الرئيسية - محافظات وأقاليم - *ما الذي يدفع المبعوث الأممي لاتخاذ هذه المواقف: غض الطرف عن الحوثيين عند الهجوم ومحاولة إنقاذهم عند الدفاع
*ما الذي يدفع المبعوث الأممي لاتخاذ هذه المواقف: غض الطرف عن الحوثيين عند الهجوم ومحاولة إنقاذهم عند الدفاع
الساعة 08:58 مساءاً
تقوم مليشيا الحوثي الانقلابية بانتهاك الاتفاقيات والمواثيق، سواء كانت محلية أو دولية، وهذا ما يعرفه اليمنيون عن الحوثيين كجماعة لا تحترم أي اتفاقيات مهما كانت ضرورتها الإنسانية أو رعاتها الدوليون. الشرعية اليمنية ممثلة في الجيش اليمني، تلتزم بأي اتفاق معلن، ويبقى الجيش في موقع الدفاع عن النفس، وفي كل مرة يقوم الحوثيون بخروقات كبيرة، مستغلا وضع الجيش المستجيب لشروط الرعاة. ومع معرفة الجيش باستراتيجية المليشيا واستغلالها لأي اتفاق، إلا أنه كجهة حكومية منظمة يتعامل بمصداقية مع الرعاة الدوليين الذين يبرزون الوعود الضامنة لإلتزام الحوثي هذه المرة. كان اتفاق ستوكهولم الذي وقع في السويد في ديسمبر 2018، الامتحان الكبير لجميع الأطراف، لكن الخروقات التي أعقبته، تؤكد على أن الحوثي يتعرض لإملاءات تشير إليه كيف يدير المعركة. والكارثة التي لا تخفى على المراقبيين، أو حتى اليمنيين البسطاء، تكمن في الموقف الأممي والذي توضح بشكل كبير في ردة فعل المبعوث الأممي مارتن غريفيث على الأحداث الأخيرة في محافظتي الجوفي ومأرب. كان يمكن إيقاف التصعيد عقب أي اتفاق، لكسب تعاطف دولي مع الحوثيين، غير أن المليشيا ـ على سبيل المثال ـ شنت هجوما كبيرا على مديرية حجور في محافظة حجة المتاخمة لمحافظة الحديدة المعنية الرئيسية باتفاق ستوكهولم، واستخدم الحوثيون في هجومهم على المنطقة، قوة مفرطة، وصلت إلى إطلاق صواريخ بالستية عليها، وهكذا استولت على منطقة كبيرة لا تشكل أهمية اقتصادية ولا يحمل موقعها الجغرافي الأهمية الأستراتيجية، لقد ضاعفت المأساة ووسعت المعاناة اليمنية أكثر، فكيف ستتلزم باتفاقيات تختص بمناطق تحمل الأهمية الجغرافية والاقتصادية؟! *الموقف والموقف المعاكس* لم يقلق المبعوث الأممي من الخروقات، طالما وأن التوسع لصالح الحوثي، لكنه يتخذ موقفا مغايرا عندما تكون المعركة معاكسة. قبل أسابيع، شنت المليشيا الحوثية هجوما واسعا على محافظة الجوف المتاخمة للملكة العربية السعودية، واضطرت القوات الحكومية للتراجع إلى شرق مديرية الحزم، وفي الوقت الذي كان يفترض به أن يدين المبعوث الأممي الحوثيين، أعلن تخوفه على محافظة مأرب، لأنها تحوي ملايين النازحين، ولأن مئات الأسر من محافظة الجوف اضطرت مؤخرا للنزوح إليها عقب الهجوم الحوثي. يبدو وكأنه جرى تصوير الأمر للمبعوث الأممي، بكثير من الزيف، بأن قوات الجيش التابعة للشرعية، ضعيفة، لا تستطيع ردع الحوثيين، وأنه جيش وهمي كما يروج لذلك محيطين بالمبعوث نفسه، لذا سارع لزيارة محافظة مأرب والتقى ببعض الأعيان والناشطين والمحافظ الشيخ سلطان العرادة، وتفاجأ بموقفهم الصلب بالتمسك بالمشروع الوطني وإن كانوا في خط الدفاع!. *ترجيح وجهة الحوثي* ما الذي يدفع بالمبعوث الأممي لترجيح وجهة الحوثي كلما كان هجومه شرساً، أو من الذي يدفع به لتبني مثل هذه المواقف؟! يربط مراقبون توسع الحوثي في بعض الأماكن بغض الطرف الأممي مع المليشيا التي تسير بلا راع، بينما المؤسسة العسكرية "الجيش" يلتزم بأي اتفاقيات توقعها الشرعية كطرف ممثل للدولة، ويظهر هذا "الغض" من خلال تبني المبعوث الأممي لاستراتيجية متناقضة، فكلما كان الهجوم لصالح المليشيا في منطقة، أعلن غريفيث عن قلقه في منطقة أخرى، وكلما بدت صلابة الجيش الوطني سارع للإعلان عن تنفيذ الاتفاقيات وضرورة وقف الحرب التي لا يحبها أحد. *الموقف الأخير!* استمرارا لموقف مأرب الصامد، في الأسبوع الفائت وحتى اليوم، كسر الجيش والقبائل التي تسانده هجوم المليشيا الحوثية في صرواح وهيلان، خسر الحوثيون المئات من الأفراد الذين زجت بهم في المعركة وغنم الجيش الكثير من العتاد، وحول وضعيته من الدفاع إلى الهجوم. قال محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة" إن مأرب التي كسرت شوكة مليشيا الحوثي الانقلابية وهي في عنفوان قوتها قبل سنوات، تتكفل اليوم ومعها شرفاء اليمن وبدعم التحالف العربي بأن تدفن هذه المليشيات ومخططاتها". وأشار العرادة إلى أن مليشيا الحوثي تنطلق في حربها على مأرب من منطلق انتقامي لأن مأرب هي من حال دون استقرار مشروعها الانقلابي وتغيير هوية المجتمع، حيث وقفت مأرب ومعها شرفاء الجمهورية والتحالف العربي، سدا منيعا امام هذا المشروع منذ بدايته الاولى، ونحن اليوم نراهن على النضوج الفكري لأبناء المحافظة وساكنيها من كل المحافظات، حسب تعبيره. وأكد محافظ مأرب أن هناك ترتيبات في مختلف الجبهات لمواجهة المليشيا، كما أشاد بالانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في صرواح وهيلان.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص