الرئيسية - محافظات وأقاليم - تعرف على أحداث وأبعاد وأهمية عمليلة تحرير «التحيتا» .. يرويها أبطال القوات المشتركة وسكان المديرية ..«تفاصيل»
تعرف على أحداث وأبعاد وأهمية عمليلة تحرير «التحيتا» .. يرويها أبطال القوات المشتركة وسكان المديرية ..«تفاصيل»
الساعة 08:30 مساءاً (متابعات خاصة: )
اطلقت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عملية التفاف نوعية على تمركز مليشيا الحوثي الانقلابية في مركز مديرية التحيتا جنوبي البلاد مطلع الاسبوع الجاري انتهت باستعادة السيطرة عليه وتطهيره بشكل كامل.

وخاض ابطال الوية العمالقة وقوات من المقاومة التهامية مسنودين بتغطية جوية مكثفة من مقاتلات الجو وطيران الاباتشي التابعة للتحالف العربي اشرس المعارك بعد مباغتة المليشيا الحوثية في مدينة التحيتا، تكبدت خلالها اكثر من 100قتيلا وعشرات الجرحى والاسرى من العناصر الانقلابية.

التفاف مباغت

انطلقت قوات الجيش الوطني فجر الجمعة الماضية في عمليتها الالتفافية من منطقة المجيليس الواقعة على الخط الساحلي غربا عبر طرقات فرعية في الرمال لتتجه شمالا بعمق يصل الى عشرين كم حتى وصلت مشارف مدينة التحيتا.

وفي حديثهم عن مسار العملية تحدث عددا من افراد الوية العمالقة المشاركين في العملية لـ “سبتمبر نت” ان عنصر المفاجئة اربك المليشيا الحوثية وتهاوت انساقها الدفاعية امام التقدمات والحشود الكبيرة لقوات العمالقة والمقاومة التهامية.

ويضيفون “كان للغطاء الجو الذي اسندت به قوات التحالف دورا محوريا في التقدم المتسارع الذي تحقق على ارض المعركة خصوصا طيران الاباتشي الذي لم تستطع عناصر المليشيا الصمود امام هجماته التي مهدت الزحف واقتحام المدينة.

تطهير وتأمين

واصلت قوات “الاربعاء” استكمال التطهير للمدينة بشكل كامل وتعقبت فلول المليشيا شرقا واحكمت السيطرة على مثلث “زبيد – التحيتا” وقطعت اهم خطوط امداد المليشيا الرابط مدينة التحيتا بمدينة زبيد التاريخية وبيت الفقيه المجاورة.

ونفذت قوات الجيش هجوما على مواقع المليشيا الحوثية السويق.

بموازاة عمليات التطهير لجيوب المليشيا وعمليات الهجوم المستمر على اخر معاقل المليشيا في منطقتي الفازة جنوبي غرب ومناطق السويق جنوبي شرق تشارك قوات اخرى من الوية العمالقة في عمليات تأمين واسعة للمدينة والطرقات التي تؤدي اليها.

يقول قائد سرية في اللواء الرابع عمالقة حبيب الصبيحي لـ “سبتمبر نت” ان عملية التأمين تسير بشكل محكم ومتوازي مع العمليات الميدانية، وتتركز بدرجة اساس على كافة الممتلكات العامة والخاصة ومداخل المدينة من كافة الجهات اضافة الى الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية للمدينة، ومنع أي عملية اختراق او محاولات التسلل للمليشيا.

ويؤكد الصبيحي ان قوات العمالقة من اللواء الاول والرابع وقوات من المقاومة التهامية تحاصر ما تبقى من عناصر للمليشيا الحوثية في مزارع الفازة في الجنوب الغربي للتحيتا ومزارع المغرس والسويق جنوبا.

واشاد الصبيحي بالمساندة والدعم الذي قدمته قوات التحالف العربي والذي قال انه كان ولا زال محوريا في اسناد تقدم القوات المشاركة في عملية تحرير التحيتا.

ولا تزال المليشيا الانقلابية تحتمي في المزارع المنتشرة بكثافة في مناطق الفازة والسويق وعملت على حفر انفاق عميقة وطويلة تقيها من الغارات الجوية وهجمات قوات الجيش والمقاومة.

وتسعى قوات الجيش من خلال تطهير مزارع السويق والفازة الى تأمين الخط الساحلي بالكامل، اضافة الى فتح الخط الرئيسي الذي يربط مدينة التحيتا بالخط الساحلي لتسهيل عمليات الامداد وادخال المواد الاغاثية الى كافة مناطق المديرية بشكل سريع وأمن.

منطقة حاكمة

يكتسب تحرير مدينة التحيتا اهمية استراتيجية كبيرة كونها منطقة حاكمة حيث تحادد اربع مديريات هي زبيد من الشمال والجراحي من الشرق والحسينية من الشمال الغربي والخوخة من الجنوب.

وبهذا الموقع الممتد بشكل قوس من منطقة الطور الواقعة على الخط الساحلي حتى منطقة المتينة المحاذية للخوخة الواقعة على الخط ذاته بعمق يصل الى ما يقارب 18كم شرقا وعلى امتداد 30كم في الخط الساحلي سوف تشكل التحيتا منطلق لعمليات عسكرية في عدة اتجاهات وهنا تكمن اهمية تحريرها.

ويقول قائد الوية المقاومة التهامية العقيد ركن احمد علي الكوكباني لـ “سبتمبر نت” ان تحرير التحيتا يفتح مسارين امام القوات المشاركة في عملية تحرير الحديدة.

ويرى ان قوات تحرير الساحل الغربي مسنودة بمقاتلات التحالف العربي سوف تنطلق بعملياتها في المسار الاول لتحرير مديرية زبيد. فيما المسار الثاني سوف يتجه نحو تحرير مديرية الجراحي.

واكد الكوكباني ان التحرك بهاذين المسارين سيعمل على قطع خط امداد المليشيا الانقلابية في المناطق الشرقية للحديدة اهمها الخط الرابط بين تعز والحديدة. كما انه سوف يعمل على تأمين اجزاء كبيرة من مديرية حيس وتحرير ما تبقى منها.

من جانبه يرى القائد الميداني في الوية العمالقة حبيب الصبيحي ان عملية تحرير التحيتا ستكون منطلقا لتحرير مديرية زبيد ومنها الى بيت الفقيه والمنصورية شرقا وصولا الى منطقة كيلو16 بشكل يوازي تقدم القوات على الخط الساحلي غربا في عملية تعمل على خنق المليشيا من كل الاتجاهات.

جرائم وانتهاكات المليشيا

ارتكبت المليشيا الانقلابية خلال فترة سيطرتها بالقوة على مديرية التحيتا ابشع الجرائم بحق المواطنين، ولم تكتفي بما سبق ففور هزيمتها الساحقة في مدينة التحيتا فجرت المليشيا الاجرامية مدرستين وقصفت اخرى اضافة الى تفجير المولد الخاص بمشروع المياه الذي يغذي المدينة وتسببت بأزمة في المياه.

وشكى عدد من المواطنين اثناء زيارة “سبتمبر نت” للمدينة يوم الثلاثاء والتجول في احيائها من ان مليشيا الحوثي طوال فترة بقائها في المدين كانت تضيق الخناق على المواطنين وتقيد تحركاتهم وتختطف العشرات منهم وتفرج عنهم بعد كيل عديد تهم لهم واجراء تحقيقات معهم اما بضمانات العقال او التجار لكسب ولائهم مرغمين او بدفع مبالغ مالية كبيرة كفدية. مؤكدين ان اكثر من عشرين مختطفا من ابناء مدينة التحيتا وحدها فقط لازالوا مخفيين في سجون المليشيا.

ويضيف المواطنون ان المليشيا الانقلابية انتزعت مزارع عددا من المواطنين في التحيتا ومنعتهم من ممارسة أي نشاط فيها منذ دخولها المديرية وتمركزت بقواتها في عدد كبير منها.

ويؤكد المواطنون ان مليشيا الحوثي قبل فرارها من المدينة فجرت مدرسة عمار ابن ياسر الثانوية المكونة من دورين ومدرسة علي ابن ابي طالب الاساسية القريبة من مصنع التمور وسوتهما بالأرض. فيما شنت قصف مدفعي على مدرسة اخرى واحدثت اضرار فيها.

واوضحوا ان المليشيا كانت تتخذ من المدرستين مخازن للأسلحة وفور وصول قوات الجيش والمقاومة فجرت الاسلحة التي كانت مخزنة فيهما وهذا ما اكده عددا من الافراد الذين شاركوا في عملية اقتحام المدينة.

واكد الافراد من ألوية العمالقة خلال حديثهم لـ “سبتمبر نت” انه عند السيطرة على إدارة الامن ومبنى المجلس المحلي للمديرية كانا مفخخين بعبوات ناسفة وان المليشيا كانت تستعد لتفجيرهما الا ان الضغط عليها اربكها فهربت قبل ان تنفذ جريمتها.

ومنذ تحرير مدينة التحيتا تواصل المليشيا كعادتها امطار الاحياء السكنية بالقذائف اثر قصف عشوائي يخلف العشرات من الضحايا في اوساط المدنيين.

والتقطت عدسة “سبتمبر نت” صورا للأضرار الذي خلفته مليشيا الحوثي بقصفها على منازل المواطنين.

واكد عدد من اهالي الضحايا ان اكثر من عشرة قتلى من المدنيين بينهم طفلان وامرأة وعدد من الجرحى اصابة بعضهم خطرة سقطوا خلال عمليات القصف منذ تحرير المدينة الجمعة الماضية.

وتسبت الحرب التي تخوضها المليشيا الانقلابية ضد اليمنيين الى نزوح عشرات الاسر من مدينة التحيتا بما يمثل نصف سكان المدينة الى مناطق امنة مجاورة والبعض نزح الى عدن وصنعاء وفق ما ذكره الاهالي

عودة تدريجية للحياة

اثناء زيارة “سبتمبر نت” للمدينة الثلاثاء الماضي لاحظت عودة تدريجية للحياة في المدينة حيث بدأ بعض اصحاب المحال التجارية نشاطهم بعد ان كانت توقفت بشكل تام بفعل المعارك مع المليشيا واستمرت لمدة ثلاثة ايام.

ويتنقل المواطنين بشكل حذر من قصف المليشيا في احياء وسوق المدينة لاقتناء احتياجاتهم. الا انهم شكوا معاناتهم من ازمة مياه حادة تعاني منها المدينة بعد ان فجرت المليشيا قبيل تحريرها المضخة الرئيسية التي ينقل الماء عبرها الى الخزان الرئيسي الذي يغذي المدينة بالمياه. لكن مصادر محلية أكدت اليوم الأربعاء أن قوات التحالف اصلحت المضخة وعاودت ضخ المياه إلى المدينة.

واثناء لقائنا بهم عبر المواطنون عن سعادتهم الكبيرة بتحرير المدينة وقالوا انهم استقبلوا قوات الجيش والمقاومة استقبال الفاتحين، وهذا ما اكده لنا الافراد الذين التقينا بهم وسط المدينة.

المصدر: سبتمبر نت - خليل الزكري

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص