تتسبب الألغام الارضية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في المناطق التي كانت تخضع لسيطرتها قبل فرارها منها على وقع العمليات العسكرية للجيش الوطني، بسقوط ضحايا من المدنيين بشكل شبه يومي .
ويتصدر النساء والاطفال ضحايا تلك الألغام والعبوات الناسفة نتيجة قيام المليشيات الحوثية بزراعتها، في الأحياء السكنية والطرقات العامة بطريقة عشوائية دون مراعاة لتواجد المدنيين الذين تسببت في مقتل وإعاقة الآلف منهم ومنتهكة بذلك قوانين الحرب وقواعد الاشتباك التي تضمن سلامة المدنيين.
وسبق للمنظمات دولية طالبت الانقلابيين الحوثيين بوقف استخدام الألغام الأرضية والألغام المضادة للأفراد المحظورة دوليا والتي تحصد أرواح المدنيين، الا أن المليشيا تصر على زراعة حقول شاسعة منها بلغت نحو نصف مليون لغم ارضي وعبوة ناسفة تمت زراعتها بطريقة ممنهجة قاصدة إحداث أكبر ضرر بالمعارضين لها بحسب تقارير حقوقية ودولية.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش العام الماضي الحوثيين إلى التوقف عن استخدام الألغام الأرضية واحترام معاهدة أوتاوا الموقعة عام 1997 والتي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1999 ووقع اليمن على المعاهدة عام 1998.
ولجأت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا الى ابتكار أشكال واحجام مختلفة من الألغام والمتفجرات بينها بدائية الصنع، على شكل صخور تمت زراعتها بشكل عشوائي تحت الأشجار و في الطرقات والمرافق العامة قبل اضطرارها للانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب تقرير لمركز أبحاث التسليح في الصراعات ومقره لندن، فإن الحوثيين زرعوا عبوات ناسفة على شكل صخور في اليمن، قال إنها تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين.
التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان كشف في تقريره الذي عرض بجنيف على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان في دورته 39، أن عدد ضحايا الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في مختلف محافظات البلاد بلغ نحو 1539 قتيلا وجريحا بينهم نساء وأطفال إصابة 1413 بإعاقات دائمة خلال الفترة من 21 سبتمبر 2014م وحتى 30 يونيو 2018م.
وتأتي محافظة تعز في صدارة المحافظات التي عانت من كارثة زراعة الألغام فقد تسببت خلال الثلاثة الأعوام التي سيطرت فيها المليشيا على المحافظة في مقتل ما يقارب من 700 مدني بينهم 32 طفلا و14 امرأة، وإصابة 1100 في أوساط المدنيين بينهم 38 طفلا و17 امرأة بحسب احصائية رصدها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ).
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في وقت سابق الحوثيين بقتل وإصابة المدنيين واعاقة البعض منهم من العودة الى منازلهم وذلك بسبب الالغام الارضية التي زرعتها في محافظة تعز.
وكانت الحكومة اليمنية وجهت في العام الماضي نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في نزع الألغام، التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية بكثافة وبطريقة عشوائية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، مؤكدة ان الشعب اليمني ما زال يعاني من آثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها المليشيا في المناطق التي يحررها الجيش الوطني بدعم من التحالف.
وتواجه الحكومة الشرعية التي يساندها التحالف العربي تحديا كبيرا في عملية نزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات في المناطق المحررة نظرا لكثافتها وعشوائيتها في ظل غياب خرائط زراعتها التي تحتفظ بها المليشيا الحوثية.
وتعمل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني على تطهير المواقع التي حررتها من الألغام والعبوات الناسفة وتأمين الطرق العامة التي عمدت المليشيا المتمردة لتفخيخها، وتنزع بشكل يومي كميات كبيرة منها والتي تشمل الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع والعربات والعبوات الناسفة محلية الصنع.
ولا تتوفر احصائيات محددة عن كميات الألغام التي تم استخراجها الا ان الجيش الوطني يؤكد انه ماض في تطهير كافة المناطق المحررة من تلك الألغام والمتفجرات التي تشكل خطراً حقيقياً يهدد المدنيين يعيقهم من العودة الى قراهم ومنازلهم.
من جانبه أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن “مسام” انه انتزع 11,785 لغما زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ انطلاق المشروع وحتى شهر أكتوبر الجاري.
وأوضح مشروع “مسام” أن تلك الألغام تنوعت ما بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى للآليات وعبوات ناسفة وذخائر غير متفجرة، لافتا ان المليشيا حاولت إخفاء تلك الألغام والعبوات بأشكال وألوان وطرق .
وذكر المشروع انه تمكن خلال 3 أسابيع فقط من شهر أكتوبر الجاري انتزاع 5,156 لغماً بينها 77 لغماً مضاداً للأفراد و3,116 لغماً مضاداً للآليات و1,817 عبوة ناسفة و146 ذخيرة غير منفجرة.
وأكد العميد الركن/ أمين العقيلي – مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام – لـ ” 26 سبتمبر” أن عشرات الفرق الميدانية المتخصصة في نزع الألغام تنتشر في محافظات (عدن، ولحج، وتعز، وأبين، وحضرموت، وشبوة، والبيضاء، ومأرب، والجوف، والحديدة) لنزع الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأوضح أن 30 فريقاً لنزع الألغام يقوم بمهام نزع الألغام المضادة للأفراد والمضادة للعربات بدعم من المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام”، بالتزامن مع انتشار فرق أخرى تقوم بنزع الألغام بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDB).
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً