تشهد العاصمة صنعاء حالة من الانقسام منذ قرابة الاسبوعين ما بين (شمال حوثي وجنوب عفاشي)، وذلك على اثر تصاعد حدة التوتر بين الجانبين، الذي بلغ ذروته عند اندلاع المواجهات المسلحة بينهما السبت الماضي في منطقة حدة (جولة المصباحي) والتي سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
وتباينت روايات الطرفين بشان الحادثة، الذي ادعى كلا منهما قيام الآخر بالاعتداء عليه - إلا ان اصدق الروايات جاءت على لسان احد ضباط الحرس الجمهوري يوم امس والذي سرد تفاصيل الحادثة ونقل صورة كاملة عما تشهده العاصمة صنعاء من تصعيد من قبل طرفي الانقلاب.
وكشف ضابط الحرس في روايته عن مدى الاختلاف الكبير بين جماعتي صالح والحوثي، والنوايا التي يبيتها الحوثيين لتصفية اخر رجال صالح وازاحتهم عن المشهد.
ورغم تاكيد الطرفين مساء امس عن توصلهما الى اتفاق لوقف عملية التصعيد وانهاء التوتر بينهما الا ان مجريات الأحداث على أرض الواقع تأتي مغايرة .. فقد اقدمت عناصر مليشيا الحوثي اليوم بالاعتداء على محامي صالح بالضرب المبرح، مما ادى الى إصابته بعدة جروح ادخل على أثرها إلى المستشفى، ناهيك عن مواصلة عناصر مليشيا الحوثي تعسفاتها و إذلالها لرجال المؤتمر ليس في العاصمة صنعاء وحسب و إنما في العديد من المحافظات التي لا تزال خاضعة لسيطرتهم.
وحصل "الحكمة نت" على تصريح خاص من احد عقال الحارات بصنعاء طلب عدم الكشف عن هويتة، حيث قال إن الحوثيين اعتدوا عليه في منزلة وطلبوا منه تمزيق صور صالح وازالة شعار المؤتمر من على منزلة وسيارته .. مضيفا ان المليشيا هددته بتفجير المنزل اذا ما لوحظ عليه اي نشاط لصالح حزب المؤتمر في الفترة القادمة.
هذا واقتصرا سيطرة قوات الحرس الجمهوري على اجزاء من جنوب العاصمة صنعاء، فيما ركزت عناصر مليشيا الحوثي سيطرتها على المناطق الواقعة وسط و شمال العاصمة صنعاء.
وفي ذات السياق اختزلت صور وزعت على نطاق واسع في شمال العاصمة وجنوبها مشهد الصراع القائم والمتصاعد بين الحوثيين وصالح .. ففي الوقت الذي نشر فيه حزب المؤتمر ملصقات تحمل صورة العقيد "خالد الرضي" القيادي في الحزب الذي قتله الحوثيين قبل يومين مرفقة بعبارة "شهيد الغدر والخيانة" .. سارع الحوثيون لنشر ملصقات مماثلة ولافتات تحمل صور الحوثيين الذين قتلوا خلال تلك الاشتباكات مرفقة بعبارة "شهيد الواجب" .
الى ذلك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والمتضامنة مع محامي المخلوع صالح، رغم الانكسار وخيبة الأمل التي اصابتهم من خطاب صالح الأخير أمام حشد السبعين.
واعرب العديد من نشطاء المؤتمر عن استغرابهم من الذل والخنوع والتحلي بضبط النفس التي ابدتها قيادات حزبهم على راسهم المخلوع صالح تجاه ما يتعرض له اعضاء المؤتمر خاصتهم والمنتمين اليه من استفزازات واعتداءات وقمع واذلال.
ويسود المشهد في العاصمة حالة من التوتر والتحشيد العسكري بين الطرفين، وسط ترقب وخوف وتوجس السكان من تداعيات ذلك، دون الحديث عن تصاعد الاحداث خشية الوقوع في مصيدة احدهما .