الرئيسية - تقارير - في وقت إستثنائي إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً .. الحكومة الشرعية تَصرف مُرتبات المتقاعدين في عموم الجمهورية .. ماهي دلالات وأبعاد وأثر هذه الخطوة !؟ (إستطلاع حصري)
في وقت إستثنائي إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً .. الحكومة الشرعية تَصرف مُرتبات المتقاعدين في عموم الجمهورية .. ماهي دلالات وأبعاد وأثر هذه الخطوة !؟ (إستطلاع حصري)
الساعة 11:24 مساءاً (الحكمة نت - خاص)

 

تقرير : إيهاب الشرفي 

توشك اليمن على إتمام عامها الرابع من الحرب والدمار والخراب التي تسببت بها مليشيا الكهنوت السلالسة الحوثية في بلاد السعيدة ، أتت أُكلها على الأخضر واليابس ، وتدمرت من خلالها البنية التحتية للوطن ، وتلاشت في صفحاتها مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين ، وأُفرغت الخزينة العامة من النقد الأجنبي في الأيام الأولى من إنقلاب المليشيا ، وكذا نَهبت ذات المليشيا صندوق الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات ، ليدفع بعدها المتقاعدين الثمن الأعظم من الجوع والمخافة ، حيث عانى المتقاعدين وخاصة أولئك الذين يقطنون في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ، من الجوع والمعاناة والإذلال والإمتهان والإبتزاز السياسي والعسكري وغير ذالك من المعاناة الإنسانية .

حرب عسكرية وإقتصادية

وفي خضم الحرب العسكرية التي تخوضها الحكومة اليمنية ضد المليشيا الإنقلابية منذ أربعة أعوام وحتى الان ، عملت الحكومة الشرعية جاهدة على صرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين في المحافظات المحررة بشكل منتظم ودائم ، بالإضافة إلى إرسالها عشرات الدفع من المرتبات إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين ، رغم شحة الإمكانيات وقلة الموارد المالية ، وسيطرة المليشيا على أجزاء كبيرة من تلك الموارد ، وإمتناعها من توريد الموارد المالية إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن ، الأمر الذي تسبب بتضرر الإقتصاد وإنخفاض قيمة العملة المحلية ، وعدم تمكن الشرعية من الوفاء بإلتزامتها وتعهداتها تجاه الموظفين والمتقاعدين في بقية محافظات الجمهورية .


صرف مرتبات المتقاعدين دون إستثناء 
 

وعلى الرغم من ذالك ، واصلت الحكومة الشرعية مخططاتها الوطنية والإنسانية ، وأستمرت وما تزال في صرف مرتبات موظفي الدولة بالتزامن مع جهودها في الحفاظ على إستقرار أسعار الصرف وتدفق الإحتياجات و المواد المختلفة من السوق العالمي إلى الوطن ، وهاهي اليوم تكسر حاجز الصمت وتطلق العنان لنتائج جهودها المبذولة تجاه الوطن والمواطن ، وتزف البشرى والخير للمتقاعدين في كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية ، وتعلن عن بداء صرف مرتبات 123,240 مئة وثلاثة وعشرون ألف مائتان وأربعون متقاعد في كل المحافظات دون إستثناء ، بما في ذالك صرف مرتبات نحو 38,940 متقاعد في المحافظات الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين ، و 84,298 متقاعد في المحافظات المحررة .


إستمرارية الصرف


وفي هذا الصدد شدد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ، على ضرورة إستكمال كافة الإجراءات المتبعة لصرف معاشات جميع المتقاعدين في مختلف محافظات الجمهورية ، بما في ذلك المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإنقلابية التي أنتهكت كل الحقوق وسخرت مستحقات المواطنين في دعم سياسة القتل والدمار والتشريد ، مؤكدا أن الحكومة ستستمر في صرف مرتبات المتقاعدين وكل موظفي الدولة في كافة المحافظات عملاً بتوجيهات رئيس الجمهورية المشير الركن "عبدربه منصور هادي" التي تهدف إلى رفع المعاناة الإنسانية عن المواطنين .


مسؤولية وطنية 


وأشار رئيس الوزراء وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية سبأ ، إلى أن صرف مرتبات المتقاعدين إبتداء من يانير الحالي ، يأتي في سياق المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق الدولة لمواجهة كل التحديات في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، على الرغم من إستمرار مليشيا التمرد والإنقلاب الحوثية في العبث بموارد الدولة ونهب كل مقدرات الوطن وفرض الجبايات لدعم ما يسمى بمجهودها الحربي .


مؤشر إيجابي 


من جانبه الدكتور "عبدالسلام رزاز" وزير المياه و البيئة السابق عضو مجلس الشورى حاليا ، قال في تصريحات خص بها "الحكمة نت" ، أن صرف الحكومة الشرعية مرتبات المتقاعدين في كل الجمهورية يُعد مؤشر إيجابي لما بعده ، وهو صرف مرتبات كل موظفي الدولة في كل اليمن ، وهذا هو السلوك الطبيعي للدولة ، مؤكدا في حديثه أن الحكومة الشرعية لو كانت قادرة على تغطية مرتبات الموظفين في كل البلاد لفعلت منذ وقت مبكر بإعتبارها الحكومة الشرعية لكل اليمنيين .


أسباب التأخير 


وأستطرد "رزاز" قائلا ،لكن الظروف الإقتصادية الصعبة التي صنعها الإنقلابيون بحربهم العبثية ، هي التي تسببت في تأخير صرف المرتبات ، ناهيك عن المأساة الإنسانية المتفاقمة التي تسببت بها حرب المليشيا في اليمن ، وأضاف بالقول أعتقد أن رئيس الحكومة الدكتور "معين عبدالملك" وضع في برنامجه لهذا العام توفير مستحقات جميع الموظفين ، وكلما تحسنت الموارد ستاتي الحلول بسهولة .


ظُلم شريحة المتقاعدين


المحلل السياسي "مروان العبسي" ، في تصريحات خاصة ل"الحكمة نت" قال ، بصرف مرتبات المتقاعدين في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين إستطاعت الحكومة الشرعية الوصول لجميع محافظات الجمهورية والقيام بدورها في رفع الظلم  تجاه شريحة واسعة من المجتمع اليمني ، وهي تلك الشريحة الواقعة تحت سيطرة وظلم الحوثيين منذ إنقلابهم على الشرعية الدستورية ومحاولتهم السيطرة على مقاليد الحكم بقوة السلاح ، و معتقداتها الخاطئة التي تعطيهم حقا إلهي في حكم الشعب وتجهيله وتجويعه و مصادرة حقوقه المشروعة والمكتسبة .


إنصاف حكومي 


وأكد "العبسي" في حديثه أن شريحة المتقاعدين  قدمت الكثير للوطن ،  وماكان يفترض أن تنقطع مرتباتها لولا نهب المليشيات حقوقها و ومصادرو أرصدتها المالية و إستخدامها في قتال الشعب اليمني ، مشيرا إلى  أن إنصاف هذه الشريحة من الحكومة الشرعية رغم ماستتحمله الخزينة العامة من أعباء كبيرة في ظل ظروف إقتصادية صعبة ، تعد لفتة وخطوة ممتازة وفي الطريق الصحيح ، ستعمل من خلالها على تخفيف أعباء المعيشة لعشرات آلاف الأسر في هذه المحافظات ،  كما ستعمل هذه الخطوة على إستعادة الشعب في مناطق سيطرة الحوثيين الثقة الكاملة بالحكومة الشرعية .


ضربة مُعلم 


أما الصحفي اليمني "عبدالرقيب عبدالسلام فارع" في تصريحاته ل"الحكمة نت" قال في إعتقادي بأن إقدام الحكومة الشرعية بهذا الوقت العصيب صرف رواتب المواظفين المتقاعدين والذي يصل عددهم 123,240 موظف تُعد ضربة معلم ، كان ينبغي على الشرعية أن تنهج هذا النهج منذُ بداية الحرب ليس مع المتقاعدين فحسب وإنما مع باقي الموظفين لأنها ستكسب تأيد الموظفين الذين يرزحون تحت الظلم والقهر في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين ، لولا أن المليشيا عملت على إنهاك الإقتصاد وتدمير ونهب موارد الدولة .


رفع المعانة الإنسانية


وقال "فارع" ، بالنظر لهذا الإجراء من منظور إقتصادي فإنه سيكلف الدولة ثمن باهض وسيضاعف الأعباء على الحكومة الشرعية ، لكنه سيحقق لها بعض المكاسب الشعبية ، والأهم من كل هذا ، أن هذه الخطوة التي يمكن القول عنها بأنها عظيمة نظرا لتوقيتها الإستثنائي ، ستخفف الكثير من المشاكل والمعاناة و الإلتزامات الحياتية لشريحة المتقاعدين ، الأمر الذي سيسهم في التحفيف من المعاناة الإنسانية التي تسببت بها مليشيا الموت والدمار الحوثية ، وسيكسب الشرعية مزيدا من التأيد الشعبي خاصة في ظل إستمرار مليشيات الحوثي بالقتل والتشريد ومحاربة الوطن والمواطن بقوت يومه ووظيفته .


نهج حوثي خاطئ


من جانبه أستاذ علم السياسة "نبيل بدر النسيري" وفي تصريحات خاصة ل"الحكمة نت" قال كان من المفترض أن لا تنقطع مرتبات الموظفين نهائيا ، وكان أيضا من واجب الدولة أن تصرف رواتب المتقاعدين في وقت مبكر ، إلا أن النهج الذي حرصت على إتباعه مليشيات الحوثي منذ إنقلابها على الدولة والقائم على النهب والسرقة وأخذ أموال الناس بالباطل ومصادرة الحقوق والحريات ، عمل على عرقلة صرف المرتبات وتسبب بأضرار جسيمة للإقتصاد الوطني ، وأضعف قيمة العملة المحلية ، بالإضافة إلى أن هذا النهج الحوثي تسبب بكارثة إنسانية كبيرة لا يزال نحو 25 مليون إنسان يدفع ثمنها حتى اللحظة .


شحة الموارد 


وأكد "النسيري" أن صرف الحكومة الشرعية لمرتبات المتقاعدين في عموم محافظات الجمهورية خطوة جبارة في المسار الصحيح ، بالرغم من إنعدام الموارد وشحتها بفعل سيطرة المليشيا على ميناء الحديدة والمجمعات الصناعية في المدينة ، بالإضافة إلى عدم توريد المليشيا أي من الموارد والعائدات من المحافظات التي لا تزال تسيطر عليها إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن وإمتناعها صرف مرتبات أي من موظفي الدولة ، ومع ذالك أستشعرت الحكومة الشرعية مسؤوليتها الوطنية وعملت على إرسال رواتب المتقاعد في المناطق الغير محررة ، وفي وضع إقتصادي صعب .


خطوة عظيمة 


وفي ذات السياق يرى الناشط السياسي "بلال محمد" أن صرف الحكومة الشرعية لمرتبات المتقاعدين و إلتزامها بإستمراريت الصرف مستقبلا ، يأتي من إيمانها بأن فئة المتقاعدين لديهم حقوق و واجبات كفلها الدستور و القانون والمجتمع الدولي ، على الدولة أن تقدمها لهم ، نظير ما قدموه للوطن ، مشيرا إلى أنها خطوة عظيمة تضاف إلى رصيد الحكومة الشرعية في وقت إستثنائي ومنعطف إقتصادي خطير ، لكنها ستسهم في فرض هيبة الشرعية وتواجدها في المناطق الغير محررة ، وكذا ستعمل على رفع الضغط والإبتزاز الحوثي والإذلال الذي تمارسه ضد المتقاعدين وغيرهم من اليمنيين منذ أربعة أعوام .


نهب الحوثيين 30 مليار


الناشط الحقوقي "شاكر عبداللطيف" في تصريحاته ل"الحكمة نت" قال على الرغم من حقوقهم المنهوبة وأموالهم المصادرة ، ونهب مليشيا الحوثي لنحو 30 مليار ريال من صندوق هيئة التأمينات و المعاشات ، إلا أن الحكومة الشرعية قررت صرف مرتبات المتقاعدين من البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن ، وقال لا أستغرب أن يحدث ذالك لأننا ندرك أنه لولاء الضغوطات الإقتصادية على الحكومة الشرعية بفعل الحرب الحوثية ، لكانت صرفت مرتبات الجميع دون إستثناء من وقت مبكر .


الجدير بالذكر أن الحكومة الشرعية تصرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين بما في ذالك المتقاعدين في المناطق المحررة بشكل مستمر ، بالإضافة إلى أنها قررت صرف مرتبات المتقاعدين بشكل دائم في المناطق التي يسيطر عليها المتمردين الحوثيين إبتداء من يانير الحالي ، في الوقت الذي لا تزال مليشيات الحوثي نهب المال العام وتسخير إيرادات المحافظات التي تسيطر عليها لصالح ما يسمى المجهود الحربي ، وكذا لبناء الفلل وشراء العقارات والسيارات الفارهة لمشرفي وقيادات الجماعة فيما موظفي الدولة هناك بلا مرتبات للعام الرابع على التوالي .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص