر فقال: للإيسيسكو قوائم بأبرز معالم التراث الثقافي في العالم الإسلامي، ومنها المواقع الأثرية المعرضة للخطر. وعلى الرغم من أهميتها، فإنها ليست حصرية. ولكننا نعلم جيداً أن المناطق المشتعلة بالحروب الأهلية وبالنزاعات المسلحة المتفاقمة، تضم مواقع أثرية كثيرة معرضة أكثر من غيرها للهدم والدمار والخراب، كما هو الحال في العراق وسورية واليمن وأفغانستان والصومال وليبيا على سبيل المثال. ويدخل ضمن اختصاصات لجنة التراث في العالم الإسلامي، التي تعمل في إطار الإيسيسكو، دعم التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الخبرة والتكوين والبحث العلمي وتداول المعلومات حول الاتجار غير المشروع للتراث وإرجاع القطع الأثرية المهربة إلى مواقعها الأصلية، وتشجيع الدول الأعضاء على إعطاء الأولوية لحماية التراث الثقافي في حالة الخطر، وعلى حيازة دفاتر لحصر وتسجيل تراثها الثقافي، إلى جانب الدفع بتحقيق أهداف (الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي).
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر في هذه الدورة وثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة، والدراسة التوجيهية حول المؤشرات الثقافية للتنمية، ومشروع الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، و(الصيغة المعدّلة للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي).
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة تقرير المدير العام حول تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، والتقرير الختامي للاجتماع الخامس عشر للمجلس الاستشاري المكلف بمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي.
وستعرض خلال المؤتمر التقارير الوطنية للدول الأعضاء عن جهودها في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي. وسيتم انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ هذه الاستراتيجية، وأعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتعيين مكان انعقاد الدورة العاشرة للمؤتمر وزمانها.
وفي اليوم الثاني سينتقل المشاركون للمؤتمر إلى مدينة سنار، لحضور الفعاليات الرسمية للاحتفاء بمدينة سنار عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2017 عن المنطقة العربية، حيث سيتم افتتاح المركز الثقافي والإعلامي، ومتحف سنار، والقرية السياحية والتراثية في المدينة.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً