وتحدى المحتجون الغاضبون تحذيرات كبار المسؤولين وتظاهروا الليلة الماضية في مناطق متفرقة من طهران وفي همدان والأحواز وأصفهان. وأفادت تقارير رسمية بسقوط 21 قتيلاً في تويسركان بمحافظة همدان ودرود في لرستان وايذج في الأحواز وشاهين شهر وقهدريجان بمحافظة أصفهان، فيما اعتقل أكثر من ألف شخص في أكثر من 70 مدينة. كما تناقل ناشطون مقاطع فيديو تظهر إطلاق قوات الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الذين نقل عشرات منهم إلى المراكز الصحية.
وفي مؤشر على عجز الشرطة عن احتواء الموقف، حذر نائب قائد قاعدة «ثأر الله» التابعة لـ«لحرس الثوري» والمكلفة أمن طهران، العميد إسماعيل كوثري قائلاً: «لن نسمح بأي حال من الأحوال أن يستمر انعدام الأمن في طهران (...)، وإن تواصل الأمر فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له» وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وحتى أمس، كان المرشد الإيراني الغائب الأكبر عن زلزال الطبقات الإيرانية المهمشة، لكنه بدلاً من أن يسعى لتهدئة المحتجين، اختار توجيه الاتهام لأطراف خارجية بإشعال الاحتجاجات. وقال: «في قضايا الأيام الأخيرة، الأعداء المتحالفون استخدموا أدوات مختلفة مثل المال والسلاح والسياسة والأجهزة الأمنية لإثارة مشاكل للنظام».
ويراقب المجتمع الدولي بقلق بالغ قمع السلطات للمحتجين. وفي هذا السياق، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالمتظاهرين، وقال إنهم يتحركون ضد نظام طهران «الوحشي والفاسد»، فيما طالبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الوضع.
بدوره، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بـ«احترام حقوق الشعب الإيراني في التجمع سلمياً وحرية التعبير»، فيما دعت كندا «السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق الديمقراطية»، وهو ما دعت إليه، فرنسا أيضاً، الذي اتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني برئيسها إيمانويل ماكرون، هاتفياً، طالباً منه التحرك ضد مجموعات إيرانية «إرهابية» معارضة في فرنسا اتهمها بإثارة الاحتجاجات.
المصدر: وكالات