سياسيون واعلاميون يكشفون للرأي العام حقائق حول الانتهاكات وقمع الحريات الصحافية (تقرير خاص)
الثلاثاء 6 مارس 2018 الساعة 22:09
الحكمة نت . خاص . ايهاب الشرفي

الحكمة نت / إيهاب الشرفي

ثلاثة اعوام من التطورات السياسية والعسكرية كانت كفيلة بإظهار الوجوه المختلفة و الحقيقية للمليشيات المسلحة الخارجة عن القانون وأساليب تعاملها مع الصحافة والصحفيين و وسائل الإعلام المختلفة، خاصة أن الأخيرة كانت قد بدأت بإستعادة أنفاسها بعد ثورة فبراير 2011 م على اعتبار أن عهد القمع قد ولى، ولكن يبدو أن الإعلام فوجئ بوجه مغاير لما كان يتوقعه، حيث أصبح التهديد والقمع وتكميم الأفواه هو اللغة السائدة في اليمن.

وتحدثت إحصائيات أصدرتها منظمات محلية ودولية مختلفة في اليمن عن آلاف الإنتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين ارتكبتها المليشيات الحوثية منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014م، وفي الجانب المقابل تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الأعمال القمعية وتكميم الأفواه وتقيد الحرية الصحفية جنوب اليمن ، اذ تشير أصابع الإتهام الى المليشيا الموازية للحوثيين التي يديرها المجلس الإنتقالي جنوب اليمن. 

وعبر نخبة من الصحفيين والسياسين اليمنيين عن مخاوفهم من توسع وانتشار المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة وخاصة في المناطق المحررة ، التي تسعى إلى فرض مزيد من تكبيل حرية الرأي والتعبير، مشددين على ضرورة العمل على انهاء المظاهر الانقلابية و التشكيلات العسكرية الموازية للدولة ، والعمل على دعم وتعزيز قوات الشرعية في جبهات القتال وايضا في المدن المحررة ، لضمان حرية الرأي والتعبير وتبادل المعلومات والآراء الصحفية وفقا للقانون ، والوقوف صف واحدا لمواجهة التحديات التي تتعرض له الصحافة اليمنية .

الباحث والصحفي اليمني "يحيى البعيثي" حاول تفسير مايحدث للحريات الصحيفة باليمن، في تصريحاته ل"الحكمة نت" الذي قال "للآسف الشديد وأقولها وأنا مصاب بحزن لما لحق بالعديد من الصحافيين والاعلاميين، من تعذيب وقتل، واعتقالات، وانتهاكات، طالت المئات من المشتغلين في وسائل اعلامية يمنية كانت او خارجية، يؤدون  اعمالهم وبمهنية عالية، وتكون النتيجة مؤلمة، يتلقون الاهانات ،والارهاب، والتهديد، والضرب، والملاحقات، والاعتقالات، والاخفاء، والتعذيب، والقتل العمد".

ويضيف "البعيثي" في حديثه للحكمة نت قائلا :"تختلف الادوات والمسميات، لكن النتيجة واحدة، بمعنى ان مليشيا الارهاب، متعددة، ونتيجة أعمالها وجرائمها الارهابية، واحدة، واجزم بان مليشيا الحوثي، والانتقالي..هي تؤدي نفس المهمة، والمهمة تكمن في ما يحصل على الواقع..هنا. وهناك، قتل بالجملة، بهدف ارهاب وارعاب المجتمع، وجعله يصمت، امام افعال وجرائم ومشاريع مليشيا التدمير، وعصابات النهب، والقتل".

الكاتب الصحفي والسياسي اليمني "عبدالله عمر باوزير" في تصريح مقتضب ل"الحكمة نت" أكد ان ما يتعرض له الصحفيون في عدن وغيرها يدل على عمق ازمتنا وتعدد الجهات الداخلية و الخارجية في ظل غياب الدولة.

ويرى الصحفي اليمني "حسان دبوان" في حديث خاص ل"الحكمة نت" ان قمع الحريات الصحفية شمال اليمن تكاثر ونماء عند سيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء ؛ وكذلك الحال في الجنوب .

مشيرا الى ان الصحفيون لم يتعرضوا للقمع والملاحقة والاعتقال إلا عندما بدأت التكتلات والجماعات الخارجة عن اطار الدولة تطفو على السطح ؛ مضيفا في حديثه لمراسلنا ان العصابات والمليشيات لا تؤمن بحرية الرأي والكلمة ، مؤكدا ان مشروعها قائم على العنف والفوضى وتكميم الافواه .

واستطرد "دبوان" قائلا : "من يقف وراء الانتهاكات في الجنوب يعرفه الجميع" في إشارة منه الى المجلس الإنتقالي واجنحته العسكرية المتمثلة بميليشيا الحزام الأمني والنخبة ، مؤكداً على ان الحل الوحيد للقضاء على هذة الظاهرة قبل ان تستفحل هو اعادة فرض هيبة الدولة والنظام والقانون .


وحول الوضع المزري للحريات الصحفية في عدن أكد الصحفي اليمني "عامر الدميني" في حديثه ل"الحكمة نت" ان قمع الحريات الصحفية في عدن وضع خطير ، وأصبحنا أمام مشهد بالغ السواد، حيث تتعرض الصحافة والصحفيون لاسوأ الانتهاكات التي لم تشهدها البلاد من قبل، والتي وصلت حد إحراق مكتب ومطابع صحيفة اخبار اليوم.

واضاف "الدميني" ان هذا الوضع يعكس حالة الهستريا لدى المليشيات التي تحاول اسكات كل الأصوات التي تنتقدها وتعمل كرقيب على ممارساتها ، وتهدف من جراء ذلك الى اسدال الستار عن الممارسات الخاطئة التي تنتهجها وقتل الشهود وترويعهم وارهابهم حتى لا ينكشف وجهها أمام العالم.

ويرى "الدميني" ان الحل هنا اولا بيد الصحفيين أنفسهم وعليهم ان لا يسكتوا ويستكينوا فمن يخاف الاعلام ويعمل على محاربته بالتأكيد يخفي شيئا لا يريد الاخرين أن يعرفوه، والامر الثاني مناط بنقابة الصحفيين والمنظمات الدولية لإدانة هذه الاعمال الوحشية وعدم ترك الصحفيين يواجهوا هذا الإرهاب الوحشي ، والحكومة اليمنية هي الاخرى مطالبة بتحديد موقفها مما تتعرض له الصحف والاعلام في عدن، وأن لا تلوذ بالصمت مما يغري تلك الاطراف للتمادي أكثر.

وفي تصريح خاص ل"الحكمة نت" أكد مدير الإدارة العامة للتوجية المعنوي لوزارة الداخلية العميد / "عبدالقوي باعش" أن "تكميم الافواة وقمع الحريات واسكات اي صوت يعارض غيرمقبول على الاطلاق واي تجاوزات من اي صحفي اوموقع للمهنية وحدود النقدالبناءهناك طرق قانونية ينبقي اتباعها حتى لايكون هناك خلط في تطبيق القانون".

في معرض رده على سؤال مراسلنا ، من يقف وراء تلك الاعمال؟ قال "باعش" ان "الجهات التي لاتقبل باي صوت اوقلم حر ، يرفض بيع الوهم للبسطاء وصناعة الانجازات الوهمية ، هي نفس الجهات التي تدعي مظلوميتها وتمارس الظلم باشدعباراتة ؛ مشيرا الى ان الهدف من ذالك ، التخويف وضمان اسكات اي منبر يرصد معاناة ومظالم البسطاء. 

ودعا "عبدالقوي باعش" جميع الاعلاميين إلى متابعة رسالتهم المهنية والإنسانية بعيدا عن الاملاءات الحزبية او المناطقية او غيرها ، و إيصال رسالتهم بكل مهنية وشفافية وانتقاد السلبي اي كان نوعة وموقعة.

من جانبه حمل الصحفي الجنوبي "إبراهيم ناجي" في حديث خاص لمراسل "الحكمة نت" المسؤلية الكاملة عن سلامة الصحفيين جنوب اليمن، من وصفهم بالمليشيات المسلحة التابعة للمجس الانتقالي ، كونها تصول وتجول في شوارع عدن بالاطقم المسلحة وعشرات العناصر الإرهابية . حد وصفه .

وقال ايضا ان اي ضرر يلحق بالصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية ، يتحمل وزرها مايسمى بالمجلس الإنتقالي و مليشيات النخبة في الجنوب ، حتى يتم سحب تلك المليشيات من المدن والمعسكرات الخاصة والمقرات الحكومية و يتم دمجها ضمن قوات الدولة وتحت قيادات حكومية تضمن الأمن والاستقرار الجمعي للمجتمع الجنوبي .

وعن الاسباب والحلول لتفاقم مشكلة قمع الحريات الصحفية ، يقول السياسي اليمني "احمد الشرعبي" في تصريحاته ل"الحكمة نت" ان "المليشيات المسلحة سواء في الشمال او الجنوب ترغب بالوصول إلى الحكم دون خبرة سياسية كافية، ودون فهم لبيئة العمل السياسي والصحفي على حد سواء ودون وجود كوادر تتحلى بحد أدنى من الكفاءة، ومما لاشك فيه انها تستشعر الخطر من السلطة الرابعة اي (الصحافة والإعلام) وهذا انعكس في ممارستهم القذرة تجاه الصحفيين والإعلاميين المناوئين لهذة المليشيات في اليمن .

مؤكدا ان حل هذة الكارثة الكبرى التي خلقتها المليشيات خارج إطار الدولة لا يكمن في إصلاح عيوبها او التغاضي عن ممارستها القذرة ، التي تعتمد على إسكات النقد وتكميم الأفواه ، وانما في القضاء على هذة المليشيات واجتثاثها تماما من الشارع اليمني و وضع حدا لطموحاتها الضيقة .

الجدير بالذكر ان العديد من الصحفيين والاعلاميين اليمنيين ، تعرضوا على ايدي المليشيات المتمردة ، الى الاغتيال والقتل بالسم والقنص و الاعتقالات والتهجير والملاحقات الأمنية وإحراق واغلاق المكاتب والقنوات الفضائية وغيرها من الأعمال الإجرامية ، كان اخرها جنوب اليمن ، حيث تم إعتقال الصحفي عوض كشميم في حضرموت واستدعاء أمني للصحفي فتحي بن لزرق بعدن ، وإحراق مؤسسة الشموع للطباعة واغلاق صحيفة اخبار اليوم ، وهناك الكثير من الإنتهاكات الاخرى لامجال لذكرها .

متعلقات