سفينة "سافيز" الإيرانية ما زالت تمارس نشاطها الذي وجدت من أجله، وهو النشاط العسكري البحت، الذي لم تعلن عنه إيران كممارسة سياسية.
فكما قالت مصادر إنها تمد المليشيات الحوثية بالمعلومات والدعم اللوجستي الذي تحتاجه هذه المليشيات، كيف لا، وهي التي تمتلك على متنها رادارات ومعدات عسكرية متنوعة، وتمتلك قوارب سريعة تُستخدم للأغراض العسكرية، و تحمل أكثر من 16 جهازاً متعدد الأغراض، ما بين رادارات مسح سطحي وجوي، وأجهزة تنصت، ورصد، وكذلك منظومة اتصالات عسكرية فضائية متطورة، وتلك التجاوزات التي ارتكبتها السفينة جعلت الكثير من الصيادين ينددون بالممارسات الإيرانية، حيث كان آخرها الوقفات الاحتجاجية التي أقيمت في الساحل الغربي، والتي طالبت وناشدت الحكومة، والتحالف العربي، والمجتمع الدولي، باتخاذ اجراءات صارمة تجاه التدخلات الإيرانية.
أصبحت سافيز أمرًا لا بد من إيجاد حل له، عبر الهيئات الأممية ومنظماتها الكثيرة التي يلقى صوتها تأثيرا عالميا، ومن خلال هذا التقرير نرصد مجموعة الأحداث التي آلت إليها أمر سفينة " سافيز" الإيرانية:
العديد من الصيادين اليمنين وجهوا نداءً يطالبون فيه المجتمع الدولي بالتدخل لإيجاد حلٍ لهذه القضية التي تؤرقهم، وتضج مضاجعهم، وتؤثر سلبا عليهم وعلى أرزاقهم، ولعل مطالبهم هي قضية مهمة ومنصفة يجب على الجميع أن يستمع لهم فيها، ويقف معهم ولعل المطالب الحقوقية لهم هي من تفرض حقهم وحق وطنهم في ٨استقلالية مياهه الإقليمية.
ويتحدث الكثير من الصيادين في اليمن على امتداد الساحل التابع للبحر الأحمر، عن مقتل 40 صيادًا وإصابة 60 آخرين، وقد أكد مدير خفر السواحل في مديرية الخوخة هذه المعلومات، ويعتبر العدد الوارد في التقرير عددًا قابلا للارتفاع نظراً لتزايد الحالات التي غُيبت ولا يعرف عن مصيرهم شيء، فلقد مارست السفينة الإيرانية دورًا بارزًا في اختطاف وإخفاء الكثير من الصيادين، حيث يطلق عليها الصيادين "الثقب الأسود" في إدارتها وعملها، فهي تقوم بدور الراصد والمنفذ والمنقذ، في وقت واحد؛ فترصد الصيادين وتنفذ عمليات للحوثيين وتنقذهم في كثير من الأحيان.
من جهته قال مسؤول خفر السواحل بالخوخة، هناك الكثير من الأضرار المتفاوتة في عددٍ من القوارب والزوارق البحرية، بسبب اعتداءات السفينة الإيرانية، حيث تعمل على تهديد الأمن الملاحي، وتهدد استقرار المنطقة بشكل عام، والدليل على ذلك هو قيام سفينة عسكرية روسية بتوفير الحماية لسفينة هندية تجارية خلال مرورها من خليج عدن والبحر الأحمر، وهذا ما يؤكد خطر هذه السفينة وحجم الضرر التي ستسببه للملاحة الدولية.
الحكومة اليمنية حاولت إيجاد الكثير من الحلول المناسبة لهذه القضية ولكن الأمر تطور ووصل إلى حد رفع مستشار وزارة الثروة السمكية "علي راجح" تقريرًا متكاملًا عن السفينة وما تسببه من أضرار للصيادين، حيث استلم التقرير وزير الثروة السمكية، من أجل تقديمة لمجلس الوزراء ممثلًا بقيادة الحكومة وبرئيسها الدكتور معين عبدالملك، وذلك من أجل إيجاد حلول جذرية لمثل هذه المسائل، والعمل على إيجاد مشروع قرار يمني يتم رفعه للمجتمع الدولي والامم المتحدة بهذا الخصوص.
فالصياد اليمني ليس لوحده في مرمى هذه السفينة، بل إنها تهدد السلم والسلام الدولي وترقى إلى تهديد خط الملاحة الدولية.
حملة مناصرة للصيادين انتشرت بشكل واسع، وقد ذكر الإعلامي " محمد العرب" في تغريده له على تويتر: أنه يجب الوقوف والتفاعل مع قضية الصيادين اليمنين، كونها قضية تهم الجميع ولا تهم الصياد اليمني فقط.
أما وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، ذكر كذلك أنه من الضروري جدًا الوقوف بجانب المواطن اليمني، وخاصة الصيادين في ساحل البحر الأحمر، مؤكدًا أنه من الضروري القيام بخطوات جادة والعمل على حشد الدعم الدولي، لجعل السفينة الإيرانية تغادر المياه الإقليمية للبحر الأحمر وبدون أي شروط مسبقة، وبدورهم يستعد الكثير من الناشطين تنفيذ حملة لدعم ابناء الساحل وتأييديهم والوقوف إلى جانبهم من أجل طرد سفينة " سافيز" الإيرانية التي جلبت الضرر معها إلى المياه الإقليمية اليمنية.
صالح باحوشان ناشط يمني نشر تغريدة له في تويتر يقول:" إن السفينة الإيرانية تمثل مصدر خطر على حياة الصيادين اليمنين، وكذلك تشكل خطورة على المياه الإقليمية اليمنية والملاحة الدولية.
الشيء الظاهر حاليا هو أن (18) صيادًا تم اختطافهم من قبل الحوثيين، حيث أن البلاغ قادم من البحر، والاختطاف تم في الساحب، وقد أبلغت عنهم السفينة، لكن غيرهم الكثير، لا أخبار عنهم ولا عزاء لأسرهم التي تقبع تحت سيطرة جماعة الحوثي.
إن ضحايا سفينة "سافيز" الإيرانية بدأت تتكاثر، وقد تم الحديث عن 40 شهيدًا وعشرات الجرحى، وبهذا العدد بثبت إنها تمثل مصدر خطرًا كبير يهدد الجميع، ويجعلنا نقف بمسؤولية أمام هذا الأمر، ناهيك عن الأعداد التي لم يتم الكشف عنها، ولذلك فإنه هذه السفينة تبث السموم وتحاول البقاء، من أجل أغراضها العسكرية واللوجستية بدعمها للميلشيات الحوثية.
لذلك فإن أوضاع الصياد اليمني في خطر، ويجب على التحالف والمجتمع الدولي الوقوف بحسم تجاه هذه التدخلات التي تهد أمن واستقرار المنطقة .
فالصياد اليمني المسالم بطبيعته البحرية لا يمتلك إلا أن يؤكد رفضه لتواجد هذه السفينة عبر وقفات احتجاجية ينظمها بين الحين والآخر، إنه يطالب بوقف التدخلات السافرة في شؤون اليمن، وإن تلك السفينة تمنع المواطنين من الصيد، وتختطفهم إن وجدتهم بالقرب منها، إنها تشبه "الثقب الأسود" كما يقولون، وتبتلع الكثير من الصيادين، وتعذبهم بطريقة وحشية ومميتة، إنها تبتلع الكثير وتعذبهم وتحرق اجسادهم وتخفيهم بلا رجعة، تلك هي "سافيز" الإيرانية، فأين هي التجارة من هذه الأعمال المميتة والقاتلة.
المصدر: الوطن نيوز
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً