الرئيسية - تقارير - كل ما يجب معرفته بشأن وباء «كورونا» والوقاية منه .. ومقتطفات من إجراءات الحكومة اليمنية لمواجهته .. «تقرير 1-2»
كل ما يجب معرفته بشأن وباء «كورونا» والوقاية منه .. ومقتطفات من إجراءات الحكومة اليمنية لمواجهته .. «تقرير 1-2»
الساعة 10:31 مساءاً (الحكمة نت - خاص )

الحكمة نت - تقرير: إيهاب الشرفي:

منذ ظهور أول الأنباء عن تفشي عدوى وباء كورونا باشرت الحكومة الشرعية بقيادة الدكتور "معين عبدالملك" بإتخاذ جملة من الإجراءات والخطوات الإحترازية الرامية لمواجهة الفيروس، وذلك من خلال نشر عدد من المرافق الصحية وغرف الحجر الصحي المجهزة بالتجهيزات الطبية الكاملة في الموانئ والمطارات والمنافذ البرية وعملت على توفير أجهزة فحص ليزري حديثة وكاميرات حرارية متخصصة ،

كما اتخذت حكومة الدكتور معين عبدالملك في ذلك عدد من القرارات المتعلقة بالسفر من وإلا البلدان الموبئة ، تضمن ذلك إخضاع كل القادمين إلى اليمن عبر المنافذ المختلفة للفحص والحجر الصحي المناسب بما في ذلك طيران الأمم المتحدة والبعثات الدولية ووسائل النقل المختلفة .

وفي خطاب متلفز له وجهه رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك كلمة هامة إلى الشعب اليمني، أكد من خلالها على أهمية اتخاذ التدابير الوقايية وعدم التهاون أو الاستهتار بخطورة هذا المرض في ظل سرعة انتشاره وضرره وعدم توفر لقاح أو علاج ناجع حتى الآن مع ضعف النظام الصحي جراء الحرب.. لافتاً إلى ضرورة التكاتف لاتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد لهذه الجائحة.

‬توحيد الجهود داخل الوطن اليمني

‬الوباء خطر انساني وكارثة تهدد الناس في كل مكان» ذلك ما قاله دولة الدكتور معين عبدالملك في سياق الخطاب، مشدداً في الوقت ذاته على توحيد الجهود معاً داخل الوطن اليمني لمواجهة مخاطر هذا الوباء والحد من آثاره، داعياً إلى إيقاف قرار منع تداول العملة الجديدة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية في هذا الظرف العصيب حتى تتمكن الحكومة من دفع مرتبات القطاع الصحي وبقية الفئات.

‬رفع الوعي المجتمعي

وأكد رئيس الوزراء بالقول: "علينا جميعاً إخراج هذه القضية الخطيرة من حيز التجاذبات والاستغلال والتشويش ورفع الوعي الشعبي والمجتمعي بالاحترازات الضرورية وتسخير كل القدرات الإعلامية لإيصال المعلومات الضرورية لكل مواطن والتوعية بمخاطر هذا الوباء وطرق الوقاية منه" .. مشددا على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، في مختلف محافظات ومناطق الجمهورية وذلك بتنفيذ الإجراءات الإحترازية وفقا للقرارات المتخذة وتبادل المعلومات والمتابعة الحثيثة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والعلاجية.

ماهو فيروس كورونا؟!

تُعد عائلة الكورونا من الفيروسات الكبيرة التي تشبه التاج وبناء على شكلها التاجي أطلق عليها إسم (كورونا - Corona) والتي تعني باللاتينية "التاج" ، وهناك مجموعة كبيرة من فيروسات كورونا التي تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء ، وتستهدف الجهاز التنفسي في حين تتفاوت الإصابة بهذه الانواع من الفيروسات ، من خفيفة مثل نزلات البرد العادية ، إلى خطيرة مثل الإلتهاب الرئوي الحاد . 

