تقرير: فهمي باعباد

بخطى واثقة وحثيثة تستعيد مدينة «عدن» يوما بعد يوم، دورها ومكانتها السياسية والاقتصادية الرائدة كعاصمة سياسية مؤقتة للجمهورية اليمنية - رغم محاولات البعض تعكير صفو الحياة فيها وجر أهلها الى منزلق الفوضى .. فبفضل الانجازات والنجاحات الكبيرة التي بذلتها الحكومة الشرعية ممثلة برئيسها الدكتور معين عبد الملك سعيد . خلال الفترة الماضية في سبيل تطبيع الاوضاع فيها، واعادة بناء مؤسساتها وتوفير الخدمات لسكانها .. صارت «عدن» تمثل قبلة للزائرين من مسئولي كبرى دول العالم، ودبلوماسييها ومبعوثيها وباحثيها أيضاً الذين باتوا يتوافدون اليها على الدوام.

فبعد مضي نحو شهر على تسلم سعادة السيد «كريستوفر هنزل» السفير الامريكي الجديد لمهامه كممثل للولايات المتحده الامريكية لدى بلادنا .. ها هو يصل العاصمة المؤقتة عدن للقاء رئيس الوزراء مجددا دعم حكومة بلاده للحكومة اليمنية الشرعية في مختلف الجوانب والمجالات، والتزام أمريكا بالعمل مع الشرعية لضمان مستقبل مشرق لكل اليمن .. كما أكد دعم بلاده لجهود فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في مواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات المختلفة، وكذا دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأسرها.

الدلالات والابعاد السياسية

هذه الزيارة التي تأتي في ظل مرحلة بالغة التعقيد تشهدها الساحة اليمنية تحمل الكثير من الدلالات والابعاد السياسية والدبلوماسية الهامة، ياتي في مقدمتها التأكيد على موقف المجتمع الدولي الداعم للشرعية اليمنية وتقوية حضورها في العاصمة المؤقتة عدن تمهيداً لعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي .. الى جانب انها تمثل دعماً لجهود الحكومة الشرعية برئاسة الدكتور معين عبد الملك، الرامية الى استكمال تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وتثبيت الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة، ووقف التدهور الاقتصادي .. ومعالجة الوضع الكارثي الناجم عن الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي الايرانية على الشعب اليمني.

ارتياح شعبي واسع

وقوبلت زيارة السفير الامريكي للعاصمة عدن بإرتياح شعبي واسع .. سيما أنها جاءت بعد ايام على استقبال الحكومة الشرعية فريقا من الباحثين والمحللين السياسيين والأمنيين الأجانب العاملين في المجلس الأطلنطي الذي يضم عددا من مراكز الأبحاث، وذلك للإطلاع على رؤية الحكومة لحل الأزمة في اليمن وإنهاء معاناة الشعب اليمني .. حيث اعتبر العديد من السياسيين والناشطين اليمنيين هذه الزيارات المتتالية تأكيد واضح على الأهمية الإستراتيجية التي تحظى بها اليمن جغرافياً وسياسياً بالنسبة للسلم والأمن الدوليين.

ثمرة جهود الحكومة الشرعية

الناشطة السياسية فايزة عبد الحميد اعتبرت في تغريدة على صفحتها على الـ«فيسبوك» - هذه زيارات هذه الوفود رفيعة المستوى للعاصمة المؤقتة عدن .. نتيجة طبيعية للجهود والتحركات السياسية والدبلوماسية المكثفة التي قامت بها الحكومة الشرعية في الأونة الأخيرة على مختلف الأصعدة والمجالات، الى جانب سياساتها المتزنة والعقلانية تجاه العديد الملفات الشائكة والمعقدة المرتبطة بالأزمة اليمنية .. مشيرة ان مثل هذه الزيارات اعادة الأمل لليمنيين .. وجعلتهم يتفاءلون بأن العالم لا يزال يقف الى جوار الشعب اليمني، وأن القادم يحمل الكثير من الاخبار السارة والمفرحة.

ثبات الموقف الدولي الداعم للشرعية

من جانبه يرى الكاتب الصحفي ابراهيم ناجي أن اهم دلالة لهذه الزيارات والزيارات التي سبقتها تتلخص في ثبات الموقف الدولي الداعم والمؤيد والمساند للقيادة السياسية والحكومة الشرعية، والمؤكد ايضا على ان لا حل للأزمة اليمنية سوى بالاستناد على المرجعيات الثلاث، بالاضافة الى تأكيد كل دول العالم على ان الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة هي الخيار الوحيد والأمثل لكل اليمنيين .. وأن ما عداها من مشاريع الى زوال.

مساندة الحكومة الشرعية

 
ويؤيده الرأي الناشط ياسين عبد الفتاح .. حيث قال: في الحقيقة هناك رسالة هامة يمكن استخلاصها من الزيارات المتتالية لوفود وسفراء العديد من دول العالم للعاصمة المؤقته عدن .. وهي: أن المجتمع الدولي لا يعترف سوى بالشرعية الممثلة للشعب اليمني وأن المشروع الدولة اليمنية الجامعة هو الذي يحضى بالتأييد الدولي، وأن مشاريع المليشيا الهارجة عن النظام والقانون لا شك الى زوال مهما طال الزمن .. وهناك رسالة أخرى مفادها أن حكومة الدكتور معين عبدالملك تسير في الطريق الصحيح نحو إستعادة الدولة وتصحيح الإختلالات والعمل الجاد في سبيل تحسين الإقتصاد وتثبيت الأمن والإستقرار في المناطق المحررة وعلى جميع اليمنيين الوقوف الى حانبها.

افتتاح السفارات 

ومن اهم النتائج التي يمكن استنتاجها من خلال هذه الزيارت ايضا ان العديد من دول العالم وفي مقدمتها الدول العظمى تعتزم اعادة فتح سفاراتها في العاصمة المؤقتة عدن .. وهو ما افصح دولة رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع سعادة السفير الأمريكي حيث قال: "هناك زيارات متكررة وأطقم للسفارات تتواجد الآن في عدن بشكل كامل، عدن أصبحت الآن العاصمة السياسية للبلاد وهي العاصمة المؤقتة لكن مع ضغط الميليشيات الحوثية في مجال المنظمات وإقفال السفارات فتحول التركيز على عدن وهذا ما نشهده الآن" .. ما يعني ان عدن على موعد لاستعاظة دورها ومكانتها كعاصمة سياسية للجمهورية اليمنية.

الجدير ذكره أن العاصمة المؤقتة عدن شهدت خلال الفترة الماضية وتحديدا منذ نوفمبر ٢٠١٨م .. زيارات العديد من سفراء دول العالم، الى جانب عدد من الوفود الدبلوماسية ورؤساء المنظمات والشركات الدولية منهم: سفير السويد لدى بلادنا بيتر سيمباي، ومبعوث وزارة الخارجية السويدية هانس جراند بيرج، ووزير خارجية بريطانيا جريمي هنت، ثم السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، وكذا زيارة السفير الأمريكي السابق ماثيو تولر، وكذا السفير التركي فاروق بوزغوز وغيرهم كثيرين.