بعد ساعات من اغتيال مسؤول الحماية في منظمة الصليب الأحمر، اللبناني حنا لحود، بنيران مسلح مجهول في حي ميلات بمنطقة الضباب غربي مدينة تعز، جمد فريق العمل الإنساني انشطته إلى وقت غير محدد.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، وفي أول تعليق للمنظمة على عملية الاغتيال، قال مديرها الإقليمي في الشرق الأوسط روبرت مارديني: «إننا ندين هذا الهجوم الوحشي الذي يبدو أنه متعمد على موظف متخصص في العمل الإنساني»، مضيفاً «نحن جميعاً في حالة صدمة. كان حنا شاباً مفعماً بالحياة وكان معروفاً ومحبوباً على نطاق واسع. لا شيء يمكن أن يبرر قتل حنا، ونحن في حالة حزن عميق على صديقنا العزيز وزميلنا. قلوبنا وأفكارنا مع أحباب حنا وأصحابه».
من جهة ثانية، أدان محافظ تعز أمين محمود مقتل لحود، وقال في تصريح صحافي: «لقد فُجعت اليوم محافظة تعز بحادثة اغتيال الناشط الإنساني حنا لحود، عضو فريق بعثة الصليب الاحمر الدولية في اليمن من قبل أعداء الإنسانية والحياة».
وأضاف «لا شك أن هذا الاغتيال هو محاولة بائسة لتقويض جهودنا جميعنا في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتنفير العالم والمنظمات الإنسانية من تعز، خصوصا عقب تلك الاتفاقات الخدمية والإنسانية الناجحة التي ابرمناها مع بعثة الصليب الأحمر الدولية».
إلى ذلك، استنكرت حكومة «الشرعية» عملية اغتيال لحود مؤكدة أنها ستتابع هذه القضية باهتمام.
وكتب نائب رئيس الحكومة، وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، عبر موقع «تويتر»، قائلاً، إن «جريمة اغتيال موظف الصليب الأحمر حنا لحود، ستجد المتابعة والاهتمام لكشف الجناة ونيلهم العقاب الرادع، كما أبلغني محافظ تعز أمين محمود».
وأضاف المخلافي «الصليب الأحمر قام بدور إنساني نبيل في كل أنحاء اليمن، وكان متميزا في تعز، برغم الصعوبات والمخاطر»، مشيداً بـ«دور رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر، الذي كان أول مسؤول دولي يخترق حصار تعز». واختتم قائلا: «خالص المواساة للرجال والنساء العاملين في الصليب الأحمر باغتيال لحود».
بدوره، أدان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في حكومة «الإنقاذ» بصنعاء، الهجوم الذي تعرضت له بعثة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، معرباً عن «خالص التعزية والمواساة للجنة الدولية ولإسرة الفقيد وزملائه».
وأكد أن «المنطقة التي وقع فيها الحادث تسيطر عليها مليشيات تابعه للتحالف، مشيراً إلى أن «الجريمة متعمدة وتقف خلفها أهداف خبيثة تستهدف عمل المنظمات الإنسانية للحد من تحركاتها».
وحمَّل المصدر حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وما وصفها بـ«المليشيات التابعه للتحالف» مسؤولية اغتيال حنا لحود، «التي تتعارض مع أبسط الأعراف والمواثيق الدولية وقيم وأخلاق الشعب اليمني».
يذكر أن حنا لحود، وهو لبناني الجنسية، كان مسؤولاً عن «برنامج الاحتجاز» التابع للجنة في اليمن. واغتيل عندما كان في طريقه لزيارة أحد السجون. وقد تم نقله إلى المستشفى حيث توفي نتيجة لإصابته. ولم يصب الزملاء الذين كان يستقلهم في الحادث.
بدأ لحود العمل لدى «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» منذ العام 2010 في مناصب ميدانية مختلفة وفي المقر الرئيسي. وقبل ذلك، كان متطوعاً في الإسعافات الأولية، وموظفاً لدى «الصليب الأحمر اللبناني» لسنوات عديدة.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً