أفاد تقرير حكومي، بمقتل وإصابة أكثر من ألف طفل بنيران الحوثيين في محافظة مارب خلال سبع سنوات.
جاء ذلك في تقرير لمكتب وزارة حقوق الإنسان بمأرب، رصد جرائم مليشيا الحوثي وانتهاكاتها ضد الطفولة في المحافظة خلال الفترة من 1 أكتوبر 2014 وحتى 31 ديسمبر 2021.
وتشير الإحصائيات التي رصدها مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب إلى تزايد مستمر في انتهاكات بحق الطفولة نتيجة التصعيد العسكري التي تمارسه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على محافظة مأرب، والذي تضرر منه بالدرجة الأولى الأطفال، حيث تتوسع المعاناة والمآسي وتدفق النزوح ومواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة والألغام والعبوات الناسفة وحرمانهم من الرعاية الصحية والحق في التعليم في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
وكشف المكتب عن مقتل وإصابة عدد (1028) طفلاً في محافظة مأرب خلال الفترة التي تضمنها التقرير، حيث بلغ اجمالي الأطفال الذين تعرضوا للقتل عدد (296) طفلاً بالمحافظة، منهم (147) قتلوا بالألغام، و (149) طفلاً قتلوا بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية الحوثية، بالإضافة إلى إصابة (732) طفلاً، منهم (311) أصيبوا بالألغام، و(421) أصيبوا بسبب القذائف والصواريخ التي استهدفت بها مليشيات الحوثي الانقلابية الأحياء السكنية والمناطق المأهولة بالسكان.
وسجل التقرير منذ مطلع العام 2015م حتى نهاية ديسمبر 2021م إطلاق مليشيا الحوثي الانقلابية على مناطق غرب وجنوب وشمال ووسط مأرب عدد (356) صاروخاً باليستياً استهدفت ًعلى المدنيين والأطفال في مناطق سكنية وأخرى ريفية وزراعية، منها عدد (91) صاروخاً باليستياً في العام 2021م.
ويظهر التقرير أن مليشيا الحوثي التي سيطرت على مناطق بمحافظة مأرب قامت بتجنيد عدد (1748) من الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال، منهم (124) طفلاً قتلوا، وأصيب منهم (529) طفلاً، قتلوا أو أصيبوا وهم يقاتلون في صفوف الحوثيين، وهناك عدد (472) طفلاً ما يزالون في الجبهات يشاركون في الأعمال العسكرية، وسجل التقرير عدد (323) طفلاً مصيرهم مجهول.
ويكشف التقرير أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية قامت باختطاف عدد (148) طفلاً من مناطق سيطرتها خلال فترة التقرير، وقد أفرج عن غالبيتهم لكن عدد (45) طفلاً ما يزالون مختطفين ومخفيين في سجون ومعتقلات الحوثيين.
كما أن التقرير يوضح أن الاستهداف الممنهج للعملية التعليمية بمناطق سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى القصف العشوائي والاحتلال والسيطرة على المؤسسات التعليمية ما يزال مستمراً، وتكشف الأرقام التي رصدها المكتب استهداف مليشيات الحوثي الانقلابية لعدد (195) منشأة تعليمية في محافظة مأرب بقصفها بالصواريخ الباليستية أو التفجير والنهب، أو الاقتحام أو الاستخدام العسكري، وقد أدى هذا الاستهداف إلى تدمير كلي لعدد (21) منشآه تعليمية وتدمير جزئي لعدد (78) مدرسة ومنشأة تعليمية، واستخدمت للأعمال العسكرية والتدريب وتخزين الأسلحة (35) مدرسة تعليمية، وما تزال مليشيا الحوثي تحتل عدد (61) مدرسة ومنشأة تعليمية وتستخدمها في الأعمال العسكرية.
وقد أدى ذلك إلى حرمان (54875) طفلاً وطفلة من التعليم الأساسي، وقد عاد (10496) طفلاً إلى مقاعد الدراسة بعد توفر بدائل أخرى سواء في مخيمات النزوح أو المجتمعات المضيفة، ولكن الفجوة مازالت كبيرة جداً بين الأطفال الذين التحقوا بمقاعد الدراسة ومن لا يزالون محرومين من مواصلة تعليمهم بسبب حروب الحوثي التي يشنها على عددٍ من مناطق محافظة مأرب.
وبلغ اجمالي قصف المنشآت الطبية والصحية عدد (105) حيث وصل عدد المنشآت الطبية التي تدمرت كلياً عدد (16)، فيما تدمرت بشكل جزئي عدد (32) منشأة، ووصل عدد المنشآت التي تستخدمها مليشيات الحوثي في أعمالها العسكرية مثل التحشيد والتخزين والتدريب عدد (14) منشأه طبية وصحية، وتم اقتحام ونهب عدد (43) حيث يصنف القانون الدولي استهداف المنشآت الطبية والصحية ضمن الانتهاكات الجسيمة بحق الطفولة، وهو ما تقوم به المليشيات الحوثية بصورة مستمرة.
وبسبب استمرار موجات النزوح نتيجة الهجمات العشوائية والصاروخية فقد تضرر من غياب الرعاية الطبية والصحية عدد (106926) طفلاً وطفلة في محافظة مأرب لا سيما المديريات التي شهدت مواجهات مسلحة بسبب تصعيد مليشيا الحوثي.
وبحسب الإحصائيات فإن أمراض سوء التغذية تتمدد في أوساط الأطفال بسبب حصار الحوثيين وسط تجاهل التحذيرات الطبية والمناشدات لإنقاذ حياة عدد (46389) طفلاً بسبب سوء التغذية، وقد تتعرض حياتهم لمخاطر كبيرة بسبب التصعيد العسكري وإطلاق الصواريخ على المدنيين واستمرار تدفق النازحين.
وتتزايد موجات النزوح في مديريات محافظة مأرب لاسيما منذ بداية العام 2020م ، حيث استهدفت مليشيا الحوثي القرى والمديريات الغربية بمختلف الأسلحة الثقيلة ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر تاركين بيوتهم ومصدر رزقهم ومدارس أطفالهم للبحث عن الامن والاستقرار، وتضاعفت هذه الهجمات في المديريات الجنوبية للمحافظة خلال العام 2021م والذي نتج عنه أكبر عملية تهجير قسري على مستوى اليمن حيث بلغت الأرقام 100 ألف مهجر قسرياً خلال الاشهر الأخيرة من العام 2021م ، في أكبر عملية نزوح في تاريخ اليمن خلال فترة وجيزة، وهي جريمة تعرضت لها آلاف الأسر وعشرات الآلاف من الأطفال الذين يفتقدون لأدنى الاحتياجات الأساسية للبقاء، ورصد التقرير عدد (920718) مهجر قسرياً من الأطفال خلال فترة التقرير، سواء النزوح الإجباري والتشرد من المحافظات الأخرى إلى محافظة مأرب أو التهجير القسري داخل مديريات المحافظة، والذين تضرروا بشكل واسع نتيجة عمليات الحصار والتجويع الذي تفرضها جماعة الحوثي على المدنيين في المديريات التي تستهدفها بالهجومات العشوائية، مثل الحصار الجائر في مديرية العبدية التابعة لمحافظة مأرب، ورصد الفريق عدد (323.673) طفلاً بحاجة إلى المساعدات الغذائية و وتوفير الاحتياجات الأساسية في محافظة مأرب.
وطالب التقرير مجلس حقوق الإنسان بتصنيف مليشيات الحوثي على رأس القوائم السوداء وقوائم الملاحقة الجنائية لمنتهكي حقوق الأطفال في العالم.
كما طالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن احترام مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة في إجبار مليشيات الحوثي المسلحة على تنفيذ القرارات الأممية والضغط على قياداته وتصنيفهم ضمن معرقلي التسوية السياسية ومجرمي الحروب واتخاذ العقوبات القانونية بحقهم وإحالتهم الى محكمة الجنايات الدولية وغيرها.
ودعا لمحاكمة كل من تسبب أو ساهم بإطلاق الصواريخ والقذائف العشوائية على المدنيين لا سيما النساء والأطفال بمحافظة مارب، وكل من ساهم في زراعة الألغام والعبوات المتفجرة وإدراجهم في قوائم الملاحقة والعقوبات المحلية والدولية.
وطالب منظمة اليونيسيف لحماية الطفولة بفتح مكتب لها في محافظة مأرب لحماية الأطفال في المحافظة.