الرئيسية - تقارير - ثبات الموقف الوطني للحكومة في «سقطرى» .. يوحد مواقف القوى السياسية والنخب اليمنية والشعب ..«تقرير حصري»
ثبات الموقف الوطني للحكومة في «سقطرى» .. يوحد مواقف القوى السياسية والنخب اليمنية والشعب ..«تقرير حصري»
الساعة 07:07 مساءاً (الحكمة نت . خاص)

إيهاب الشرفي / الحكمة نت / خاص

 

يتعاظم السخط و الرفض الشعبي والسياسي للتواجد الإماراتي في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، يوماً بعد آخر، في ظل إصرار سلطات أبوظبي على تجاهل المطالب الشعبية التي تدعوا الإمارات إلى إخلاء الجزيرة وإفساح المجال للحكومة الشرعية لممارسة كامل صلاحيتها ومهامها في سقطرى .

 

وكانت مدينة حديبو شهدت تظاهرة حاشدة تنديداً بالتدخلات الإماراتية في الجزيرة، ومؤكدة على الحفاظ على السيادة الوطنية، مطالبين في بيان صادر عنهم، الحكومة الشرعية إلى حماية طبيعة جزيرة سقطرى وبيئتها وصونها من التجريف، في إشارة إلى ما تقوم به الإمارات من العبث بمقدرات الجزيرة.

 

ودعت التظاهرة القوات الإماراتية إلى مغادرة الجزيرة، مجددة الترحيب بزيارة بن دغر والوفد المرافق له، ومشددة في السياق ذاته على وحدة وأمن اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته ، وتعد هذه التظاهرة الثانية الرافضة للوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى، فقد سبقتها تظاهرة نسائية مماثلة قبل يومين في مدينة حديبو، احتجاجاً على التدخلات الإماراتية وتأييداً للحكومة الشرعية.

 

يأتي هذا في الوقت الذي منع فيه مواطنون من أبناء سقطرى قوة إماراتية من نصب نقطة عسكرية في ساحل منطقة نوجد، بحجة مراقبة الساحل الجنوبي للجزيرة.

 

وفي ذات السياق طالبت ثمانية مكونات سياسية يمنية، اليوم الثلاثاء، بسحب "فوري" للقوات الإماراتية من جزيرة سقطرى، في بحر العرب، "دون قيود أو شروط" ، جاء ذلك في بيان صدر عن كل من حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، والحراك الجنوبي السلمي، حزب العدالة والبناء، وحزب الرشاد اليمني، وحركة النهضة للتغيير السلمي، وحزب السلم والتنمية، واتحاد القوى الشعبية.

 

وقال البيان أن "الإمارات قامت بخطوات أحادية منفردة، خارج سياق الأعراف والقوانين الدولية، وخلافاً لأهداف التحالف العربي" ، وطالبت المكونات السياسية اليمنية بتكثيف الاتصالات مع السعودية التي تقود التحالف العربي، من أجل الضغط على الإمارات، لسحب قواتها من سقطرى فوراً ودون شروط، والعمل على إزالة التوتر الناجم عن السياسات الإماراتية في المناطق المحررة.

 

وفي إطار تزايد الرفض الشعبي للوجود الإماراتي في سقطرى، طالب "عبد الله بن عيسى بن عفرار"، أحد أبرز وجهاء محافظتي المهرة وسقطرى اليمنيتين، الإمارات بسحب قواتها من الجزيرة، مؤكداً على أنه "عندما يكون الوجود العسكري بهذه العدة والعتاد الذي لا تحتمله سقطرى، فنحن نقول لولاة الأمر في التحالف العربي، وبالأساس للقيادة الشرعية، إن محافظاتنا آمنة ومستقرة، وليست بحاجة إلى هذه القوة".

واعتبر بن عفرار، وهو رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، أن "وجود هذه القوات اليوم بهذا الكم الكبير لا يمكن تفسيره".

 

وكان قبل أيام، وقع المئات من مشائخ جزيرة سقطرى عريضة تطالب بعزل شيخ مشائخها، سليمان عبد الله شلولها، الذي تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام، المشيرة إلى ارتباطه بالإمارات من خلال علاقة وثيقة بالمندوب الإمارتي، الذي اتهمه المشائخ بأنه أضحى مصدر قلق للجميع، ومبعث خلاف وانقسام فضلاً عن أنه متهم باتخاذ خطوات من شأنها إحداث تغيير ديمغرافي في سقطرى وتهديد هويتها.

 

 

وعقب خطوة المشائخ، تتالت المواقف الجنوبية الرافضة لممارسات الإمارات في الأرخبيل، ومطامعها في الجزيرة، حيث طالبت حركة "تاج الجنوب العربي" الإمارات بتقديم توضيح رسمي حول الأنباء المتداولة بشأن سقطرى، رافضة في بيان لها ما اسمته "الوصاية على شعب الجنوب، أو تفويض أي كان باختزال إرادته".

 

 

من جانبه علق الرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، على الأمر، رافضاً، في تغريدة له على تويتر ما اطلق عليه "المزاد على جزيرتي سقطرى وميون"، التي وصفها بأغلى جوهرتين في العالم، مطالبا القيادة والشعب اليمنيين على "إعلان موقف حازم وصارم" في ما يتعلق بالسيادة على الجزيرتين.

 

 

واجتاح مواقع التواصل الإجتماعي غضب شعبي عارم، وحملات تضامن واسعة مع الحكومة الشرعية التي ترابط في جزيرة سقطرى منذو ايام، من اجل الحفاظ على السيادة الوطنية، وتداول النشطاء على "فيس بوك" و"تويتر" فيديوهات لأهالي محافظة سقطرى والإستقبال الحافل لدولة رئيس الوزراء، والتي اظهرت وطنيتهم وولائهم للوطن.

 

فيما وجه مثقفون وكتاب وصحافيون ونشطاء انتقادات لاذعة للإمارات، على خلفية تدخلها بالسيادة الوطنية وانزالها العسكري في سقطرى، والتي وصفت بأنها محاولة لتزوير التاريخ وتحوير الهوية اليمنية، معتبرين أن لسقطرى تاريخ بطولة، وليس لدى الإمارات غير تاريخ الصلاحية، فمن ينضم إلى من؟ على حد تعبير الكاتب محمد عايش.

 

 

الجدير بالذكر أن سقطرى عبارة عن أرخبيل مكون من ست جزر قبالة سواحل القرن الأفريقي، تحظى بأهمية استراتيجية بالغة ، بالنظر إلى إطلالتها على المحيط الهندي، ووقوعها في الممر الدولي الذي يربط دول ذلك المحيط ببقية دول العالم، فضلاً عن احتوائها واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في العالم ، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو في عام 2008، على قائمتها للمواقع الطبيعية التي تشكل إرثاً عالمياً.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص