تشهد العاصمة المؤقتة عدن، في الوقت الراهن، زخماً دبلوماسياً واسعاً، مع استضافتها سفراء ومبعوثين غربيين، في سياق المساعي الدولية الداعمة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، وجهود تمديد الهدنة الإنسانية.
وشدد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، خلال لقاءاته مع بعثة وسفراء الاتحاد الأوروبي، والسفير الأمريكي الجديد لدى بلادنا، والمبعوثين الأمريكي والسويدي، على ضرورة تنفيذ الميليشيات الحوثية لالتزاماتها، بما في ذلك فك الحصار عن تعز وتحييد عائدات رسوم سفن الوقود.
وقدم السفير الأمريكي الجديد لدى اليمن، ستيفن فاجن، أوراق اعتماده رسمياً لفخامة الرئيس العليمي، أثناء استقبال رئيس مجلس القيادة له، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، يوم أمس.
ونقلت مصادر رسمية، تصريحات لرئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، خلال لقائهما -كلا على حدة-، السفير الأميركي ومبعوث واشنطن ليندركينغ، في عدن، حذرا فيها من استمرار الحصار الحوثي على تعز، ورفض تنفيذ بنود الهدنة الأممية.
واكدا فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء، إن مجلس القيادة والحكومة، يتعاملان مع القضية الإنسانية في أنحاء اليمن على قدم المساواة، سواء في المناطق المحررة أو تلك التي لا تزال ترزح تحت سيطرة الميليشيا الحوثية التي تواصل ابتزاز العالم بآلام المواطنين.
ونسبت المصادر الرسمية، إلى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غوتيريش، أنه أعرب عن تفهمه لتحفظات قيادة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى.
وأشاد بدور مجلس القيادة في تنفيذ بنود الهدنة، وتجاوبه مع مساعي مبعوثه الخاص لتمديدها، مع تعهده «بالضغط على الميليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن».
إشادة أوروبية بالإصلاحات الحكومية
أشادت دول الاتحاد الأوروبي، بالإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تنفذها الحكومة، بما في ذلك إقرارها للموازنة العامة للدولة واحالتها إلى البرلمان.
وأكدت الدول الاوروبية، ممثلة ببعثة الإتحاد، والمبعوث السويدي، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى بلادنا، خلال استقبال رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، لهم أمس الأربعاء، في العاصمة المؤقتة عدن، أن زيارتهم الحالية الى عدن، هي رسالة دعم للانتقال السياسي ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ودعم اليمن والوقوف مع شعبها، واسناد جهود السلام..
وأشاروا الى الحرص على الاطلاع على جهود الحكومة والتحديات التي تواجهها وجوانب الدعم الممكن تقديمها لمواصلة جهودها بما في ذلك تعاملها مع ازمة الامن الغذائي وتنفيذ الإصلاحات.
وجرى خلال اللقاء، وفقا لما رصده محرر "المنارة نت" بحث العلاقات المشتركة وآفاق تنميتها وتطويرها، والتأكيد على أهمية الدعم الأوروبي لليمن في هذه المرحلة خاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية واسناد جهود الحكومة للتعامل معها، وفي المقدمة حشد الجهود لتوفير دعم عاجل لتحقيق الامن الغذائي مع التطورات العالمية الراهنة، واستكمال تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية.
واستعرض اللقاء، مسار الهدنة الأممية وفرص تجديدها والدور الأوروبي الممكن القيام به في ممارسة الضغط على مليشيا الحوثي لتنفيذ التزاماتها بموجب بنود الهدنة وفي المقدمة رفع حصارها المفروض عن تعز، والرؤى المقترحة لدعم جهود الحل السياسي في اليمن، في اطار استمرار وحدة الموقف الدولي المستند على المرجعيات الثلاث.
وفي مستهل اللقاء رحب رئيس الوزراء، ببعثة الاتحاد الأوروبي، وسفراء الدول الأوروبية، المعتمدين لدى اليمن في هذه الزيارة للعاصمة المؤقتة عدن، والتي اعتبرها دعماً حقيقياً لليمن عقب الانتقال السياسي في ابريل الماضي وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.. مؤكدا ان هذا التغيير السياسي يمثل فرصة حقيقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلاقات الاستراتيجية مع المنطقة والعالم.
وأحاطهم الدكتور معين عبدالملك، بالتطورات والمستجدات فيما يتعلق بالهدنة الأممية، وتنصل مليشيا الحوثي كعادتها عن تنفيذ التزاماتها، رغم ما ابداه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من مرونة وتقديم تنازلات كبيرة من اجل انجاحها لتخفيف معاناة الشعب اليمني.. معربا عن تطلعه ان تكون البيانات الأوروبية واضحة وضاغطة وبصورة مستمرة من أجل رفع الحصار الحوثي المفروض على تعز وتنفيذ بنود الهدنة الأممية دون تسويف او مماطلة
وتطرق رئيس الوزراء، الى الإصلاحات التي تنفذها الحكومة بدعم من مجلس القيادة الرئاسي والتعامل مع التحديات المستجدة وفي مقدمتها الامن الغذائي والحفاظ على استقرار العملة وتحسين الخدمات الأساسية واولويات التعاطي معها وفق مسار عاجل على المدى القصير والدعم الإقليمي والدولي المطلوب.. لافتا الى الإجراءات العاجلة التي يجري العمل عليها لتحسين الخدمات الأساسية وتامين أسواق بديلة لاستيراد القمح والمضي في برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية.
وعبر عن تطلعه الى مزيد من الدعم الأوروبي للحكومة للحفاظ على توفر وتماسك الخدمات الحيوية في قطاعات الصحة والتعليم الأساسي والجامعي.. منوها بالدعم الاقتصادي الذي أعلنته المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والذي يمثل فرصة لإعادة ترتيب وضع الاقتصاد، وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.
ويضم الوفد الأوروبي، رئيس بعثة الاتحاد لدى اليمن، وسفراء دول: فرنسا، وألمانيا، والنمسا، وهولندا، والسويد، والنرويج، والمبعوث السويدي الخاص الى اليمن.
تصريح صحفي لوزير الخارجية
وفي ذات السياق، ادلى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أمس الأربعاء، بتصريح صحفي حول الزخم الدبلوماسي الواسع الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن.
وجاء تصريح وزير الخارجية وشؤون المغتربين الذي رصده محرر "المنارة نت"، على النحو التالي:
سعداء بزيارة سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية السيد ستيفن هاريس فاجن برفقة المبعوث الخاص السيد تيم ليندر كينغ إلى عدن يومنا هذا، حيث تترافق هذه الزيارة مع زيارات أخرى للعديد من الوفود الدبلوماسية التي تقصد العاصمة المؤقتة عدن في رسالة واضحة من المجتمع الدولي لدعم الشعب اليمني، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في جهودهما لتطبيع الأوضاع، واستعادة الاستقرار والأمن، وتحسين الخدمات في عدن وكافة المحافظات المحررة.
إن الاهتمام الذي توليه الإدارة الأمريكية لليمن والجهود الذي تبذلها لإنهاء الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية ضد كافة أبناء الشعب اليمني والسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل في اليمن، هي جهود محل تقدير وتعكس عمق ومتانة العلاقات اليمنية – الأمريكية، وكما أكدت خلال لقائي الأخير في واشنطن مع السيد انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة فإنني أجدد هنا تأكيد والتزام الحكومة اليمنية للعمل عن كثب مع الإدارة الأمريكية وبذل كل ما يمكن لإنهاء الحرب وإحلال السلام وفقا للمرجعيات الثلاث ورفع المعاناة عن كافة أبناء الشعب اليمني.
أننا نتطلع لتعزيز التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة في كافة المجالات ولا سيما في إعادة بناء المؤسسات المدنية والأمنية، وإقامة المشاريع الاستثمارية خاصة في العاصمة عدن، كما نشيد بالشراكة الفاعلة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف العنيف.
لقد تفاءل اليمنيون برؤية الزخم الدولي والجهود الصادقة التي بُذلت لإرساء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى رفع المعاناة الإنسانية التي تسببت بها حرب المليشيات الحوثية تجاه كافة أفراد وأطياف الشعب اليمني، وهي الحرب التي ما زالت تسعرها هذه المليشيات بتصعيدها العسكري في حجة وتعز رغم الهدنة متسببة بسقوط مئات الضحايا من المدنيين سواء أولئك الذين تستهدفهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، أو أولئك الذين يسقطون ضحايا لملايين الألغام الفردية التي زرعتها المليشيات بشكل عشوائي في كل أراضي اليمن.
وللأسف وعلى الرغم من تقديم الحكومة للعديد من التنازلات الكبيرة لإنجاح الهدنة إداركاً وإيماناً منها أن الأهم هو رفع معاناة الناس بعيداً عن تعنت واستغلال الحوثيين لهذه الملفات الإنسانية، إلا أن هذا التفاؤل لم يلبث أن أصطدم بجدار التعنت والمماطلة الحوثية وهو الأمر الذي استمرأته هذه المليشيات في ظل عدم مساءلتها عن نتائج أفعالها وانتهاكاتها بحق اليمنيين.
أننا نود أن نذكر المجتمع الدولي بأن القضايا الإنسانية لا تقبل التجزئة ولا ينبغي التعامل معها بتمييز، فمعاناة المدنيين واحدة سواء في صنعاء أو الحديدة أو تعز، إن رفع قيود التنقل في تعز يجب أن تطبق فورا وفقا لاتفاق الهدنة ولا ينبغي الصمت تجاه ما تقوم بهذه المليشيات من حصار مستمر لمحافظة تعز وإغلاق طرق ومنافذ المحافظة، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين في تعز، وتجاه إنجاح الهدنة باعتبار ذلك مقياس الثقة الحقيقي الذي يفترض البناء عليه للوصول لعملية سلام حقيقة وشاملة وعادلة.
المصدر: "المنارة نت" + "الشرق الأوسط"