تقرير - إيهاب الشرفي :
يخوض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي معارك ضارية في مختلف الجبهات المشتعلة باليمن ، ضد مليشيات الحوثي الإنقلابية منذ ما يزيد عن خمسة أعوام ، حقق من خلالها انتصارات متتالية وكبير، وتمكن من تحرير عدد من المحافظات والمناطق الإستراتيجية رغم ضعف الإمكانات والتسليح النوعي ، وقدم في سبيل الوطن التضحيات الجسيمة أرتقى فيها عدد من كبار القيادات والظباط والأفراد في حرب مصيرية لاستعادة الدولة والجمهورية .
محطات تاريخية للجيش الوطني
مر الجيش اليمني بمحطات تاريخية وتغيرات جوهرية منذ تشكيله عقب ثورة سبتمبر1962م ، الا ان أبرز المحطات التي شهدها كانت في انقسام المشهد العسكري عشية انقلاب مليشيات الحوثي في سبتمبر 2014، والذي أفرز واقع عسكري جديد مكن المليشيات بدعم إيراني من السيطرة على مقدرات الدولة اليمنية والجيش اليمني ، فيما تجمعت وحدات الجيش المناوئة للإنقلاب في محافظة مأرب ومنطقة العبر التابعة لحضرموت، بقيادة الشهيد اللواء "عبد الرب الشدادي" وسط معارك ضارية مع المليشيات الإنقلابية .
تدخل التحالف وتشكيل نواة الجيش
الأمر الذي تطلب تدخل التحالف العربي في مارس 2015، بهدف القضاء على الإنقلاب وإعادة الشرعية الى العاصمة صنعاء ، تزامن ذلك مع إعادة بناء الجيش تحت مسمى "الجيش الوطني اليمني"، والذي تشكلت نواته من الضباط الأحرار الذين رفضوا الانخراط في شرعنة الانقلاب وتم لاحقا دمج تشكيلات المقاومة الشعبية ،وتم توزيعه على سبع مناطق عسكرية الأولى والثانية في حضرموت والمهرة وسقطرى، والثالثة في مأرب، والرابعة في عدن ولحج وتعز والضالع، والخامسة في حجة والحديدة، والسادسة في الجوف وصعدة وعمران، والسابعة في صنعاء وذمار وإب والبيضاء.
معارك ضارية
منذ الأيام الأولى لتشكل الجيش الوطني خاض معارك ضارية مع المليشيات الإنقلابية سطر من خلالها ملاحم بطولية وكان له دور حاسم في حسم عدد من المعارك، وتحرير الأراضي وأصبح أمل اليمنيين في استكمال التحرير، وخاصة عقب تحرير عدن ومأرب والمخاء والساحل الغربي وميدي وشرق صنعاء وأجزاء واسعة من البيضاء وأبين والضالع وفك الحصار عن تعز وتحرير مناطق واسعة في المحافظة وكذا الوصول الى وسط مدينة الحديدة وغيرها من الملاحم البطولية التي سطرها ابناء ومنتسبي قوات الجيش الوطني بدعم وإسناد التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني باليمن .
انتصارات مستحيلة
يؤكد الخبراء والمحللين العسكريين أن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في مختلف الجبهات كانت شبه مستحيلة وذلك بسبب الطبيعة الجغرافية وحرب العصابات التي تشنها مليشيات الحوثي الإنقلابية ضد قوات الجيش ، ووفقا لما يؤكده المحلل العسكري "توم كوبر" فإن فك الحصار عن مدينة تعز واخراج الحوثيين منها كان شبه مستحيل نظرا لترسانة الأسلحة التي سيطر عليها الحوثيين وطبيعة الجغرافيا المدنية والسكينة في المدينة ، كذلك الحال في جبال مرتفعات صعدة وصنعاء والبيضاء التي حولتها المليشيا إلى حقل الغام هو الأكبر في العالم بل في تاريخ الحروب .
اهداف وطنية عليا
وتهدف العمليات العسكرية بكافة أشكالها التي يخوضها الجيش الوطني ومن خلقه كل أحرار الوطن ، إلى تحرير اليمن من التبعية الإيرانية والاجرام الحوثي ، وتخليص الشعب اليمني من الممارسات الابتزازية والجباية المتواصلة التي عمدت عليها مليشيات الكهنوت في مناطق سيطرتها ، والنهب الممنهج لثروات ومقدرات البلاد التي تسيطر عليها وتسخرها في الحرب ضد الوطن والمواطن اليمني ، كما ويسعى الجيش الوطني لتخليص اليمن من الحكم الكهنوتي والحق الإلهي الذي تحاول جماعة الحوثي فرضه على الشعب اليمني من خلال التفريق الطبقي بين سيد وتابع يكون لهم السيادة على المواطن اليمني الاقل شأنا في منظورهم من السيد الحوثي أو الهاشمي .
ارواح ودماء تبذل في سبيل الوطن
في سبيل ذلك قدم الجيش الوطني الالالف من الشهداء والجرحى الذين قدموا ارواحهم الزكية رخيصة في سبيل الوطن والمواطن اليمني ، وقدم خيرة القيادات والضباط والافراد على طريق الشهادة في سبيل استعادة اليمن الكبير ، كما فعل الشهيد الشدادي والجماعي والربية والذيفاني والعكيمي وغيرهم من ابرز القيادات العسكرية التي اختارت الحرية عن عبودية الملالي والشهادة في سبيل الوطن عن العيش تحت وطأة الظلم والجبروت الحوثي ، واخرين قدموا فلذات اكبداهم فداء للوطن مثل اللواء الركن مفرح بحيبح الذي قدم أربعة من أولاده وغيرهم كثير من رفاقهم الأبطال قيادة وأفراد ..
معارك راهنة ومخاوف إنسانية
في الأثناء يخوض الجيش الوطني معارك عنيفة ضد مليشيات الكهنوت الإنقلابية ويلاحق فلولها في الجوف وصرواح مأرب وشرق تعز والبيضاء وشمال صعدة ، ويذيقها صنوف الموت والهزائم وسط دعوات أممية لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد بهدف توحيد الجهود لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة جائحة كورونا ، يأتي ذلك بالتزامن مع قبول الشرعية والجيش بالدعوات الأممية وسط رفض المليشيات التي أصرت على استمرار التصعيد العسكري وهو ما قابله الجيش الوطني برحابة صدر وحقق تقدمات واسعة على حساب المليشيات السلالية في الجوف ومأرب والبيضاء وسط إستمرار المعارك والهزائم التي تمنى بها جماعة الحوثي .
اعتبارات سياسية وأممية
هذا وشكلت التدخلات الأممية والدولية في الملف اليمني ابرز الصعوبات التي واجهت الجيش الوطني في مسيرة الكفاح والنضال لاستعادة كافة الأراضي اليمنية من سيطرة مليشيات الحوثي الإنقلابية ، والتي ساهمت اكثر من مرة بوقف عمليات تقدم الجيش في تحرير ما تبقى من اراضي الوطن ، الا أن التضحيات التي قدمها الجيش الوطني على مدى خمس سنوات جعلت اليمنيون ينظرون إلى أفراده وقياداته نظرة إكبار وإجلال ويعقدون عليه الآمال بعد الله لاستعادة الدولة وبسط كامل نفوذها في كل شبر من اليمن .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً