أطلقت الحكومة اليمنية مؤخرأً حملة واسعة وغير مسبوقة للوقاية من فيروس "كورونا" القاتل الذي يعصف بالعالم منذ شهر ديسمبر العام الماضي، وتهدف الحملة لرفع مستوى الأمان ضد العدوى، وتشديد الاجراءات التي تحول دون نشوء "بؤرة" للفيروس في اليمن التي لا تزال الى الآن خالية من أي إصابة، وتأتي هذه الحملة تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء، الدكتور معين عبد الملك، والخاصة بإتخاذ كافة التدابير للوقاية من هذا "الوباء" العالمي القادم من الصين.

 

رفع الجاهزية

 

ومن أبرز تلك الإجراءات، قيام الحكومة برفع الجاهزية العليا في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية للجمهورية اليمنية، وكذا إلزام جميع الراغبين بزيارة اليمن عبر كافة وسائل النقل، بالإفصاح عما إذا سبق لهم زيارة الصين أو إيران أو احدى الدول الأخرى التي انتشر فيها وباء كورونا خلال الـ ١٤ يوما السابقة لوصولهم اليمن.

 

التزام صارم

 

وفي هذا الصدد دعت وزارة الخارجية كافة الشركات الناقلة الى اليمن وخدمات طيران الامم المتحدة وشركات النقل الجماعي البري، لـ"لإلتزام الصارم" بتعبئة نموذج خاص بكل مسافر وتسليمه عند الوصول الى مطارات و منافذ الجمهورية اليمنية، مؤكدة انه سوف يتم تحديث الاجراءات الاحترازية بشكل مستمر وفقا لقرار اللجنة الوزارية المعنية،والمكلفة من قبل رئيس الوزراء.

 

 

حظر السفر

 

كما دعت الحكومة، ممثلة بوزارة الخارجية، كافة المواطنين اليمنيين الى عدم السفر الى الصين أو إيران، أو احدى الدول المنكوبة بالوباء، تحت اي ظرف وذلك حفاظا على سلامتهم، ولمنع إصابة أي مواطن يمني بالفيروس القاتل، مؤكدة أتخاذها لعدد من القرارات في هذا الخصوص، ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة تعليق العمل بتأشيرات الزيارة للدخول للأراضي اليمنية لأي مواطن أجنبي قادم من الدول المنتشر فيها الفيروس، بشكل مؤقت، باستثناء اولئك الذين يملكون اثباتاً طبياً بعدم اصابتهم بفيروس كورونا.

 

الاستجابة السريعة

 

وفي ذات السياق، وجهت الحكومة برفع حالة التأهب والاستعداد للعمليات بهدف ضمان الكشف المبكرعن حالات الإصابة المحتملة بمرض كورونا والاستجابة السريعة لها، ووضعت وزارة الصحة خططًا وطنية للتأهب والاستجابة تتضمن تفعيل الإجراءات والتدابير المشددة، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

 

تدابير هامة

 

وتشمل هذه التدابير تفعيل آليات تنسيق متعددة القطاعات، وتطبيق الرصد الفعال والتحري في نقاط الدخول، وتدريب مقدمي خدمات الرعاية الصحية على تتبُّع حالات الاشتباه وتحديد الحالات المؤكدة في حال وجودها، والخطوات العلاجية للحالات وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوزيع معدات الوقاية الشخصية على المرافق الصحية، بما في ذلك منافذ الدخول كافة، حيث قامت وزارة الصحة في فبراير الماضي بتوزيع الدفعة الأولى من الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية والتجهيزات الفنية بمركزي العزل في عدن وسيئون، تلتها خلال أيام توزيع دفعة أخری لبقية المراكز، واستنفار فرق الاستجابة السريعة ورفع حالة التأهب.

 

حملات توعية

 

و بالتزامن مع هذه الخطوات، اطلقت وزارة الصحة العامة والسكان حملات توعوية شاملة  تتضمن جميع وسائل التواصل الاجتماعي وخطباء المساجد وطلاب المدارس، للتعريف بمخاطر كورونا وكيفية الوقاية منه، وتوزيع مواد الإعلام والتثقيف والاتصال للتوعية العامة وتفنيد الشائعات وتصحيح المعلومات المغلوطة، كما قامت بإعداد خطة الحشد التوعوي المجتمعي، وخطة أخری لتدريب الكادر العامل بالمنافذ في كيفية التعامل مع الحالات المحتمل إصابتها أو المشتبه بإصابتها بالمرض.

