وجهت السلطات اليمنية ضربة موجعة لمليشيات الحوثي، بضبطها شحنة كبيرة من الصواريخ دقيقة التوجيه، والتي كانت في طريقها لمناطق الانقلابيين.
وينظر لشحنة الصواريخ الجديدة التي تم ضبطها في أحد المنافذ البرية الحدودية مع اليمن، بأنها دليل دامغ على استمرار انتهاك إيران لحظر الأسلحة الشامل الذي فرضه مجلس الأمن الدولي في 28 فبراير/شباط الماضي.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى، إن وحدات الحماية الأمنية في ميناء "شحن" البري في محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد، استولت على شاحنة كانت تقل صناديق لـ4 مولدات كهربائية داخلها صواريخ "كورنيت" مضادة للدروع، وذلك مساء الخميس.
ويقع ميناء "شحن" البري على الحدود اليمنية العُمانية في الشرق من المهرة، ووفق المصدر فقد عثرت القوات الأمنية على أكثر من 52 صاروخا متطورا مضادا للدبابات والدروع.
وأشاد المصدر بدور القوات الأمنية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية في ضبط هذه الشحنة، والتي كانت متجهة للعاصمة المختطفة صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وتعد الشحنة هي الأولى منذ صدور قرار مجلس الأمن بحظر شامل على تسليح الحوثيين آخر الشهر الماضي، والتي جاء ثمرة لحراك دبلوماسية الإمارات ضمن مساعيها في تجفيف مصادر الأسلحة للجماعة الإرهابية.
ووفقا لمحاضر التحقيقات مع سائق الشاحنة فقد اعترف بتهريب شحنة واحدة على الأقل، وأوصلها إلى الحوثيين، وذلك بمساعدة أذرع التهريب للمليشيات في محافظة المهرة.
عملية تمويه معقدة
وأعلنت سلطات الجمارك اليمنية رسميا عن ضبط كمية الصواريخ من نوع "كورنيت" مضادة للدبابات والمدرعات، كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي، وذلك في منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان.
ونقل بيان عن مدير جمرك شحن الحدودي سالم عقيل، قوله إن السلطات نفذت عملية نوعية عقب الاشتباه بحاويات مولدات كهربائية، حيث اكتشف موظفو الجمارك 52 صاروخا تم إخفاؤها داخل 4 صناديق بعدما تم إخراج المولدات الكهربائية وشحنها مكانها.
وعن تعقيد عملية التمويه، أشار المسؤول اليمني إلى أن العملية نفذت باحترافية شديدة، حيث تم تركيب دينمو صغير بديل لمكان المولد ليعمل بشكل طبيعي عند تشغيله في المنفذ، قبل أن يتم كشف عملية التهريب.
وبحسب البيان، فإن عملية الضبط تعد هي الأكبر لسلاح نوعي وأهم عملية للسلطات مؤخرا ضمن جهد مدروس ورؤية منظمة لجمرك شحن خاصة وللجمارك اليمنية عموما لحماية الأمن القومي من عصابات تهريب الأسلحة والإضرار بأمن الوطن والمواطنين.
تتويج لجهد السلطات
وفي تعليق على نوعية الصواريخ المضبوطة، قال الخبير العسكري اليمني وضاح العوبلي إنها صواريخ حرارية موجهة ضد المدرعات والدبابات، وحتى المواقع المتقدمة.
وتابع في تصريحات صحفية، أن هذا النوع من الصواريخ يمكن استخدامها ضد طائرات الأباتشي عندما تكون على ارتفاع منخفض فوق مناطق صحراوية تحيط بها مرتفعات جبلية.
وأشار الخبير اليمني إلى استخدام مليشيات الحوثي هذا النوع من الصواريخ في معركتها خاصة في مأرب معتمدة على شبكة تهريب واسعة تتم بضغط من نظام إيران إلى أذرعه في اليمن ما يعد انتهاكا خطيرا للقرارات الدولية لحظر الأسلحة للمليشيات، ودليلا ضد الدول التي تنتهك حظر قرار التسليح.
وتأتي عملية ضبط الشحنة الأخيرة عقب جهود دبلوماسية وعسكرية للتحالف لتأمين طرق التهريب بما فيه الجهود السعودية مع عمان لمكافحة طرق التهريب الإيرانية إلى مليشيات الحوثي، وفقا للخبير العسكري.
وكانت آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة المقدم لمجلس الأمن أكد استمرار عمليات تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي بما فيه عبر المنافذ البرية للمهرة، شرقي البلاد.
وفي 28 فبراير/شباط الماضي، وسع مجلس الأمن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على عدد من قادة الحوثيين ليشمل المليشيات الانقلابية بأكملها، في مسعى لتجفيف مصادر تسليح المليشيات والتي تعتمد على الشحنات المهربة القادمة من إيران عبر شبكة تهريب معقدة.