الختائم الرمضانية وليس الخواتم كما قد يتبادر الى أذهان البعض .. ويقصد بها الليالي الوترية من شهر رمضان والتي تبدأ من الليلة الخامسة .. وهي عادة حضرمية امتزج فيها الطابع الديني بالاجتماعي والاقتصادي، فتجلت فيه نقاوة النفسية والطباع الحضرمية الأصيلة كعادة لم تؤثر فيها متغيرات العصر الحديث ولا حتى ظروف الحرب التي تمر بها اليمن منذ ما يقارب الاربعة أعوام .
القوات الحكومية تعلن السيطرة النارية على مطار الحديدة الفكرة
الختم الرمضاني هي فكرة مستقاة من صحابة رسول الله كما يرى ابن محافظة حضرموت الدكتور مدحت بارجاء فيقول "عادة حضرموت في الختائم الرمضانية انبثقت من فكرة دينية حيث ان الصحابي انس رضي الله عنه كان اذا ختم القران جمع أهله ودعاء".
اسواق مصغرة
ولأن في الدين اليسر والسعادة فإن مسألة العبادات التي يؤديها الكبار والمتمثلة في الصلوات وقراءة القرآن والادعية في المساجد .. تتزامن مع حالة من الفرح والبهجة يجسدها الاطفال من خلال اقامتهم احتفالات بسيطة خارج المسجد تتمثل في اسواق مصغرة تباع فيها الحلويات والألعاب والمأكولات وغيرها من وسائل الترفيه المباحة شرعا للأطفال والكبار على حد سواء.
عادة تراثية
وفي هذا الصدد يضيف بارجاء:" ان الختائم الرمضانية هي عبادة من حيث الاجتماع والدعاء بعد ختم القران، وفي نفس الوقت عادة تراثية واجتماعية اعتاد الناس ممارستها خارج المساجد من خلال اقامتهم اسواق و تجمعات شرائية وترفيهية للقاطنين بالحي والوافدين اليه من الاقارب ومن الاحياء الأخرى".
ولائم جماعية
وفي ايام الختائم والتي تصادف الليالي الوترية من شهر رمضان بداية من الليلة الخامسة يقوم الأهالي المجاورين للمساجد باقامة ولائم( عزائم) يدعون اليها أقاربهم لتناول وجبة الأفطار والعشاء والمشاركة في الاجواء الفرائحية التي تقام بمسجد الحارة .. ما يعني أنها عبارة عن موروث ثقافي اجتماعي اقتصادي ديني شامل.
تعزيز الروابط الاجتماعية
من جانبه يرى الشاب ابوبكر حسان: "أن طقوس الختائم تمثل بالنسبة للحضارم موروث ثقافي اصيل اعتاد عليه الاهالي منذ القدم .. وقد حرص الناس على المحافظة عليه جيل بعد جيل وحتى اليوم .. مشيراً الى انه قبل ان يكون نوع من العبادة الجماعية هو ايضا قيمة اجتماعية رائعة تعزز الروابط الاجتماعية والاسرية وتشيع فيها اجواء من البهجة والفرح في اوساط الأهالي، وهو الامر الذي دفع بالناس للمحافظة عليه حتى اليوم رغم التحولات والانشغالات التي تحول دون تواصل الناس، بل انهم يحرصون على اضفاء نوع من التجديد على هذه الطقوس كل عام من خلال ابتداع افكار جديدة.
مسابقات ثقافية
وشهدت «الختائم الرمضانية» الحضرمية نوع من التجديد خلال الاعوام الاخيرة تجسد في قيام البعض من المنظمات الشبابية بتبني تنظيم وترتيب هذه الختائم على نطاقات واسعة، واقامة المسابقات الثقافية والأنشطة المختلفة خلالها .. وهو الامر الذي ساهم في اعادة لفت الأنظار الى هذه العادات والطقوس الجميلة والضاربة في القدم واعاد لها وهجها وضاعف اعداد المهتمين بها بشكل كبير.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً