الرئيسية - تقارير - «الحكمة نت» يرصد التعامل الحكيم والمسئول للحكومة الشرعية مع أحداث محاولة الإنقلاب في عدن .. وما تلاها من تحولات ..«تقرير - الجزء الثاني»
«الحكمة نت» يرصد التعامل الحكيم والمسئول للحكومة الشرعية مع أحداث محاولة الإنقلاب في عدن .. وما تلاها من تحولات ..«تقرير - الجزء الثاني»
الساعة 03:36 مساءاً (الحكمة نت - خاص )

 

 

الحكمة نت - تقرير : إيهاب الشرفي 

أستمرت الحكومة الشرعية بقيادة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وإشراف ومتابعة من فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي ، في التعامل الحكيم والمسئول مع أحداث محاولة الإنقلاب في العاصمة المؤقتة عدن ، التي حاول تنفيذها ما يسمى المجلس الانتقالي بدعم وتمويل ومساندة إماراتية ، وكنا قد تناولنا في الجز الأول التعامل الحكيم والحنكة القيادية التي تعاملت بها الحكومة في الثلاث الأيام الأولى من أحداث الانقلاب (للإطلاع على تفاصيل الجزء الأول إضغط هنا) 

إدانة واضحة للإنقلاب ومن يقف خلفه 

وفي اليوم العاشر من أغسطس الجاري ، أعلنت الحكومة الشرعية على لسان نائب وزير الخارجية "محمد الحضرمي" أن ما حدث بالعاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الإنتقالي هو إنقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية التي جاء تحالف دعم الشرعية بهدف استعادتها ودعمها بعد انقلاب الحوثي عام 2014م ، محملا الإنتقالي ودولة الإمارات تبعات الإنقلاب على الشرعية في عدن،مطالبا من الإمارات الوقف الفوري لدعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم للمتمردين على الدولة بشكل كامل ، معتبرا أن ما تعرضت له عدن ومؤسسات الدولة فيها من إنقلاب على الشرعية هو ما يخالف بشكل صريح وواضح الهدف الرئيسي الذي دُعي من أجله تحالف دعم الشرعية باليمن .

قمة يمنية سعودية 

وفي اليوم الحادي عشر من أغسطس ، عقد الرئيس هادي قمة يمنية سعودية مع اخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز ، في مكة المكرمة لمناقشة المستجدات وعلى رأسها تطورات الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن ،نتج عن هذه القمة تأكيد ‏الملك سلمان غلى أن موقف المملكة ثابت تجاه دعم الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والوقوف إلى جانب اليمن ورفض كل ما يهدد أمنه ووحدته، بما في ذلك ممارسات المجلس الإنتقالي التي تستهدف مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية داعيا الجميع الى الجلوس على طاولة واحدة للحوار ، وهو الموقف الأخوي الصادق الذي أثنى عليه الرئيس هادي ، واصفا إياه بالمتميز لما يحمله من مسؤولية وحزم لرفض هذا الإنقلاب على مؤسسات الشرعية والتأكيد على موقف المملكة الثابت الداعم للشرعية ولوحدة اليمن وأمنه واستقراره .

تدخل التحالف رسميا لمواجهة الإنقلاب 

اعقب القمة الثنائية ، بيان رسمي من تحالف دعم الشرعية ، دعا فيه كافة المكونات والتشكيلات العسكرية (الإنتقالي وقوات الحزام الأمني) إلى العودة الفورية لمواقعها والإنسحاب من المواقع التي استولت عليها ، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة ، مطالبة وقف فوري لإطلاق النار في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) اعتباراً من الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة السبت 11 أغسطس 2019 م محذرة من أنها ستستخدم القوة العسكرية ضد كل من يخالف ذلك .

ترحيب حكومي لتجنب إراقة الدماء 

وهو ما رحبت به الحكومة اليمنية على لسان ناطقها الرسمي راجح بادي الذي أكد التزام الحكومة بدعوة التحالف لوقف إطلاق النار ، وكذا دعوة المملكة للحكومة وجميع الأطراف لعقد إجتماع عاجل في المملكة للوقوف أمام إنقلاب مليشيا المجلس الإنتقالي واستهدافها لمؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والمدنية في ‎عدن ، مؤكدة على رفضها المطلق والتام لكافة أشكال الإعتداء على مؤسسات الدولة، معتبرة أن أي تمرد واستقواء بالسلاح على الدولة، أمراً غير مقبولاً ويعد انقلاباً على الدولة ، 

قمة عسكرية سياسية يمنية سعودية 

وفي مساء الأحد الحادي عشر من أغسطس الجاري ، بحث رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحضور نائب الرئيس على محسن الأحمر ورئيس الوزراء د. معين عبدالملك مستجدات الأوضاع في أعقاب الإنقلاب الذي نفذته ميليشيات المجلس الإنتقالي على مؤسسسات الدولة في عدن ، كما ألتقى في اليوم ذاته،  رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بالأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع" في نيوم ، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأن أمنها واستقرارها وتنميتها ، على رأسها تطورات الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن ، بحضور الأمير "خالد بن سلمان" نائب وزير الدفاع ، و "خالد الحميدان" رئيس الاستخبارات العامة السعودية ، و "محمد آل جابر" سفير المملكة لدى اليمن المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن .

نجاح سياسي وضربة مميتة للإنقلاب 

تلك المواقف الحكيمة والمرونة بالتعامل مع الأحداث بعدن ، التي ابدتها الحكومة الشرعية ، اكسبتها مواقف سياسية دولية مؤيدة ومساندة ورافضة للإنقلاب ، وهو ما ظهر من خلال تصريحات وزارة الدفاع السعودية على لسان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير "خالد بن سلمان" الذي أكد بأن ‏موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره ثابت لا يتغير، وما حدث في عدن يعطي فرصة للمتربصين باليمن وأهله من المليشيات والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الحوثيين والقاعده وداعش ، مؤكدا ان المملكة لن تقبل إشعال فتنة جديدة ، هي بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني الشقيق الذي عانى طويلا من هذه الأزمة ، مشيرا الى ان من واجب المملكة الحفاظ على الشرعية وتقديم كافة سبل الدعم للشعب اليمني الشقيق .

توطيد العلاقات مع الأشقاء 

وللحفاظ على المصلحة العليا للوطن أشاد رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك بالمواقف السعودية المتميزة ، معربا عن ثقة اليمن بالمملكة وجهودها ودعمها الأخوي الصادق والمواقف الراسخةً ، وهو ما تأكده المواقف الكبيرة في اللحظات الصعبة من خلال إستمرار دعمها الثابت لوحدة وإستقرار اليمن، و تحمل قيادتها العبء الأكبر في جهود إستعادة الدولة اليمنية وتصويب الأوضاع باليمن ، مؤكدا على ترحب بدعوة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لوقف طلاق النار في عدن ومطالبته بانسحاب كافة المكونات والتشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي من المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.‏

عمل ديبلومسي محترف 

واستمرار للعمل الديبلوماسي للحكومة الشرعية والضغط السياسي الهادف لإفشال محاولة الإنقلاب على الدولة في العاصمة المؤقتة عدن ، وجه وزير الإعلام "معمر الارياني" دعوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن القيام بواجباته إزاء السيطرة على المقار الحكومية والمعسكرات في عدن بموجب القانون الدولي ، معتبرا أن السيطرة على المقار الحكومية والمعسكرات واقتحام ونهب منازل قيادات الدولة والمواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، انقلاب آخر على الشرعية الدستورية يهدد أمن واستقرار اليمن وسلامة اراضيه وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القيام بواجباته بموجب القوانين الدولية.

مواجهة الانقلاب وتحذيرات من تبعاته 

وسعت الحكومة الشرعية لإفشال الإنقلاب بشتى الوسائل والطرق ، العسكرية والسياسية ، محذرة من مغبة التماهي مع التمرد الإنتقالي ، مؤكدة أن الشعب اليمني لن ينسى الظلم والجور وكل المؤامرات والدسائس التي حيكت وتحاك ضده ، مشددة على أهمية إفشال الإنقلاب المدعوم إماراتيا كونه يصب في صالح التمدد الإيراني في المنطقة ويهدد أمن وسلامة دول الإقليم على رأسها المملكة العربية السعودية التي تربط اليمن معها الحقائق التاريخية والجغرافية والإيمان الجامع بالتحديات المحدقة والمصير المشترك للبلدين الجارين والشقيقين .

*يتبع 
للإطلاع على الجزء الأول إضغط هنا

في الجزء الثالث من هذا التقرير سنتناول :
- توجيهات رئيس الجمهورية لأعضاء الحكومة.
- توجيهات رئيس الوزراء المكملة لتوجيهات الرئيس هادي.
- التحركات السياسية في مجلس الأمن والمواقف الرسمية تجاه الانقلاب .
- الخطوات المدروسة بما فيها بياني مجلس الوزراء ومجلس النواب وما نتج عنهما 
- الإستعدادات الحكومية لمعركة شبوة.
- الاوراق السياسية والعسكرية التي ارتكزت عليها الحكومة في معركة مواجهة الإنقلاب .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص