بصوت واحد تشكو النساء اليمنيات العاملات في المجال الإنساني والإغاثي من "إرهاب وترهيب" تمارسه ميليشيا الحوثي ضدهن.
فقد أكد العديد من اللواتي أجبرهن الحوثيون على ترك العمل أن الميليشيا حولت حياتهن إلى جحيم.
عنف جسدي
كما عدّدن في أحاديث خاصة لـ"العربية.نت/الحدث.نت" دون الكشف عن هوياتهن، أنواع إرهاب ميليشيا الحوثي تجاه المرأة اليمنية عامة، والقيود التي فرضت على النساء العاملات خاصة، من الإيقاف في نقاط التفتيش عند انتقالهن للعمل من مكان إلى آخر داخل المحافظة، وتفتيش الهواتف والحواسيب المحمولة والأوراق الخاصة بالعمل، والتهديد بالاعتقال إذا لم يتركن تلك المنظمات لأنها "تروج للرذيلة"!
كذلك أكدن خضوع منازلهن للتفتيش من قبل "الزينبيات"، وهي فرق نسائية تابعة للحوثي. وكشفن أن غالبيتهن تعرضن للعنف الجسدي والترهيب النفسي والسب والابتزاز، والتهديد باعتقالهن أو اعتقال أقاربهن.
كما أضفن أن حدة هذه الانتهاكات زادت مع إصدار الميليشيا توجيهات بمنع سفر المرأة إلا بمرافقة أو إذن خطي من ولي الأمر.
"مأساة حقيقية"
فيما أوضحت إحدى المحاميات العاملات في اللجنة الوطنية لتوثيق الانتهاكات أنها تعرضت للملاحقة من قبل مسلحين تابعين لميليشيا الحوثي مرات عدة، وتعيش متخفية جراء التهديد المستمر.
إلى ذلك أفادت الصحافية والناشطة المجتمعية، عبير محسن، في تصريح خاص لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، أن المرأة اليمنية تعيش حالة ترهيب وتخويف وملاحقة واستهداف مباشر، ويرافق ذلك حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورة النساء العاملات في هذا المجال.
وأضافت أن "معظم العاملات والعاملين اليمنيين في المجال الحقوقي يعيشون مأساة حقيقية".
مجتمع مشلول
من جهتها قالت الناشطة وداد البدوي إن هناك تشديدا حوثيا كبيرا على عمل المرأة في المنظمات والمجتمع المدني، وتحريض على العاملات بهذا المجال، مؤكدة أن المجتمع المدني في مناطق الحوثيين أصبح "مشلولاً" جراء ذلك.
وكشفت أيضاً أنه لا يوجد "أي حضور للنساء" في صعدة، معقل الميليشيات الرئيسي، عن تجربة الحوثيين في معقلهم الرئيس بصعدة.
تراجع حقوق المرأة
بدورها قالت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة، حورية مشهور، لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، إنه "للأسف تراجعت حقوق المرأة كثيراً في مناطق سيطرة الحوثيين وكل الذي تم بناؤه في الفترة السابقة من إنشاء الهياكل والمؤسسات المعنية بتنمية المرأة قد انهار".
وأشارت إلى أن الحوثيين غير مؤمنين لا بحقوق النساء ولا بحقوق الرجال ولا بحقوق أي فئة في المجتمع. ولفتت إلى وجود تقارير عن انتهاكات واسعة وتضييق على الفتيات في الجامعات أو نساء في العمل، وتقييد حرية حركة النساء، وفرض قيود لحصولهن على الأوراق الثبوتية كالجواز والبطاقة الشخصية وغيرها، وحتى التضييق عليهن في الشارع والسوق والمواصلات العامة، ووصل الأمر للمجالات الخاصة كالمناسبات والأفراح.
اعتقال 1181
يذكر أنه وفق تقارير منظمات حقوقية، فإن عدد النساء المعتقلات في سجون الحوثيين حتى عام 2021 بلغ 1181 امرأة، يتم معاملتهن بوحشية.
وهو ما أكده أحدث تقرير لفريق لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، الذي حذر من تزايد حدة العنف تجاه المرأة في مناطق سيطرة الحوثيين، وكذلك التضييق على المرأة العاملة وتقييد حريتها في التنقل، وهو ذات التحذير الذي أطلقته منظمة العفو الدولية ومنظمات دولية أخرى.