أنواع فيروسات كورونا

وهناك انواع متعددة للفيروسات التاجية (كورونا) أبرزها فيروس سارس(المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي انتشر في الصين ومنها إلى نحو 28 دولة حول العالم بين الفترة 2002-2003 ، وكذلك فيروس ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) الذي ظهر في الشرق الأوسط عام 2012م ، بالإضافة الى عدد اخر من هذه السلالة مثل فيروسات (229E و NL63 و OC43 و HKU1)

مصدر فيروسات كورونا

ويعتقد العلماء أن سلالة الفيروسات التاجية المعروفة بكورونا ، انتقلت من الحيوان إلى البشر من خلال طفرة جينية نادرة الحدوث ، وهو ما اظهرته نتائج البحث المخبري اجراها علماء في عدد من مراكز الأبحاث العالمية ، من جود تطابق تسلسلين من الحمض النووي للفيروسات التاجية مثل (كوروناSARS) مع جنس (خفاش حدوة الحصان) ، فيما أبحاث اخرى صادرة عن علماء الأحياء الدقيقة والوراثة في تكساس تحدثت عن تطابق كبير في جينات الحمض النووي للفيروس مع آكل النمل الحرشفي .

فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19»

يعتبر الفيروس التاجي الجديد أو ما يعرف بفيروس (كورونا COVID-19) أحد الفيروسات التاجية التي حدثت لها طفرة جينية انتقلت بموجبها من الحيوان إلى الإنسان لاول مرة ، حيث لم تسجل إصابات بشرية به مسبقاً ، ويعد واحد من أخطر الفيروسات المكتشفة حديثا ، التي تصيب الإنسان والحيوان بحالات شديدة من عدوى الجهاز التنفسي ، ويختلف كليا عن الفيروسات التاجية الأخرى والتي تنتشر عادة بين البشر وتسبب مرضاً خفيفاً مثل نزلات البرد ، 

الظهور الأول لفيروس «كوفيد 19»

وقد تم التعرف على هذه السلالة الجديدة من الفيروسات التاجية  لأول مرة اوخر نوفمبر 2019 في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية ، حيث اظهرت نتائج الفحص المخبري لأولى لعدد من المصابين بالفيروس ، أعراض إلتهاب رئوي حاد تشبه أعراض فيروسات  متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS، والمتلازمة التنفسية الحادة والمعروفة بإسم «سارس SARS» ، وجميع الإصابات كانت مرتبطة بسوق المأكولات البحرية والحيوانية بمدينة ووهان الصينية .

تفشي فيروس «كوفيد 19»

وفي الأول من ديسمبر من لعام المنصرم 2019 ، بداء فيروس كورونا المستجد بالانتشار في مدينة «ووهان» الصينية، والتي تعد البؤرة الأولية لانتشار الفيروس، الذي تحول إلى وباء خطير انطلاقا من الصين التي اتخذت إجراءات صارمة للحد من تفشي الفيروس ، ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية في منتصف مارس الجاري أن فيروس كوفيد 19 جائحة عالمية ، وذلك عقب الإنتشار السريع للفيروس في معظم دول العالم .

خطورة «كوفيد 19»

ووفقا لمركز الأبحاث الوطني في مدينة ووهان الصينية ، فإن فيروس كورونا «كوفيد 19» من اشد الفيروسات خطورة على حياة البشر ويعتبر من الأمراض المعدية والفتاكة التي تستهدف الجهاز التنفسي السفلي أي (الحلق والرئة) ويدخل بشكل مباشر على الأغشية المخاطية للرئة، ويمر المصاب بنزلة شعبية، ويعتمد على قوة جهاز المناعة ومقاومته لمكافحة الفيروس ، الى جانب عدد من التأثيرات الأخرى ، مثل الفشل الكلوي ، وفي بعض الحالات خاصة مع أصحاب المناعة الضعيفة، يحدث التهاب رئوي قد يؤدي إلى حدوث فشل تنفسي، يؤثر على عضلة القلب، وقد يؤدي إلى توقفها بشكل مفاجيء مسببا الوفاة.

الأكثر عرضة لخطورة «كوفيد 19»

كما أن خطورة «كوفيد 19» تتمثل بالدرجة الأساسية ، في سهولة إنتقال العدوى لأي شخص مهما كان عمره، وبذلك يمكن وصفه بأنه بؤرة مجتمعية أي يمكن انتقاله بسهوله بين الأخرين، وتكمن المشكلة أيضًا في إصابة كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، لأنهم أكثر عرضة لمخاطر تطور المرض عند إصابتهم بالفيروس، نظرًا لضعف مناعتهم، كما أنه من الممكن أن يحمل شخص العدوى دون ظهور أي أعراض عليه ، خلال فترة الا تقل عن أسبوعين ، 

مشاكل عامة يسببها الفيروس 

وإلى جانب سرعة انتقال العدوى من شخص إلى اخر بالفيروس ، هناك معضلة اخرى قد تواجه الوسط الطبي ، في حال تفاقم حدة الإصابات في بلد ما ، كما حدث في إيطاليا ، وتتمثل في نقص حاجة المصاب للرعاية الصحية المتكاملة وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام القطاعات الصحية في مختلف دول العالم بالنظر الى قلة عدد أجهزة المساعدة الطبية كغرف العناية المركزة واسرة الإنعاش واجهزة التنفس الاصطناعي مقارنة بعدد الإصابات. 

الأعراض العامة لفيروس «كوفيد 19»

بحسب ما أعلنته مراكز الأبحاث الدولية ومنظمة الصحة العالمية ، هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المصاب بفيروس كوفيد19 ، أبرزها الحمى والإرهاق والسعال الجاف وضيق التنفس والتهاب الحلق وسيلان الأنف ، وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال ، وعادة ما يصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي منها ، وربما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجيا بالتصاعد دون أن يشعر المصاب إلا في حالات متقدمة من الإصابة. 

أعراض أخرى لفيروس «كوفيد 19»

وبخلاف الأعراض التي اعلنت عنها منظمة الصحة العالمية ،كشف الطبيب الإستشاري البريطاني المختص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة "نيرمال كومار" وفقا لقناة "سكاي نيوز"،  إن فقدان حاستي الشم والتذوق، يعد مؤشرا جديدا على الإصابة بفيروس كورونا ،وأضاف "قد لا تظهر على المريض بالضرورة أعراض السعال والحمى اثناء فترة الحضانة ، لذلك يجب على من يشعرون بفقدان حاستي الشم والتذوق اللجوء إلى العزل الذاتي".

متى تشتد خطورة الفيروس 

وقالت منظمة الصحة العالمية ، أن 80% من المصابين يتعافوا دون الحاجة لعلاج خاص ، مؤكدة أن حدة المرض تشتد لدى شخص واحد مصاب بالفيروس من بين كل 6 مصابين ، مشيرة إلى أن معظم الحالات التي تحتاج لرعاية خاصة من يعانون من مشاكل تنفسية ، وكبار السن ، والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل إرتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، أو أمراض وخيمة أخرى .

رحلة الفيروس داخل الجسم 

تؤكد احدث الدراسات ، أن رحلة فيروس «كوفيد 19» تبدأ  في الأيام الأولى بعد التسلل من الجهاز التنفسي العلوي باختراق نوعين من خلايا الرئتين بسرعة، هما الخلايا المخاطية أو الكأسية، والخلايا الهدبية ، كما أن الفيروس يصيب أولا الخلايا المبطنة للحلق، والقصبة الهوائية والرئة، ثم يحولها لـ"مصانع خاصة به" تنتج كميات ضخمة من الفيروسات الأخرى التي تصيب المزيد من الخلايا ، وفي المراحل الأولى، لن يمرض الشخص وقد لا يصاب البعض بأي أعراض على الإطلاق.

مالذي يفعله الفيروس أثناء فترة الحضانة

تختلف فترة الحضانة من شخص لآخر ، وهي الفترة بين العدوى بالفيروس وظهور الأعراض، بصورة كبيرة من شخص إلى آخر، ولكنها في المتوسط من سبع الى 14 يوم ، خلال هذه الفترة يوطد الفيروس فيها وجوده في الجسم ، من خلال السيطرة على الخلايا الكأسية والمخاطية المسؤولة عن حماية الرئتين من الأجسام الدخيلة ومسببات الأمراض ، وتحويلها الى مصانع انتاجية للفيروس وبالتالي فإنها تنتج ملايين الفيروسات ، التي تنتشر ابتداء من الخلايا المخاطية ثم الخلايا الهدبية .

أسباب السعال والحمى 

عقب سيطرة الفيروس على خلايا الرئتين ، يبداء الشعور بإرتفاع درجة الحرارة والسعال وأوجاع الجسد، والتهاب الحلق والصداع والتعب العام ، وذلك نتيجة لإستجابة الجهاز المناعي للعدوى بالفيروس، حيث يدرك الجسم أن الفيروس عدو يغزوه لذى يقوم الجهاز المناعي بتنشيط الأجسام المضادة بصورة كبيرة ، في محاولة منه القضاء على الفيروس وهذه العملية تتسبب بحدوث الالتهاب الرئوي الحاد نتيجة للصراع بين المناعة والفيروس التي تحتدم وتفقد الجهاز المناعي صوابه في بعض الأحيان .

المعركة بين المناعة والفيروس

وبحسب باحثون في مركز الأبحاث الوطنية في سنغافورة ، أن فيروس «كوفيد 19» يؤثر بشكل بالغ على الخلايا الهدبية ويمنعها من تطهير الرئتين من مسببات الأمراض ، الأمر الذي يستدعي تدخل عاجل من جهاز المناعة لدى المصاب ، من خلال إطلاق مواد كيماوية تعرف بإسم "سايتوكينس" وتستدعي هذه المواد الكيماوية الجهاز المناعي لاستجماع طاقته لمقاومة الفيروس، ولكنها أيضا تتسبب في أوجاع الجسد والآلام وارتفاع درجة الحرارة. 

المرحلة الأسواء للفيروس في الجسم 

يؤكد الباحثون أن المرحلة الأسوأ تأتي بالتزامن مع إستجابة الجهاز المناعي للجسم التي قد تكون قوية جدا وتتسبب في تدمير الأعضاء والأنسجة السليمة، ما قد يؤدي في تلك المرحلة إلى تلف خطير في الرئتين ، ما يتسبب بإرتفاع حدة السعال الجاف الناجم عن المعركة مع الفيروس ، مما يساهم في تهيج الخلايا إثر إصابتها بالفيروس ، وقد يبدأ البعض لاحقا في السعال المصحوب بالبلغم، وهو مخاط سميك يحتوي على خلايا الرئة التي قتلها الفيروس ، ما يستدعي خضوع المريض إلى تنفس اصطناعي ورعاية صحية خاصة ، إلى جانب أن ردة الفعل القوية هذه للجهاز المناعي في جسم المريض قد تتسبب في أضرار بالغة بأعضاء أخرى، مثل حدوث نوبات قلبية وتلف في الكلية، كما انها تصيب الكبد المسؤول عن إنتاج ، إنزيما يسرع العمليات الكيميائية بالجسم السليم ، فيما تموت خلايا الكبد باستمرار وتفرز إنزيمات في مجرى الدم .

المرحلة الأخيرة للفيروس قبل موت المصاب 

في حالة تفاقم التهاب الرئتين فإن الحويصلات الهوائية المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى الدم وثاني أكسيد الكربون إلى الخارج ، تلتهب هي الاخرى ثم تمتلئ بالماء ما قد يتسبب في ضيق التنفس وصعوبته ، وهو ما يفسر الحاجة الملحة إلى جهاز للتنفس الصناعي ، وفي هذه المرحلة تبدا وظائف الجسد في الإخفاق، ويوجد احتمال حقيقي للوفاة ، وذلك يعود إلى أن الجهاز المناعي بدأ بالخروج عن السيطرة ويتسبب بمضاعفات خطيرة في مختلف أجزاء الجسم ، وقد يتسبب ذلك الإصابة بتسمم الدم وإنخفاضه إلى معدلات خطرة ، تتوقف إثر ذلك الأعضاء عن العمل بكفاءة أو تفشل بصورة تامة.

وفي حال حدوث التهاب حاد بالقصبة الهوائية التي تعرف ب(متلازمة الضائقة التنفسية الحادة) تؤدي إلى عدم تمكن الجسم من الحصول على الأكسجين الكافي حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة ، وفي هذه المرحلة قد تتوقف الكلى عن تنظيف الدم وق تؤدي إلى أضرار ببطانة الأمعاء ، وهو ما يضاعف تطور الحالة المرضية نتيجة لإتخاذ الجسد رد فعل زائد إزاء الفيروس.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا  «كوفيد 19» وصل حتى كتابة هذا التقرير مساء الاثنين 25 مارس 2020 ، الى ما يزيد عن 352,767 شخص في اكثر من 195 دولة حول العالم ، فيما بلغت حالان الوفاة الى نحو 15,798 شخص حتى الان وشفاء 99,789 مصاب ،وفق اخر إحصائية اعلنت عنها منظمة الصحة العالمية ؟ في وقت تسعى فيه عدد من مراكز الأبحاث العالمية لإيجاد علاج فعال يقضي على فيروس كورونا  «كوفيد 19».

المصدر: الحكمة نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص