لاقت قرارات اللجنة الأمنية بمحافظة تعز ترحيبا واسعا لدى الشارع التعزي الذي يتطلع إلى عودة الأمن والإستقرار إلى ربوع المحافظة.

وأعتبر عدد من المواطنين قرارات اللجنة الأمنية في أول إجتماع لها برئاسة محافظ محافظة تعز نبيل شمسان واللواء/ سمير الحاج قائد محور تعز بأنها بداية صحيحة نحو تحقيق الأمن والإستقرار واثبات حضور وهيبة الدولة.

إزالة مظاهر الفوضى

وفي هذا الصدد أكد المحامي ماهر قاسم أن أبناء تعز بطبيعتهم مدنيون ومسالمون ويفضلون العيش في كنف الدولة ولهذا فإنهم في حالة الفوضى والإنفلات الأمني - كما هو حاصل اليوم - تجدهم يتشبثون بالدولة ويناشدونها بوضع حد لهذا الانفلات والتراخي وضبط المخليين بالأمن بإعتبار أن الأمن يعني الإستقرار والحرية والحياة منوها بهذا الصدد أن الإجراءات التي أقرتها اللجنة الأمنية والمتعلقة بثبيت الأمن والاستقرار ضرورة للقضاء على مظاهر الفوضى وتمكين الدولة من القيام بدورها على أكمل وجه على كافة الأصعدة الأمنية والخدمية والتنموية وغيرها من المجالات التي لايمكن تحقيقها الا من خلال الإستقرار الأمني وإحلال السكينة العامه في المجتمع .

مطلب مجتمعي

من جانبه إعتبر الناشط المدني ايمن الصبري  إتفاق أعضاء اللجنة الأمنية على إخلاء المدينة من المعسكرات والتوجه نحو الجبهات وإيلاء مسؤولية الامن  للأجهزة الأمنية هو مطلب مجتمعي لطالما طالب به ناشطو المجتمع المدني خلال السنوات الماضية منوها إلى أن الشارع التعزي نظم العديد من الوقفات والمسيرات للمطالبة بإستكمال تحرير جميع مديريات محافظة تعز وفك الحصار الذي تفرضه المليشيات الإنقلابيه على مدينة تعز منذ حربها العدوانية على محافظة تعز.
ويضيف الصبري : إن تفرغ ألوية الجيش الوطني لمهمة إستكمال التحرير سيحد من إنتشار ظاهرة المسلحين داخل المدينة والذين غالبا ما يتقمصون دور افراد الجيش ويسببون ارباكا في الاسواق والشوارع الرئيسية داخل عاصمة المحافظة .

واقع ملموس
لكن عمار سيف سائق باص أجره يرى ان مصداقية هذه القرارات والإجراءات تكمن في تطبيقها على أرض الواقع معتبرا أن إجراءات اللجنة الأمنية جيدة من الناحية النظرية ولامست معاناة المواطنين في محافظة تعز خصوصا ما يتعلق منها بضبط المخليين بالأمن والخارجين عن القانون مؤكدا ان نجاح اللجنة الأمنية من عدمه لابد أن ينعكس إيجابا على حياة المواطنين واستقرار المجتمع وهذا لن يحصل الا في حال
خروج حملات أمنية مستمرة لملاحقة المتسببين بإثارة الفوضى وكل المتهمين بجرائم القتل  وإقلاق السكينة العامة داخل المدينة وتقديمهم للعدالة لينالهم الجزاء العادل جراء جرائمهم بحق تعز وابناءها. 

طي الخلافات

أبناء تعز بمختلف مكوناتهم واحزابهم ومناطقهم معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى بطي خلافاتهم وتعزيز الوحدة والتكاتف فيما بينهم بحسب فؤاد سالم الذي أوضح أن أبناء تعز استطاعوا خلال السنوات الأولى من الحرب من هزيمة المشروع الإنقلابي عندما كانوا يدا واحدة وأجبروا المليشيات على التقهقر والهروب من مختلف جبهات القتال رغم الفارق الكبير في عتاد وعدة العدو مضيفا أن الفرصة ماتزال سانحة لإعادة المشهد مرة ثانية لإعادة روح التلاحم فيما بينهم ونبذ عوامل الفرقة والإنقسام والإبتعاد عن المكايدات الحزبية والإعلامية من أجل إستكمال عملية التحرير وتثبيت الأمن و الإستقرار وبسط نفوذ الدولة داخل المناطق المحررة وغير ذلك فإن أي إجراءات او قرارات ستضل حبرا على ورق على حد قوله .

الإنضباط العسكري

وبرغم تفاؤله بالإجراءات التي اتخذتها اللجنة الأمنية بتعز يرى الناشط الحقوقي محمد سلطان أن القيادات العسكرية والأمنية تقع عليها المسؤولية الكبرى للخروج بتعز من حالة الفوضى إلى واقع افضل يتسم بالأمن والطمأنينة وذلك من خلال تعزيز حالة الإنضباط داخل وحداتهم الأمنية والعسكرية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بحق الأفراد الذين يسيئون الى وحداتهم الأمنية والعسكرية ويقومون بأعمال  تتسبب في ترويع المواطنين واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق المقصرين في واجبهم الوطني .
ومن الإجراءات الهامة التي اقرها  الاجتماع إنهاء وظيفة متعهدي الأسواق العامة وتسليمها للدولة  بحسب محمد سلطان نظرا لأن الجباية من الاسواق تمثل ابرز مظاهر الإخلال بالأمن والإعتداء على المواطنين بالإضافة الى كونها وجه من اوجه الفساد المالي الذي يحرم خزينة الدوله من موارد ماليه هامة تذهب إلى جيوب الفاسدين على حد قوله معتبرا ان أهمية هذه الخطوة تكمن في انها في حال تطبيقها ستسهم في  الحد من الإشكالات الناجمة عن هذه المخالفات .

لا للإساءة للجيش والأمن

وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز قد عقدت أولى إجتماعاتها
 برئاسة المحافظ الجديد نبيل شمسان حيث اتخذت العديد من الإجراءات الصارمة الهادفة الى تصحيح الإختلالات الأمنية وحشد الجهود لإستكمال تحرير المحافظة وغيرها من الإجراءات   التي ستتحول إلى قرارات بحسب المحافظ شمسان الذي شدد في كلمته بالإجتماع أنه لن يكون هناك أي تراجع بالتزامن مع الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح المواطنين أو  مخالفة القانون مؤكدا أن الجيش الوطني والأمن مؤسسات وطنية ولها أدوار بطولية مشهودة في تلقين المليشيات هزائم ساحقة وكبدتهم خسائر فادحة وهي خط أحمر ولن نسمح لأحد بالإساءة لهذه المؤسسات التي يعول عليها أبناء تعز في استكمال التحرير والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حقوق المواطنين.

* تقرير: مطهر هزبر