قامت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بالنزول الميداني إلى قرى منطقة "ذي مرّين" الواقعة في مديرية صبر الموادم شمال شرقي مدينة تعز، للتحقيق في عدد من الوقائع المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين أثناء تعرض المنطقة للقصف المتنوع لمدة ثلاثة أشهر متتالية. وقام الفريق بمعاينة الدمار الذي تعرضت له مدرسة الحياة، وهي المدرسة الوحيدة لأبناء المنطقة التي كان يستفيد منها ما يزيد عن 260 طفل من الجنسين، قبل استهدافها بالقصف الأرضي والجوي، واستخدامها مخزناً للسلاح ومركزاً لاعتقال المواطنين. وتأتي هذه القضايا ضمن الانتهاكات الجسيمة الستة الخاصة بالأطفال أثناء النزاع المسلح، كما لاحظ الفريق استمرار الخطر المحدق بحياة الطلاب الذين ما يزالون يتلقون تعليمهم تحت بقايا سطح المدرسة. وخلال النزول الميداني أيضاً، جرى معاينة عدد من الأعيان الخاصة التي تضررت بسبب القصف العشوائي جراء الاشتباكات العسكرية في المنطقة والاستماع لعدد من شهود العيان في تلك الوقائع، وتحديد الجهات التي تسببت بتلك الأعمال والتي لم تراعي مبادئ القانون الدولي الإنساني. كما حقق الفريق في وقائع مقتل اثنين من المدنيين والاعتقال التعسفي وتقييد الحرية لثلاثة مواطنين آخرين، وذلك بالمخالفة للمادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف ونصوص البروتوكول الثاني الملحق باتفاقيات جنيف والتي توجب على جميع أطراف النزاع حماية المواطنين الذين لم يشتركوا بالحرب.