 

توفير المستلزمات الدوائية

 

ومن الاجراءات الوقائية  الإضافية التي اتخذتها وزارة الصحة، الزام كافة المستشفيات والمراكز الصحية باستخدام مايعرف بـ"الحقن الآمن" للحد من انتقال العدوى بين المرضى و بين مقدمي الخدمة الصحية من خلال تطهير الايدي قبل لمس المستلزمات و نقل المحاليل و الادوية و قبل عملية التحضير أو تنفيذ العلاج ، والمحافظة على عملية التطهير خلال تنفيذ العلاجات و استخدام الادوية و أثناء الحقن، بالاضافة الى تحضير العلاجات في مكان نظيف و بعيدا عن مكان معالجة المرضى لمنع التلوث، ومنع استخدام وصلات المحاليل أو الحقن أو الابر أو المحاليل الوريدية لأكثر من مريض، و تطهير الفوهات المطاطية و فتحات عبوات الادوية بالكحول و الانتظار حتى يجف قبل الاستخدام ، ومنع وضع سن الابرة المستخدمة من قبل المريض في عبوة الدواء او المحلول مرة اخرى بعد الاستخدام .

 

 

الجالية اليمنية بالصين

 

وكان رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، قد كشف في اجتماع طارئ للحكومة في فبراير الماضي، عن وجود تنسيق عالي المستوى مع السلطات الصينية المعنية وسفارة بلادنا في جمهورية الصين الشعبية لتوفير الاحتياجات اللازمة للطلاب والجالية وبحث ترتيبات اجلائهم اذا استدعت الضرورة، وفي الاجتماع وجه الدكتور معين باتخاذ عدد من الاجراءات ومنها:

 

اجراءات احترازية

 

- تشكيل لجنة طوارئ برئاسة نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، وعضوية وزراء الصحة العامة والسكان، والمالية، والخارجية والتعليم العالي بالتنسيق مع السفارة اليمنية في الصين ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية لمتابعة الطلاب والجالية اليمنية العالقين في مدينة ووهان، وسبل إجلائهم وتوفير كامل الرعاية الصحية

 

- توجيه الوزارات والجهات المختصة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية اللازمة لحماية الطلاب والجالية اليمنية في الصين لحمايتهم من المخاطر المحتملة جراء تفشي فيروس كورونا، بما في ذلك اخلائهم عند الحاجة.

 

- التسريع بالانتهاء من تحويل مستحقات الربع الثالث للطلاب المبتعثين في الصين وصرف مستحقاتهم للربع الرابع بصورة استثنائية وعاجلة.

 

- سرعة صرف المساعدات المالية الإضافية للطلاب اليمنيين في مدينة ووهان الصينية، والتي وجه بها بعد انتشار فيروس كورونا.

 

- توجيهات مشددة  لوزارة المالية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان لتخصيص موازنة عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا وتسخير جميع الإمكانات المتوفرة لذلك، وبالتنسيق مع الدول والمنظمات المانحة.

 

خطوط ساخنة

 

كما نشرت غرفة العمليات المركزية بوزارة الصحة، ارقاماً هاتفية خاصة للابلاغ عن أية حالات مرضية بصورة عامة، والابلاغ عن اي حالات اشتباه بفيروس كورونا، وناشدت العمليات كافة المواطنين، وكذا فرق الفحص في المنافذ البرية والبحرية والجوية، الإبلاغ عن اي حالة اشتباه عبر الارقام الثابتة التالية (02358260) او (02358259).

 

 

وتعد اليمن من إحدى الدول القلائل في العالم التي لم تسجل حتى الآن أي حالة اصابة بفيروس كورونا شديد العدوى داخل أراضيها، ومع ذلك، لم تتوان الحكومة، ممثلة برئيسها الدكتور معين عبدالملك، عن تسخير جميع امكانياتها لضمان استمرار خلو البلاد من هذا الفيروس، ولم تشغلها المعركة المصيرية التي تخوضها ضد "كورونا" آخر لايقل فتكاً وتدميراً عن الفيروس المستجد، والمتمثل في الانقلاب الحوثي، عن القيام بواجباتها تجاه الشعب وتحصينه من الوباء الذي اعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أيام، تحوله الى " جائحة عالمية" .

 

المصدر: الوطن نيوز