تقرير: مالك الصمدي
تعد جزيرة سقطرى اليمينة من أجمل جزر العالم، التي تتميز بمختلف المقومات البيئية الساحرة التي تؤهلها لتكون وبإمتياز، القبلة السياحية الأولي في اليمن إن أحُسن أستغلالها وتسويقها، فعلاوة علي تاريخ الجزيرة الضارب في أعماق الزمن، تتميز بتنوعها البيئي والبيولوجي الذي يصل إلي وجود بعض أنواع النباتات والحيوانات والطيور التي لا توجد في أي مكان آخر غيرها.

-الموقع والمساحة:
يقع "أرخبيل سقطرى" في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن حيث نقطة إلتقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلي الشرق من القرن الإفريقي، وتبعد حوالي 300 كيلو متر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني وهو رأس "فرتك" في محافظة المهرة، و900 كيلو متر عن مدينة عدن.

وتبلغ مساحة جزيرة سقطرى حوالي (3.650) كيلو متر مربع، ويبلغ عرضها (50) كيلو متر، وطولها (132) كيلو متر.

-الطقس والمناخ:
تهب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من (أبريل وحتى أكتوبر) وهناك القليل من الأمطار والتجفيف الشديد خلال هذه الأشهر، أما الرياح الموسمية الشتوية أقل شدة وتهب في الاتجاه المعاكس من الشمال الشرقي وشبه القارة الهندية وتسبب المطر القليل وتدوم من (نوفمبر حتى مارس).

-التجمع السكاني:
يصل عدد سكان جزيرة سقطرى اليمنية إلى 100 ألف نسمة، ويتمركز أغلبهم في المدينة التي تتوفر فيها سبل الحياة المعيشية، التي تعتمد على التجارة في المواد الغذائية وتربية المواشي و ويعتبر البحر لدى السكان السقرطيين مصدراً للرزق إلى جانب الاعتماد على السياح القادمين إلى الجزيرة.

ورغم ما شهدته سقطرى من تطور في الجوانب الحياتية خلال السنوات الماضية، إلا أن أبناء هذه الجزيرة لديهم شغف بمعيشة الماضي على غرار آبائهم وأجدادهم وخاصة الألعاب الشعبية التقليدية التي كانوا يمارسونها منذ القدم.

-التنوع البيئي:

تتميز جزيرة سقطرى اليمنية بتنوعها البيئي الهائل، حيث يوجد بها أنواع نادرة من النباتات والحيوانات والطيور، بالإضافة إلي الأنواع الفريدة والتي لا توجد في أي مكان آخر من العالم، ومن النباتات النادرة في جزيرة سقطرى التي يصل عددها إلى "850" نوع من النباتات منها "270" نوع نادر مثل: (أشجار الصبر السقطرى، وأشجار اللبان والمر، وشجرة دم العنقاء"دم الأخوين"، ونبات فرحل).

ومن أشهر طيور جزيرة سقطرى (الصقر الحوام السقطري، وطائر السوادية الافريقية، وطائر الخطاف"حلامنة")، كما تؤوي أنواع هامة من العصافير علي المستوى العالمي حيث يوجد بها "291" نوع منها: (المغرد السقطري، والتمير السقطري، والقنبرة متوجة الرأس"الكوفية")، بالإضافة إلي الحياة البحرية المتنوعة بجزيرة سقطرى اليمينة حيث يوجد بها "352" نوعاً من المرجان الباني للشعب، و"730" نوعاً من الأسمالك الساحلية، "30" نوع من السراطين والكركند والربيان.

-الكهوف والشواطئ:

يوجد بجزيرة سقطرى "52" كهفاً ومغارة منتشرة علي أمتداد جبال الجزيرة منها علي سبيل المثال: (مغارة جنيبة شبهن، ومغارة دي جب، وكهف حق).

أما الشواطئ فهي تمتد لمسافة "300" ميل وتتميز بكثبانها الرملية البيضاء، التي يظللها أشجار النخيل، ويمكنك مشاهدة الأسماك وهي تمارس حياتها الطبيعية في المياة نظراً لنقاء مياه البحر.

-مكونات الارخبيل:

وسقطرى، أرخبيل مؤلف من أربع جزر، تقع في المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي، وعلى مقربة من خليج عدن. تفصلها مسافة 300 كم عن الساحل اليمني، في حين تبعد مسافة 350 كم عن شبه الجزيرة العربية جنوباً .. ويضم الأرخبيل: جزيرة سقطرى، ودرسة، وسمحة، وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين.

-تاريخ سقطرى:

عُرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد بكونها أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة؛ ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع، التي كانت تُستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم، حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة.

-سلع ونفائس مقدسة:

ونظراً لأهمية الدور الذي أدته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ، فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء، واستمرت أخبارها تتواتر على مر العصور التاريخية المختلفة .. تُعتبر سقطرى من أهم الجزر في العالم، وهي مُسجلة عالمياً في اليونسكو؛ لكثرة التنوع الحيوي والبيولوجي فيها.

-تنوع نادر :

وتلقب سقطرى بـ"الجزيرة العذراء"؛ فهي تضم 680 نوعاً من النباتات النادرة والمشهورة والعطرية والدوائية، وتعدّ أكبر مستوطَن لـ270 نوعاً من النباتات تنفرد به عن بقية مناطق العالم.

-اشجار معمرة:

وتحتوي على أشجار ونباتات قديمة جداً ومعمرة تبلغ أعمار بعضها أكثر من 20 مليون سنة، بحسب الباحثين والعلماء.

- طيور نادرة :

ويعد الأرخبيل أيضاً موطناً للطبيعة السحرية، وتلقب بكنز الطيور والنباتات؛ فسقطرى موطنٌ للعديد من أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة والنادرة، وأيضاً تشتهر بموطن أشجار اللبان، وتوجد بها تسعة أنواع منه.

- ٥٢٨ نوع من النباتات :

في الجزيرة 73% من 528 نوعاً من النباتات عالمياً، و09% من الزواحف، و59% من الحلزونيات النادرة وغير الموجودة في باقي جزر العالم.

- عصافير نادرة :

وفيها أيضاً أنواع من العصافير تُقدر بـ44 نوعاً مستوطنة فيها، و58 نوعاً مهاجراً، ومن بين هذه الأنواع ما هو مهددٌ بالانقراض، وفيها 352 نوعاً من المرجان، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، وقرابة 300 نوع من الروبيان، والكركند، والسراطين.

- الدلافين :

وفيها أيضاً الدلافين التي تؤدي استعراضات بديعة على سواحل الأرخبيل، وأنواع متعددة من أسماك الزينة، وفيها نحو 60 نوعاً من الإسفنجيات، إضافة إلى أنواع أخرى من الصدفيات والأحياء البحرية المائية.

- حشرات نادرة :

ووفقاً لعلماء، فإن أرخبيل سقطرى يتميز بوجود حشرات لا توجد في مكان آخر من العالم، منها الفراشات مثل فراشات النهار التي يوجد منها نحو 15 نوعاً مستوطناً، إضافة إلى 60 نوعاً من فراشات الليل، ويوجد 100 نوع من الحشرات الطائرة، 80 نوعاً منها لا توجد إلا في سقطرى.

- دور مهم :

وتؤدي الجزيرة دوراً مهماً؛ لكونها مركزاً مهماً حضارياً وسياسياً وتجارياً في العالم؛ فهي تتوسط الممر البحري الدولي الذي يربط بين دول المحيط الهندي وبقاع العالم الأخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا، فمن سقطرى تنطلق البخور والأعشاب الطبية.

أيضاً، تعتبر من أهم مناطق الصيد في اليمن، فكما تنوعت اليابسة لا يقل البحر تنوعاً عنها؛ فمع التنوع الحيوي تُعتبر من كبرى المناطق اهتماماً بالجذب السياحي والتعرف على أرجاء الجزيرة.

وتتميز سقطرى بتضاريس متنوعة، كالوديان والجبال والشلالات والسهول والهضاب؛ ففي وسط الجزيرة توجد هضبة تعج بالتضاريس، وتتكون من الصخور الجيرية، والجبال المخروطية شديدة الارتفاع والانحدار، وأشهرها جبال حجيرة.