الرئيسية - رياضة - حكام المباريات: الأخطاء شمّاعة أم واقع لا مفرّ منه؟ (تقرير رياضي)
حكام المباريات: الأخطاء شمّاعة أم واقع لا مفرّ منه؟ (تقرير رياضي)
الساعة 11:58 صباحاً

شهدت بطولة المريسي الرمضانية الأخيرة في عدن، احتجاجات واعتداءات عديدة طالت حكام المباريات، رفضاً لقراراتهم نتج عنها اتخاد جملة من العقوبات التي طالت عدداً من اللاعبين والمدربين. ويتساءل الكثير من المتابعين الرياضيين عن استمرار تلك الأعمال «العدائية» التي تستهدف التحكيم كأحد أهم أركان لعبة كرة القدم، وعن الطريقة التي تتبعها لجنة الحكام بعدن لحماية حكام كرة القدم إزاء تلك الإعتداءات المستمرة. 


وفي الوقت ذاته يحاولون تقصي الإجراءات التي تتخذها لجنة الحكام بعدن لمعاقبة الحكام المخالفين ومرتكبي الأخطاء القاتلة في كرة القدم، وهل من حقوق مادية منصفة لهؤلاء الحكام؟ هذه التساؤلات المشروعة حاولنا الإجابة عليها من أفواه المختصين في لجان التحكيم والحكام أنفسهم.
آفة الجهل
وفقاً لسكرتير لجنة الحكام بعدن إيهاب باشراحيل، فإن «انزعاج البعض من قرارات الحكام، ولاسيما المتعصبين، سببه إما الجهل بقانون التحكيم أو لأنهم لا يريدون لفرقهم أن تخسر»، مؤكداً على أنه «خلال المدة الأخيرة تزايدت الإحتجاجات والاعتداءات على الحكام، وكل هذا بسبب عدم وجود حماية كافية من الأمن وعدم وجود القضاء المدني لردع كل متطفل على الرياضة».


وقال باشراحيل إن «الحكم شمّاعة، فهناك بعض من الذين يريدون إخفاء فشلهم يحملون التحكيم المسؤولية بالنسبة للبطولات، فخلال 3 السنوات الأخيرة أقيمت في عدن 27 بطولة، وهذا يدل على كثرة البطولات، ولكن الحكم بشر يخطئ ويصيب، وهذا جزء من حلاوة اللعبة، وكما ترى ما حدت الآن في كأس العالم من أخطاء رغم وجود التقنية العالية الدقة».


عقوبة سرية
ويؤكد باشراحيل أن حقوق الحكام المالية ليست منصفة وكافية، ناهيك عن الظروف الصعبة في الوضع الراهن التي زادت من أعباء الحياة.
وتابع «لجنة الحكام تحاسب كل حكم مقصر وتتخد بحقة عقوبة، ولكن تكون سرية للحفاظ على هيبة الحكم»، منوهاً إلى أن «ثمة خيارات تدرسها لجنة الحكام لعدم تكرار الاعتداء على الحكام منها اللجوء للقضاء، وعدم التعامل مع الأندية التي تتم بسببها تلك الاعتداءت».


تأثير غياب البطولات
ويقول حكم الدرجة الأولى علاء البدوي، لـ«العربي» إن الحكم «ليس بملاك في الملعب؛ وإنما هو بشر، فالخطأ وارد في أي لحظة كون الحكم يتخذ القرار في أقل من ثلاث ثواني وهذا أمر صعب جداً»، ويشير إلى أنه «هنا تكمن انفعالات الجماهير المنظرين الذين يرون اللعب من جميع الزوايا والاتجاهات في الملعب بعكس الحكم في الملعب».


وأوضح البدوي أن «اﻷخطاء التحكيمية هي جزء لا يتجزأ من اللعبة وعلى الجميع تقبلها بشكل أو بآخر»، ويضيف «نحن كحكام لا ندير البطولات بقانون على حدة، وإنما هو قانون واحد نطبق فيه كافة القرارات بنفس الأسلوب في كل مباراة، فغياب المباريات وانعدامها يؤثر على الحكام في الجانب البدني».
ويوضح أن «غياب المباريات سوى الودية، يؤدي إلى عدم انسجام الحكام والدخول الى أجواء المباريات بالشكل المطلوب»، متمنياً «استمرار البطولات لجميع الفئات العمرية بما يسهم في تطور اللاعبين وكذا الحكام حتى يمارسوا تمارينهم الاعتيادية».


ويؤكد «نحن كحكام ولله الحمد في العاصمة المؤقتة عدن، لدينا أيام محددة للتمارين دون انقطاع، حتى وإن غابت البطولات، وفي اعتقادي إذا زادت فترة انقطاع البطولات قد يسهم ذلك وبشكل كبير في توقف الحكام عن التمارين المحددة لهم».
ويتفق البدوي مع باشراحيل على أنه «لا يوجد إنصاف في حقوق الحكام المالية»، وأنهم يتعرضون لـ«الإجحاف» كون الحكم يتقاضى في بعض المباريات مبلغاً مادياً لا يفي بالغرض ومن العيب ذكره، ولكن في الفترة اﻷخيرة بدأ التحسّن في الجانب المادي، و«شيء أفضل من لا شيء».

(المصدر: العربي)

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص