الوطن نيوز - استطلاع خاص:
"21 سبتمبر" تاريخ يحفظه كل اليمنيين عن ظهر قلب، فهو تاريخ سقوط صنعاء بيد مليشيا الكهنوت "الانقلابية" وبداية الاحداث التي عصفت باليمن، والتي لم يكن اشد اليمنيين تشاؤماً يفكر انه سيعيشها يوما ما، يسميها اليمنيون" نكبة" ويسميها المجتمع الدولي" انقلاباً" فيما تصر مليشيا الحوثي على انها "ثورة"، وهناك من المغالين من مليشيا الحوثي من يعتبر يوم 21 سبتمبر انه " يوم اخراج اليمن من الظلمات الى النور"، ضارباً بكل الاحصائيات والتقارير التي تؤكد ان اليمن كان افضل حالا بعشرات المرات قبل 21 سبتمبر مما هو عليه اليوم ، عرض الحائط.
تراجع الاقتصاد 20 عاماً
اخر تلك التقارير ما جاء في بيان أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم الثلاثاء 30 يوليو 2019، إن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في اليمن تراجعت بما يزيد عن 20 عاماً.
وقال البيان: "منذ خمس سنوات واليمن تعيش أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم، إذ يعتمد حوالي 80% من السكان على أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية"، وأشار البيان الى تراجع كافة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية بما يزيد عن عشرين عاماً، نتيجة توقف عجلة الاقتصاد في البلاد على نحو شبه كامل.
يوم رخص فيه المواطن
فيما اعتبر الصحفي غمدان اليوسفي ان "21 سبتمبر" هو اليوم الذي صارت فيه قيمة الإنسان اليمني أرخص من قيمة طلقة رصاصة حوثية، وأضاف "استدعى الحوثيون علينا كل الحالمين بامتصاص دمنا، ومكنوهم من تمزيقنا وزرع الكراهية في كل بيت".
اسقاط الجرعة
وجاء انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة، بعد اقرار الحكومة الشرعية في العام 2014 معالجات تقتضي بزيادة سعرية في المشتقات النفطية للكمية المقدرة بـ 20 لتراً ليصبح سعرها 4000 ريال بدلا من 2500 ريال، من أجل خفض الدعم لمنتجات الطاقة وتخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة، وقوبل ذلك بالاحتجاج الشعبي الذي استغلته ميليشيا الحوثي، الأمر الذي جعل الحكومة ترضخ لهذه الاحتجاجات وقامت بتخفيض أسعار الوقود من 4000 ريال إلى 3000 ريال لكل 20 لترا، إلا أن ميليشيا الحوثي استمرت في احتجاجاتها المسلحة وصولاً إلى اقتحام العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، وسيطرت على مختلف مؤسسات الدولة.
نكبة بامتياز
وتعليقاً على ذكرى 21 سبتمبر، كتب المحلل السياسي الدكتور محمد جميح على حسابه في تويتر قائلاً:" من يشك في نكبة21سبتمبر، نسأل: هل كان وضع البلاد أفضل قبلها أو بعدها؟ وعلى من يشك في أن الحوثيين بلاء مستطير أن يعطينا مشروعاً تنموياً، أو مرفقاً عاماً واحداً شيدوه، في عهدهم الميمون!
واضاف "طبعا، سيقول الحوثيون إن الحرب هي التي منعت افتاحهم لمشروع سكة الحديد التي تربط صعدة بعدن! وكأنهم لم يكونوا سبب هذه الحرب بجشعهم للسلطة، ونهمهم للمال، الذي جعلهم ينقلبون على الجميع!"
واختتم الدكتورمحمد جميح بالقول"إذا تجردنا من انتماءاتنا الحزبية، وتجردنا من مكايداتنا السياسية، فسيشهد الجميع أن يوم 21 سبتمبر 2014 كان نكبة يمنية بامتياز".
جرعة 400%
وخلال السنوات الخمس الماضية، شهد الشعب اليمني أزمات متكررة وزيادة كبيرة في الاسعار في ظل انقطاع المرتبات التي صادرها الحوثيون، وبدلاً من أن تعمل الجماعة على تخفيض الزيادة السعرية التي فرضتها الحكومة والمقدرة بحوالي 1000 ريال عمل الحوثيون على فرض زيادات في أسعار المشتقات النفطية تبدأ من ما نسبته 400% وتتصاعد إلى ما يزيد عن 1000%، وفي ذلك يقول "ع.أ" مواطن يمني لـ"الوطن نيوز" ان أسعار المشتقات النفطية لـ20 لتراً من البنزين أو الديزل لم تتراجع عن 7000 في حين كانت الأسعار لنفس الكمية بعد الزيادة السعرية التي أقرتها الحكومة 4000 ريال، وحالياً تتراوح قيمة 20 لتراً من البنزين ما بين 7300 ريال و10 ألف ريال، وتتضاعف أحياناً إلى أكثر من ذلك.
ضربة قاتلة
وشبه الاعلامي المؤتمري" نبيل الصوفي"، تاريخ الانقلاب بالخنجر في قلب اليمن، وكتب الصوفي على حسابه في تويتر قائلاً "21 سبتمبر كانت الضربة التي غرزت نصلا قاتلا في قلب اليمن، واستغرقت الضربة ثلاثة سنوات قبل وصولها إلى قلب الرئيس صالح".
نقل اليمن الى الإمامة
وبالحديث عن الرئيس السابق صالح، كتب الصحفي الساخر نبيل سبيع تغريدة قال فيها" كان علي عبدالله صالح يسعى لإثبات أنه ساق دبابة في ثورة 26 سبتمبر من أجل نقل اليمن من الإمامة الى الجمهورية، ثم ساق كل دبابات الجمهورية ومدافعها وعربات الكاتيوشا الخاصة بها و"شاصاتها" في "ثورة" 21 سبتمبر من أجل سَوْق الجمهورية اليمنية كلها الى حضيرة الإمامة.
وتابع سبيع : "كان علي عبدالله صالح يسعى لإقناع اليمنيين بـ"سبتمبريته" في 1962، فرأى كل اليمنيين "سبتمبريته" في 2014، هيا، مبروك يا زعيم، فقد أصبحت "سبتمبري جداً" بدون شك وبكل تأكيد".. وختم التغريدة بالقول "ولكنْ، سبتمبري عيار 21".!!
الحرس الجمهوري
الاعلامي "عماد الصوفي" ادلى للـ"وطن نيوز" بشهادته قائلاً "في مثل اليوم قبل خمسة أعوام شاهدت عربات الحوثيين وهي تهاجم مقر الفرقة الأولى مدرع بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات الحرس الجمهوري على الفرقة .. مضيفا " يومها لم اصدق ان الجيش الذي يفترض ان يحمي الجمهورية يشارك بكل قوته في الاطاحة بها".
يذكر أن اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء تسبب في مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين، منهم على الأقل 10 آلاف مدني، بالإضافة إلى إصابة مئات الآلاف، وتسبب الحوثيون بأكبر موجة نزوح في تاريخ اليمن الحديث، حيث تشير الأرقام إلى أن إجمالي النازحين داخليا وخارجيا تجاوز 2.5 مليون مواطن.
المصدر: الوطن نيوز
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً