تواصل الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها مليشيا الحوثي الإرهابية انتهاكاتها وملاحقاتها، بحق الاكاديميين والاعلاميين والكتاب والناشطين، وغيرهم من النخب المستنيرة، مرتكبة بحقهم ابشع الانتهاكات، وفي مختلف المنطاق اليمنية.

الدكتور حاتم اللهبي الحاصل على درجة الدكتوراة في اللغة الإنجليزية والأدب المقارن، أحد ضحايا هذه الجماعات، فمنذ بداية الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي واجه العديد من المضايقات، وذلك نتيجة آرائه المناهظة للحرب ولممارسات تلك الجماعات، حيث اتهم بالكفر، وتلقى على اثر ذلك العديد من التهديدات بالقتل هو واسرته، الأمر الذي اضطره للفرار هو واسرته الى جمهورية مصر العربية عقب انهائه درجة الدكتوراة، والتي لا يزال يقيم فيها حتى الآن.

ولم تتوقف عملية إستهدافه من قبل تلك الجماعات عند ذلك الحد بل بلغ بها الانر بملاحقته الى مقر اقامته في مصر، وذلك من خلال مواصلة تهديده برسائل واتصالات عبر العديد من حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن تلك الرسائل على سبيل المثال: رسالة من خساب يدعى ( صفوان الطيب) تقول: "مهما حاولت الهروب من صنعاء  وبتشوف وين يكون مصيرك يا مرتزق. سيدي عبدالملك الحوثي  سيدك وعينك يا مرتزق.ومنشوراتك التى تحاول الاساءة بها عن حكومة صنعاء  بتدفع ثمنها في يوم من الايام.فكم من مرتزق من امثالك كانت نهايتهم وخيمة".

وايضا رسالة أخرى من حساب بإسم (xyememx) تقول: "صدقني لن يفيدك احد و هذه نصيحة لوجه الله مالم فانت تفتح لنفسك ابواب جهنم اذا استمريت بهذه الافكار المسيئه للاسلام  ولا با نسكت لك و بعدين حاول ترجع اليمن و انت تشوف"  رسالة وثالثة من حساب بإسم (أبو حسين) : "صدقني لن يفيدك احد و هذه نصيحة لوجه الله مالم فانت تفتح لنفسك ابواب جهنم اذا استمريت بهذه الافكار المسيئه للاسلام  ولا با نسكت لك و بعدين حاول ترجع اليمن و انت تشوف" .. وريالة رابعة تقول: "يعني قصدك ان محد يقدر يوصل لك انت بتشوف. وقسمن بالله لوما تبطل هذه المنشورات وتحذف الذي نشرته لايكون نهايتك ياتافه وانت داري حكم المرتد وماعيوقع لك".

الجدير بالذكر أن الدكتور حاتم اللهبي أحد خريجي جامعة إب من أوائل دفعته العام 2005م، الا ان الجهات الرسمية همشته وحرمته من الحصول على حقه الأكاديمي في ممارسة التدريس حسب لوائح الجامعة .. الامر الذي دفعة لمواصلة دراساته العليا دون تدخل الجامعة، وبالتالي حصل على منحة شاملة من الحكومة الهندية لتحضير الماجستير وفعلاً حصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، الأمر الذي جعله ينال التقدير و تمديد المنحة الدراسية لتحضير الدكتوراة.

الدكتور اللهبي كان يأمل بأن يحصل على فرصة تعيين في الكلية التي تخرج منها لكن للأسف تم إقصاؤه لسبب وحيد و هو رفضه للولاء لمليشا الحوثي التي تسيطر على جميع مفاصل الدولة ناهيك عن إدارة الجامعة. 

لم يقتصر الأمر على ذلك بل تسبب فكره المناهض للحوثيين في تعرضه للقمع و التهديد حيث تم الإعتداء على ممتلكاته الشخصية ، كتحطيم سيارته من قبل أشخاص مجهولون. هذه الحادثة كانت بمثابة إنذار خطير قام على إثرها بترك البلد و النفاذ بجلده حيث أصبح الوضع خطير جداً في حالة بقائه في اليمن. تسبب ذلك في أذى نفسي و مادي له و لأسرته التي اصطحبها معه الى دولة الهند.

بعد أن أكمل رسالة الدكتوراة، لم تكن العودة إلى اليمن خياراً آمن خصوصاً و أنه يتلقى تهديدات بالتصفية بين الحين و الآخر من قبل أشخاص مجهولون معظم  تلك التهديدات توحي بأنها ليست من أتباع للحوثيين فقط و انما أشخاص ذات توجه ديني راديكالي تكفيري، وبالتالي قرر الدكتور اللهبي الإنتقال مع زوجته و أطفالهم إلى دولة مصر الشقيقة بحثاً عن ملاذٍ آمن. و لكن للأسف ما زالت تلك التهديدات تصله حتى كتابة هذا الخبر و ذلك بسبب ما يكتبه في وسائل التواصل الإجتماعي و كذلك المقالات الجريئة التي ينشرها في بعض المواقع الثقافية الإلكترونية.