- رئيس الوزراء : «عاصفة الحزم» الرد الحاسم على الانقلاب والتدخل الإيراني السافر في الشأن اليمني
- «بن دغر» مخرجات الحوار الوطني الشامل مثلت إجماعا وطنيا حول مجمل القضايا التي كانت محل خلاف حاد وشديد
ناشطون ساسيون: «بن دغر» يخوض حربا دبلوماسية في الخارج لتحديد مستقبل اليمن والاستقرار السياسي في المحافظات المحررة
اعلاميون : «بن دغر» وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بطريق السلام الذي يبدأ بالقبول الصريح بتنفيذ القرارات الدولية
مثقفون: كلمة «بن دغر» تضمنت الخطوط العريضة للسلام في اليمن انطلاقا من الدولة الاتحادية الضامنة للمساواة
أكاديميون: كلمة رئيس الوزراء تعد وثيقة تاريخية مهمة حملت قدرا كبيرا من الشفافية والصراحة
بنجاح باهر، اختتمت أعمال مؤتمر مرجعيات الحل السياسي في اليمن، الذي عقد الأسبوع الماضي بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني.
وناقش المؤتمر الذي حضره سفراء الدول الـ 19 الداعمة للعملية السياسية في اليمن، وسفراء دول مجموعة أصدقاء اليمن خلال جلساته عدة محاور أهمها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، واستحقاقات الانتقال السلمي للسلطة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، وجهود الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية عبر الوصول إلى حل سلمي يقوم على المرجعيات المتفق عليها.
مخرجات الحوار
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر قال دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر إن مخرجات الحوار الوطني الشامل مثلت إجماعا وطنيا حول مجمل القضايا الوطنية التي كانت محل خلاف حاد وشديد في اليمن، وجاءت لتضع حدا لاعوجاج المسار الذي كان محركه الرئيس الوصول إلى السلطة والثروة، ووضعه على طريق العدالة والمساواة والمستقبل وشدد على «ضرورة رفض الطروحات التقسيمية والتجزيئية ومقاومتها في المنطقة بدءا من اليمن، ورفض الدعوات إلى الهدنة التي تؤدي إلى القبول بالأمر الواقع». ورأى أن القبول بالأمر الواقع «يعني التقسيم».
مصير مؤلم
وأكد رئيس الوزراء أن "عاصفة الحزم" أنقذت اليمن من مصير مؤلم، واعتبرها الرد الحاسم على الانقلاب والتدخل الإيراني السافر في الشأن اليمني، ولولا تشكيل التحالف لتعرض الأمن العربي إلى اختلالات جسيمة، منوها إلى أن طريق السلام يمر بالقبول والاعتراف والالتزام الصريح بتنفيذ القرارات الدولية، وأن التعاطي بمصداقية مع القرار 2216 يبدأ بالانسحاب من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لإفساح الطريق أمام الحلول السياسية اللاحقة.
العملية السياسية
ودعا بن دغر المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فاعلة لدفع العملية السياسية اليمنية وإجبار الانقلابيين على الانصياع لإرادة الشعب اليمني، وتنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة بالأزمة اليمنية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، والذي يمثل تنفيذه الكامل فرصة لتأكيد مصداقية المجلس المعني بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
الالتزام بوحدة اليمن
أكد مؤتمر «دعم مرجعيات الحل السياسي في اليمن» على الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، ودعم الحكومة الشرعية ورفضه الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي على الشرعية في اليمن وكل ما نتج عنه على أرض الواقع.
المبادرة الخليجية
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على أن مرجعيات الحل السياسي في اليمن تتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، مؤكدا على دعم الحكومة اليمنية لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية، وتعزيز قدرتها وكفاءتها في تقديم كافة الخدمات الأساسية لكافة أبناء الشعب اليمني، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة المحافظات.
إشادات واسعة
حظيت الكلمة التي ألقاها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مؤتمر "دعم مرجعيات الحل السياسي" الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بمقرها في العاصمة السعودية الرياض بإشادة كبيرة من السياسيين والمثقفين والباحثين اليمنيين إضافة إلى اهتمام كبير من الصحافة الخليجية والعربية.
التقاط على الحروف
وأكدت صحيفة "الرياض" السعودية بأن بن دغر، وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بطريق السلام الذي يبدأ بالقبول والاعتراف والالتزام الصريح بتنفيذ القرارات الدولية، والتعاطي بمصداقية مع القرار 2216 بالانسحاب من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة قبل الانتقال إلى مرحلة الحلول السياسية اللاحقة.
عاصفة الحزم
وتطرقت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى تأكيده بأن «عاصفة الحزم» أنقذت الشرعية من قبضة طهران، وتنويهه بأن الحل السياسي للأزمة يتركز على 3 مرجعيات استراتيجية أساسية في الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، أولها المبادرة الخليجية، وثانيها مخرجات الحوار الوطني، وثالثها قرار مجلس الأمن الدولي 2216؛ قاطعا بعدم قبول الانقلاب على أنه أمر واقع.
ثبات النهج السياسي
وفي ذات السياق ركزت صحيفة الجزيرة السعودية على تأكيد دولته، بأن ثبات النهج السياسي العروبي للقيادة السعودية وتحديدا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وقادة دول مجلس التعاون قد منعت انهيار الدولة في اليمن حتى سبتمبر عام 2014م.
طروحات التقسيم
بدورها، أوردت صحيفة الحياة الصادرة من لندن، تصريحات رئيس الوزراء التي شدد فيها على «ضرورة رفض الطروحات التقسيمية والتجزيئية ومقاومتها في المنطقة بدءا من اليمن، ورفض الدعوات إلى الهدنة التي تؤدي إلى القبول بالأمر الواقع» وتأكيده أن «حجم التأييد الوطني للدولة الاتحادية ومشروع دستورها الجديد، يكفي لتأكيد ملاءمتها لطموحات الشعب اليمني في المضي نحو المستقبل والخروج من أسر الدولة المركزية الشديدة، كما أنها تمثل حائط صد أمام الدعوات المناطقية والمذهبية والتفكيكية».
وثيقة تاريخية
وصف الناشط السياسي، علي الفقيه، كلمة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر التي ألقاها في مؤتمر مرجعيات الحل السياسي، بأنها وثيقة تاريخية مهمة حملت قدرا كبيرا من الشفافية والصراحة، مضيفا بأنه وجه من خلالها رسائل واضحة وصريحة لمختلف الأطراف في الداخل والخارج وقدم مرافعة تفند كل محاولات المبعوث الأممي غريفيث تجاوز المرجعيات والقرارات الأممية، كما خاطب المحيط الإقليمي بشكل واضح أن أي محاولات لتمزيق اليمن لن تتوقف عند اليمن فقط ولكنها ستطال الجميع.
وضوح الرؤية والموقف
بالمقابل أكد الكاتب فيصل علي، أن بن دغر تحدث بوضوح المثقف الشارح للمشكلة بدون مواربة، عارضا القضية اليمنية منذ الانقلاب إلى اليوم بروح المؤرخ والمشفق على بلد تناوشت الحروب أجزاء منه، وأتى عليه الانقلاب الحوثي من جهة والمحاولات المستميتة للانفصاليين فيما يدعى بالمجلس الانتقالي من جهة أخرى".
دراسة تاريخية
وأضاف في مقال له تحت عنوان "بن دغر وضوح الرؤية والموقف" أن دولة الرئيس المثقف القادم من دراسة تاريخ البلد علميا لم ينس أن يربط حاضر اليمن بمستقبلها قائلا "برغم الظروف التي نمر بها لكننا سوف ننتصر" على مستوى اليمن وعلى مستوى التحالف العربي على أعداء اليمن والعرب، مشيرا إلى "أن طروحات التطرف الجهوي والديني تهزم أمام الأفكار والرؤى العقلانية، كما سينهزم الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وستجفف منابعه".
وضوح وصراحة
أما الكاتب والإعلامي فيصل العواضي فقد أكد أن بن دغر سمّى في كلمته الأمور بمسمياتها، فكما كان صريحا وواضحا في كشف أبعاد الانقلاب المدعوم من إيران كان صادقا في وصف دور الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، وما مثله هذا الدور في إنقاذ اليمن ودولته الشرعية، كان كذلك واضحا وصريحا بالإشارة إلى مخاطر المشاريع المناطقية والجهوية التي لا تختلف في مسلكها عن مسلك الحوثيين في تنكرهم لمخرجات الحوار الوطني، وخروجهم عن الإجماع الذي كانوا طرفا فيه.
خط أحمر
بدوره قال الكاتب عبده البحش أن الرؤية الثاقبة للسلام في اليمن، التي قدمها رجل السلام معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مؤتمر دعم مرجعيات الحل السياسي في اليمن المنعقد في الرياض، تضمنت الخطوط العريضة للسلام في اليمن، انطلاقا من الدولة الاتحادية الضامنة للمساواة والراعية للحقوق والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية والحامية لحقوق الانسان بعيدا عن ديكتاتورية الدولة المركزية التي أورثت المجتمع اليمني تركة هائلة من الأحقاد والضغائن والظلم والاستبعاد والإقصاء والتهميش والغلو والتطرف والنزعات الانفصالية.
القرارات الدولية
وأكد في مقال له تحت عنوان "رؤية بن دغر للسلام في اليمن" أن بن دغر أصاب عندما حدد بدقة مرجعيات الحل السياسي في اليمن والتي تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2216، لأن الخروج عن تلك المرجعيات المتفق عليها دوليا وإقليميا ومحليا يعني بكل بساطة الخضوع لرغبة الميليشيات الحوثية التي لا تريد السلام ولا ترغب حتى في مجرد الحديث عنه.
مصيرها الزوال
وأشار إلى أن القراءة الواضحة والعميقة بل والحكيمة في رؤية بن دغر تتمثل في التنبؤ بأن الأفكار الضالة والمتطرفة والسلالية والكهنوتية مصيرها الزوال، وأن البقاء سيكون للأفكار العقلانية والطروحات الوسطية التي ستنتصر على الإرهاب الديني والفكري والسلالي والطائفي الكهنوتي؛ كون اليمنيين لا يريدون سوى العيش في امان وسلام في بلادهم دون السماح للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية اليمنية.
رؤية ثاقبة
ولفت إلى أن أجمل ما ورد في رؤية بن دغر هو الإصرار على التمسك بوحدة اليمن باعتبارها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، كون ذلك سيؤدي الى تقسيم بقية البلدان العربية مشيرا إلى أن الرؤية الثاقبة لم تغفل كيفية الحل السياسي والسلام مع الميليشيات الحوثية الإيرانية، حيث تناولت الرؤية قضية غاية في الأهمية لا يمكن تصور السلام من دونها وهي انسحاب الميليشيات الحوثية الإيرانية من المدن اليمنية وتسليم السلاح للحكومة اليمنية الشرعية الضامنة لحقوق المواطنين اليمنيين.
كلمة تاريخية
الكاتب نبيل الصباحي وصف كلمة بن دغر في المؤتمر بالتاريخية، مشيرا في مقال تحت عنوان: ("بن دغر": يد تحارب الإرهاب الإيراني الحوثي وأخرى تفشل الانفصال) إلى أن الكلمة اختزلت واختصرت كل أفكار الرجل، وعبرت بشكل لا يقبل التشكيك عما يكتنزه من مشاعر وطنية تجاه هذا البلد وشعبه.
أمل اليمنيين
أما الصحفي، أحمد ماهر، فقال بأن اليمنيين جميعهم يتابعون باهتمام كبير تحركات رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وكلهم أمل في أن تقود إلى تحقيق السيادة الوطنية والمحافظة على اليمن، وتصحح الأخطاء السابقة، وتسهم في بناء اليمن من جديد.
مستقبل اليمن
وأشار إلى أن بن دغر يخوض حربا دبلوماسية في الخارج لتحديد مستقبل اليمن والاستقرار السياسي في المحافظات المحررة، وتجديد دعم دول التحالف للرئيس هادي والحكومة في حربهم ضد ميليشيات الحوثي وأي مليشيات تعطل عمل الدولة، مؤكدا أن بن دغر صاحب شخصية سياسية متميزة ولن يسمح لأحد بالتحكم وتقرير مصير اليمن إلا بالمرجعيات الثلاث التي تضمن حقوق اليمنيين.
* نقلاً عن صحيفة «الوطن» العدد «15» الصادر أمس الثلاثاء.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً