وتكتسب الكهرباء أهمية خاصة بالنسبة لسكان المناطق الحارة كالعاصمة المؤقتة عدن، إذ أنها تعد في صدارة عوامل ومقومات الاستقرار والعيش، وبدونها تتحول حياة الناس إلى جحيم، وفي السنوات الماضية عانى سكان هذه المدينة الجميلة أزمة خانقة في مجال الكهرباء؛ نتيجة للأحداث والظروف التي تعصف بالبلد، وما تعرضت له المدينة من حرب بربرية من قبل ميليشيا الكهنوت الحوثية، وما ألحقته من دمار كبير بمحولات الشبكة وخطوطها.

إلى جانب تردي منظومة الكهرباء، وتهالك محطات التوليد وخروج بعضها من الخدمة، وغير ذلك من الأسباب التي حولت حياة الناس إلى جحيم، وجعلتهم يقضون أوقاتا طويلة تحت رحمة الظلام، حيث كانت تصل فترة الانقطاعات إلى «١٤» ساعة في اليوم، الأمر الذي فاقم الوضع الإنساني إلى درجة يصعب تصورها خصوصا خلال فصل الصيف، وكذلك الحال كان في مختلف المحافظات والمناطق المحررة.

وقد ظل الوضع يتفاقم يوما بعد آخر حتى منتصف العام «٢٠١٥م» عند تشكيل الحكومة الشرعية الحالية برئاسة دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي بدوره وضع إعادة خدمات الكهرباء في صدارة أولوياته، حيث قدِم حينها إلى العاصمة المؤقتة عدن وهي تغرق في الظلام والفوضى والعبث، والحياة فيها شبه مستحيلة، وكذلك الحال في بقية المحافظات المحررة، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي، بل سرعان ما باشر أعماله بمعالجة الأزمة، ورغم التكاليف الباهظة المطلوبة لها استطاع أن يعيد تأهيل المحطات الموجودة تباعا.

ثم واصل جهوده بعد ذلك من خلال شراء محطات ومولدات جديدة واستئجار أخرى، وإعادة تأهيل خطوط ومحولات الشبكة المتهالكة والمدمرة، وراح يدشن المشروع تلو الآخر، ليس في عدن وحسب، وإنما في جميع المحافظات المحررة، وبالفعل استطاع وبفضل توجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال فترة وجيزة أن يتغلب على الأزمة ويتخطى كافة الصعوبات والعراقيل والمعوقات، ويعيد النور والحياة لتلك المدن والمحافظات، فها هي عدن وجميع المحافظات المحررة اليوم تزهو بالضوء كنجم مشع في كبد السماء، وهاهم أهلها ينعمون بالنور والتبريد والاستقرار والسكينة، ويبتهلون بالدعاء لهذا القيادي الحكيم الذي سهر وكد وتعب وغامر بحياته في سبيل راحتهم وطمأنينتهم.

الصور التالية تشاهدون نماذج بسيطة من مشاريع الكهرباء التي نفذتها الحكومة الفترة الماضية في العاصمة المؤقتة «عدن» وبقية المحافظات المحررة.

* نقلا عن صحيفة «الوطن» الرسمية الصادرة امس الاربعاء: «٢٩ أغسطس ٢٠١٨م».