الرئيسية - محافظات وأقاليم - انقلابا مليشيا «الحوثي والإنتقالي» .. واحدية المخطط والهدف والأسلوب وسيناريو التنفيذ .. قراءة مقارنة ..«تقرير»
انقلابا مليشيا «الحوثي والإنتقالي» .. واحدية المخطط والهدف والأسلوب وسيناريو التنفيذ .. قراءة مقارنة ..«تقرير»
الساعة 07:07 مساءاً (الحكمة نت)

 

على غرار انقلاب مليشيا الحوثي في صنعاء، انقلبت مليشيا الانتقالي في عدن، وبين الانقلابين خمس سنوات مارست خلالها مليشيا الانتقالي الكثير من الخديعة والطعن في الظهر، والفوضى الخلاقة، وخليطً من الأزمات وخروج عن إجماع اليمنيين، واتفاق في نقاط كثيرة مع مليشيا الانقلاب الحوثية الإيرانية.

نفس المخطط، نفس الاسلوب، نفس المبررات والادعاءات، نفس الخطابات، كل شيء يدل على أن المحرك والمنفذ واحد في الانقلابين .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا يعني ذلك للسعودية؟! فسيطرة ميليشيات الانفصاليين على عدن تزيد من صعوبة المهمة التي تهدف السعودية لتحقيقها وهي إضعاف قبضة الحوثيين على اليمن إذ يسيطرون حاليا على العاصمة صنعاء.

اثارة فتنة داخلية


وليس للحوثيين مناطق نفوذ في الجنوب حيث سلحت الإمارات ودربت نحو تسعين ألفا من القوات اليمنية التي جاءت من الأصل من الانفصاليين الجنوبيين ومقاتلين من السهول الساحلية .. لكن المجلس الانتقالي الجنوبي -الذي يقود الانفصاليين-  لا يحظى بأي دعم من الشعب اليمني في الجنوب، وتهدد الخطوة التي اتخذها بتأجيج الاقتتال في الجنوب وتقوية شوكة جماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة.
.
الانتقالي والحوثي

لا تكاد تخلو مطالب ما يسمى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” وشعاراته، سواءً بصفته الشخصية أو عبر أدواته المختلفة، إلا أنها لا تخلو من اتفاق واضح المعالم مع شعارات الحوثيين، وأهدافهم، والمتمثلة في عرقلة أداء الحكومة الشرعية، والسعي لإسقاطها، بمختلف الوسائل.

مطالب وشعارات موحدة

ولعل التشابه الملحوظ، بين شعارات اليوم، التي يتبناها الانتقالي عبر أدواته، وشعارات الحوثيين أثناء انقلابهم على الشرعية في 2014، واستغلال حاجة الشعب، والمتاجرة بأقوات المواطنين، وخدماتهم، لتحقيق مآرب ومطالب، ومخططات سياسية مشبوهة.

شماعة الإرهاب

في 2014 قال الحوثي "سنذهب لقتال الارهاب في مأرب والبيضاء" وبعد خمس سنوات فقط، كرر الزبيدي هذه الجملة باختلاف اسماء المناطق بعد احتلال ميليشياته لعدن، حيث قال " سنذهب لقتال الارهاب في حضرموت وبيحان ومكيراس" 

اذكاء العداوات

تحت عنوان ”معركة ليلة العيد في عدن“ نشر الكاتب والإعلامي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد يوم الاثنين، مقالاً مهماً جاء فيه "إن ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني تصرف انفعالي، محذرًا قادته من أنهم ضربوا بأنفسهم، مشروعهم السياسي بالاستقلال عن صنعاء بدولة جنوبية، والذي ”لن يتحقق بالتحدي وفي ظل الفوضى، وإذكاء العداوات“.

تعزيز انقلاب الحوثي

واضاف الراشد الذي يرأس مجلس تحرير قناتي ”العربية“ والحدث في مقاله أن ”من حق الجنوبيين أن يتطلعوا لقيام دولتهم، إلا أن ما فعله الانتقالي ذلك اليوم، يعزز انقلاب الحوثي، والتغلغل الإيراني، ويديم الحرب الأهلية، ويهدد بفتح جبهات حرب يمنية جديدة بدعم من قطر وتركيا، وكانت تطورًا خطيرًا يهدد، أيضًا، أمن دول المنطقة وأولاها السعودية!“.

جرح العلاقة الاقليمية

واختتم الراشد مقاله بالقول ”ما فعله المجلس الانتقالي، أول من أمس، أنه أطلق النار على نفسه وأصاب مشروعه في القلب، فأثار الريبة، وجرح العلاقة الإقليمية ولم يصفق لفعلته سوى الحوثيين والإيرانيين والقطريين! وكل أعذاره لا تبرر الانقلاب، وإلا لقبل بانقلاب الحوثي وعقدت معه صفقة، ومع غيره من طلاب الحكم الآخرين في اليمن!“.    

مراوغة التحالف

يتفق المجلس الانتقالي، مع الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، في استهتاره بالمواقف والقرارات الدولية، من خلال إعلان قيادات بارزة فيه، أكثر من مرة، رفضها القرارات الدولية، ومواقف التحالف العربي، التي لا تتوافق مع مشروعه الانفصالي، والتي تؤكد التزامها بإعادة الشرعية والحفاظ على سلامة اليمن ووحدة أراضيه.

رفض محلي ودولي

ومن الملاحظ أن الأصوات التي يتبناها المجلس الانتقالي، ضد الحكومة، تواجه رفضًا محليًا وإقليميًا ودوليًا، حتى من قبل تلك الجهات التي تتبنى مساندته ودعمه، إلا أن تأييده يعد مخالفة للمواقف والقوانين الدولية، الأمر الذي يضع هذا “المجلس” في مأزق، وهذا ما يؤكده موقف المبعوث الأممي إلى اليمن، الذي يسعى لاستعادة المفاوضات بين الحكومة الشرعية و الانقلابيين الحوثيين، مع رفضه الاعتراف بأي أطراف أخرى.

مخالفة القرارات الأممية

إضافة إلى ذلك، فإن مطالب وشعارات المجلس الانتقالي، لا تتفق مع أهداف “عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل” التي جاءت لاستعادة الشرعية، كمنظومة متكاملة، وأي محاولة لإفشال الحكومة تعني إفشال للتحالف العربي، والقرارات الدولية، وهذا ما لا يمكن تحقيقه.

نهب المعسكرات والمنازل

لم يتعرض اليمن عبر تاريخه لنهب الأسلحة من داخل معسكرات الدولة ونهب المنازل الا من قبل ميليشيات الحوثي في صنعاء وميليشيات الزبيدي في عدن، ففي عام 2014 قامت ميليشيات الحوثي بنهب اسلحة ومعدات معسكرات صنعاء ونقلها الى عمران وصعدة، وفي 2019 تعرضت معسكرات عدن للنهب والسلب من قبل ميليشيات الانتقالي، وهو ما أكده وزير الداخلية الميسري حين قال إن "التشابه بين السلوكين يؤكد أن المشكلة واحدة"

تهديد الأمن والاستقرار

في حين كتب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر "ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن من سيطرة على المقار الحكومية والمعسكرات واقتحام ونهب لمنازل قيادات الدولة والمواطنين انقلاب آخر على الشرعية الدستورية يهدد أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه".

لوحات الجنوب

ظاهرة اللوحات المطبوعة ابرزت وجهاً اخر للتشابه بين الحوثيين والانفصاليين فقد ابتدع الانفصاليين في عدة مناطق بـ عدن جنوبي اليمن لوحات مطبوعة مكتوبٌ عليها (جنوب).   الخطوة التي أثرت حفيظة أبناء عدن وفضحت التشابه الكبير بين المشروعين (الحوثي) و (الانفصالي) علق عليها عدد من الناشطين على صفحات .التواصل الاجتماعي الذي يسعى كل منهما لتنفيذ اجندة خارجية تسعى لتقسيم اليمن وتحقيق اهداف لدول لا تريد لليمن الخير والسلام، حسب تعبير النشطاء.

اغتيال ابو اليمامة

ووصف محلل سياسي سعودي، سلوك المجلس الانتقالي الجنوبي في الانقلاب على الشرعية بأنه مطابق لسلوك الحوثي والقاعدي والداعشي في محاربة الشرعية اليمنية .. واوضح ان التصعيد كان عالياً جداً في الخطاب التعبوي لجماعة المجلس الانتقالي ضد البقاء في كيان الدولة اليمنية الواحدة حتى بصيغتها الاتحادية المرنة، بعد بمقتل القائد الميداني أبو يمامة اليافعي.

حادث مدبر

وقال هذا الحادث مدبر إما من الحوثي أو الداعشي، خاصة مع تزامن اغتيال الرجل مع هجوم صاروخي على طابور عرض عسكري؛ كلا الهجومين تحمّل المسؤولية عنهما الحوثي وداعش، إلا أن جماعة المجلس الانتقالي ركزوا هجومهم الإعلامي والعسكري على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي بحجة أن الشرعية تدار من قبل حزب الإصلاح اليمني (الشمالي) وهو العدو الرئيسي إذن.

وقالت إليزابيث كيندال من جامعة أوكسفورد  "الاستعانة بجماعات مسلحة انفصالية من أنحاء الجنوب كانت دوما ضربا من اللعب بالنار، ومن المثير للدهشة أن تقول الإمارات إن المبعوث الأممي الخاص هو الذي يتعين عليه حل المشكلة".

وهذا يواصل اذناب وعملاء الخارج انقلاباتهم وعبثهم ودمارهم في البلاد، واثارة الفتن واذكاء العداوات وبشكل خطير يؤكد ان المؤامرات والتحديات التي تواجهها اليمن كبيرة وتتطلب تكاتف والتئام وتوحيد صفوف كل ابناء الوطن الشرفاء وذلك خلف قيادتهم السياسية وحكومتهم الشرعية، والتصدي لهذه الجماعات المارقة التي لا تضمر للوطن والناس سوى الشر.  

المصدر: الوطن نيوز

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص