رئيس الوزراء يحضر فعالية إطلاق الجزء الأول من الدراسات الإحصائية التحليلية المعمقة
الثلاثاء 29 ابريل 2025 الساعة 19:16
[29/04/2025 03:33 عدن- سبأنت حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن، فعالية إطلاق الجزء الأول من الدراسات الإحصائية التحليلية المعمقة من المسح العنقودي متعدد المؤشرات، والتي نظمها الجهاز المركزي للإحصاء بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وتضمنت الفعالية، اطلاق دراستين حول تحليل الفقر متعدد الابعاد لدى الاسرة وابعاد الحرمان المتداخلة لدى الأطفال في اليمن وتحليل معمق لوضع حماية الطفل في اليمن 2024م. والقى دولة رئيس الوزراء، كلمة في الفعالية، أكد فيها ان هاتين الدراستين الهامتين نتاج للشراكة الفاعلة بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، لتقديم معلومات تساعد على تصميم التدخلات وتوجيه سياسات التنمية، وفقا للأولويات الملحة.. موضحاً ان هذه الدراسات المبنية على مسوحات ميدانية هامة جدا، باعتبار أن الاستجابة دون إدراك التغيرات أو الواقع أو الاحتياج قد تكون نتائجها عكسية وتهدر الموارد المحدودة المتوفرة. ووجه بترجمة نتائج هاتين الدراستين الى رؤى وخطط سواء على مستوى الحكومة او على مستوى المنظمات الدولية.. داعيا الشركاء من الدول والمنظمات المانحة الى تقييم الخطط والبرامج وتعديلها وتحديد مجالات التدخل بناءً على النتائج في هذا المجال. وأوضح الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ان الدراسة الأولى حول تحليل الفقر متعدد الابعاد لدى الاسرة وأبعاد الحرمان المتداخلة لدى الأطفال في اليمن 2024م، خطوة أساسية لفهم التحديات التي تواجه أسرنا وأطفالنا، حيث ان الفقر ليس مجرد نقص في الدخل، بل هو حالة متعددة الابعاد تشمل التعليم، الصحة، وظروف المعيشة.. وقال "من خلال هذه الدراسة سنتمكن من رسم صورة شاملة عن الوضع الحالي مما يساعدنا في صياغة سياسات فعالة تسهم في تحسين حياة الاسر والأطفال". وأكد ان حماية الأطفال هي مسؤوليتنا جميعًا ويجب ان نضمن لهم بيئة آمنة تمكنهم من النمو والتطور، والدراسة الثانية حول "التحليل الاحصائي المعمق لوضع حماية الطفل في اليمن 2024 بالاستناد الى نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات"، ستساعد على تحديد الثغرات في نظام حماية الطفل، ومدى فعالية السياسات الحالية، مما يتيح اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز حقوق الأطفال في اليمن، والتي تعرضت لانتهاكات جسيمة جراء الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على السلطة الشرعية بقوة السلاح إيراني أواخر العام 2014م ولفت الى ان نتائج الدراستين لافتة وبعضها صادمة، وبعضها مؤشرات خطيرة، ويجب ان تكون جرس انذار لنا وهذه الأرقام امامنا في كل خطة وفي كل عمل، وبينها ان 50 بالمائة من الاسر تعاني من الفقر متعدد الابعاد، وهذا الفقر اكثر حدة بين الأطفال التي تتراوح أعمارهم من (0-4) سنوات مقارنة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (5-17)عامًا، إضافة الى ان 63.3بالمائة من الاسر الريفية تعاني من الفقر متعدد الابعاد مقارنة ب21.4 بالمائة في المناطق الحضرية. ووجه رئيس الوزراء، بوضع استراتيجية وطنية للحد من التقزم، واعتبار ذلك أولوية قصوى وعاجلة، لان هذه القضية تمس مستقبل أطفالنا.. مشددا على وزارة التخطيط والتعاون الدولي البدء بالعمل على هذه القضية، والاستفادة من هذه الدراسات كأدوات لتوجيه الجهود نحو بناء المستقبل والتخطيط ورسم استراتيجيات وتدخلات بما يضمن تحقيق تنمية عادلة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما وجه ببناء الوحدات الإحصائية في الوزارات وعقد لقاءات تنسيقية مع الجهاز المركزي للإحصاء وحرص الحكومة على بناء قدراته لتمكينه من القيام بمهامه.. مؤكدا انه دون وجود بيانات مستقلة ودقيقة لا يمكن التخطيط والمضي قدما في التعاطي مع التحديات الكبيرة.. منوها بجهود قيادة وكوادر الجهاز المركزي للإحصاء. وجدد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، التأكيد على ان ما نعانيه اليوم من تردي للخدمات في شتى المجالات هو احد النتائج المباشرة للفساد وضعف الشفافية، وان مكافحة الفساد لم تعد خيارا بل امرا حتميا، وواجب ومسؤولية علينا جميعا وضمن أولى الأولويات في المسارات الخمس التي يعمل عليها.. مؤكداً ان الموارد المحدودة التي نمتلكها يجب ان توجه الى مكانها الصحيح، بتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة الإنسانية القائمة وخفض مؤشرات الفقر والاهتمام بالأطفال باعتبارهم أمل المستقبل. وأضاف " ومع كل ذلك يجب ان لا نتغافل للحظة عن أساس وجذور كل المشاكل التي نعاني منها وهي الانقلاب الحوثي ومشروعه السلالي العنصري، الذي هدم الدولة واستباح قتل شعبنا ودمر مقدرات الوطن، وجلب الخراب والدمار، ونعمل في الحكومة وبتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي على العمل مع المجتمع الدولي من أجل خلق معادلة ردع مشتركة ضد السلوك الإرهابي الحوثي، وإجباره على التسليم بإرادة الشعب اليمني". وتوجه رئيس الوزراء في ختام كلمته الشكر للجهاز المركزي للإحصاء على تسليط الضوء على القضايا الحيوية التي تمس التنمية، وكذلك الفنيين الذين عملوا في هذان التقريران على مدى عامان.. مثمنا دعم منظمة اليونيسف لإجراء الدراسات، واهمية دعمها للجهات ذات العلاقة في رسم الاستراتيجيات والاطر.. داعيا الجميع للتعاون والعمل سويًا من اجل تحقيق التغيير في الوطن. من جانبها اشارت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الدكتورة صفاء معطي، الى أن الجهاز نفذ المسح العنقودي متعدد المؤشرات خلال العام من 2022 حتى 2023م والذي خرج بجملة من النقاط والتوصيات مما استدعى الى إعداد دراسة معمقة لكل جزء من الاجزاء المتصلة بالمسح بهدف الوصول الى نتائج تساعد الجهات ذات العلاقة من معالجة التحديات التي تواجهها البلاد ..داعية القطاعات الوطنية والجهات المعنية الاهتمام بنتائج الدراسات للبدء برسم السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها وضع آليات تحسين مختلف الاوضاع وكذا دعم القدرات الوطنية بما يمّكنها من إعداد الخطط الاستراتيجية تسهم من عملية الانتقال من خطط الاستجابة الطارئة الى خطط التنمية بما يتوافق مع توجهات الحكومة في هذا الشأن. فيما لفت وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع التعاون الدولي عمر عبدالعزيز، الى اهتمام الوزارة بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الفاعلين والمنظمات الدولية في تنفيذ مسوحات ودراسات بغية توفير بيانات عالية الجودة لتقييم وضع الحالة العامة للبلاد بمختلف القطاعات وتحديث المعلومات اللازمة بما تعزز أولويات وتوجيهات الحكومة بصدد إحراز التقدم المطلوب نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. بدوره أوضح المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوارد بيجيدير، بأن مناقشة نتائج اول تحليل وطني شامل للفقر متعدد الابعاد في اليمن ،هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على مستوى الأسرة والطفل.. لافتاً الى أن الفقر المالي في اليمن أصبح تحدي أكثر وضوحاً.. معرباً عن أمله أن يسهم التحليل في توجيه القرارات والاجراءات اللازمة لتحسين رفاهية الاطفال والاسر في اليمن. تخلل الفعالية، التي حضرها عدد من الوكلاء ومدراء عموم الوزارات المعنية وذات العلاقة وممثلين المنظمات الأممية والدولية، عرض عن تحليل الفقر متعدد الابعاد من قبل منظمة اليونيسف وعروض مختصرة عن نتائج تحليل الفقر متعدد الابعاد لدى الأسرة وأبعاد الحرمان المتداخلة لدى اطفال اليمن 2024م، وعن نتائج التحليل المعمق لوضع حماية الطفل في اليمن 2024م.
متعلقات