تعيش صنعاء وضعاً مقلقاً منذ 17 يناير المنصرم ، يوم شن طيران التحالف العربي ، غارات جوية على مباني كان يرتادها قيادة المليشيات المدعومة من إيران .
وأدت الضربات الجوية إلى مقتل عدد من القيادات الحوثية، منهم من ظهر اسمه ومنهم من تقوم المليشيات بتكتم حول مصيره حتى الآن..
الأحداث التي أعقبت الضربات الجوية، أثارت الشبهات حول مصير قيادات من الدرجة الأولى لجماعة الحوثي، من بينهم عبدالملك الحوثي..
وكان طيران التحالف قد وجه ضربات دقيقة على بنايتين في الحي الليبي، أحد أهم الأحياء الممكن التحكم بمداخلها ومخارجها، عقب عملية تعقب استمرت لأيام..
هل قتل عبدالملك؟
بعد الغارات الجوية قبل أسبوع تقريباً، شهدت العاصمة صنعاء حزمة من الأحداث التي أثارت الشبهات حول الأشخاص الذين كانوا في الاجتماع المليشياوي المراقب.
ومن بين تلك الأحداث ، إغلاق شارع الستين لأول مرة، وهو الشارع الذي توجده فيه المدخل الرئيسي للحي الليبي.
ولم تكتفي المليشيات الحوثي بهذا الاجراء، فبعد أن نزل مصورون يتبعون وسائل إعلام حوثية، سارعت المليشيات باعتقالهم ومازالوا معتقلين حتى اللحظة ، بالإضافة إلى اختطاف عدد من المدنيين الذين هبوا لرؤية الأنقاض في تلك الليلة، ولا يعرف مصير المدنيين حتى الآن .
كما أعقب الغارات أحداث كبيرة واضطراب مليشياوي ، ما يؤكد مقتل عدد من القيادات البارزة، ولكن الجدل الآن حول مصير زعيم مليشيا الحوثي نفسه، عبدالملك بدر الدين .
كثيرون يرجحون وجود الرجل في اجتماع الحي الليبي، وآخرون يرون أن عبدالملك الحوثي قد قتل، ذلك أن الأحداث التي أربكت المليشيات ليلة القصف لم تشهدها صنعاء منذ اندلاع الحرب .
ما وراء قطع الانترنت؟
واحدة من أهم الأحداث التي شهدتها اليمن خلال الأيام الماضية ، تمثلت في انقطاع شبكة الانترنت لمدة اقتربت من الأربعة أيام .
وتسيطر مليشيات الحوثي على شبكة الاتصال بصورة عامة، ما يجعلها المتحكم الرئيسي والوحيد بالشبكة العنكبوتية هذا ما جعل مراقبون يربطون بين انقطاع شبكة الانترنت والضربات الجوية التي شهدتها العاصمة صنعاء، وتحديدا ضربات البناية التي كان يجتمع فيها قيادة حوثيون بالحي الليبي .
الشواهد المرافقة للحدثين تؤيد ما ذهب إليه المراقبون، فانقطاع الانترنت جاء بعد ارتباك الحوثي من ضربات صنعاء، وبشهاداتهم فإن الضربة التي تذرعوا بها، والتي استهدفت مكتب الاتصالات في محافظة الحديدة ، لم تصب ألياف الانترنت، و الأجهزة المتعلقة به، وقد لاحظ اليمنيون ذلك، فبعد الضربة المشار إليها، استمر اليمنيون باستخدام الشبكة العنكبوتية أكثر من ساعتين ..
ويعزز هذا التوجه، ما خرجت به قيادات حوثية في الاتصالات، من بينها منتحل وزير الاتصالات التابع للمليشيات الحوثية، بقوله "أنهم يقومون بتقييم الأضرار" ثم تأكيداتهم على عدم تضرر الأجهزة، واقتراب موعد البث خلال ساعات"..
وإذن فإن انقطاع الانترنت لأكثر من ثلاثة أيام في اليمن، يقف خلفه الحوثيون، وهم الجماعة المليشياوية الحريصة على السيطرة على هذا القطاع، والتربح منه فهم يدخلون منه ملايين الدولارات، إذن فلماذا قطعوه؟
هذا التساؤل هو ما جعل بعض المراقبين يرجحون مقتل عبدالملك الحوثي أو إصابته على الأقل، وحفاظاً على معنويات المليشيا، وربما الخوف على زعيم الجماعة من الرصد، هو ما جعلهم يقطعون الانترنت، لتدارس العواقب الوخيمة التي حلت بهم والترتيب لما بعد زعيم الجماعة الإيرانية.
المثير أكثر في هذه التفاصيل، هو مفاجأة اليمنيين بعد عودة الانترنت، بصور ـ رُفعت في إيران وأخرى رفعها شبان بفلسطين ـ لعبدالملك الحوثي مكتوب عليها " الشهيد القائد"، فإذا كان الرجل قد لقي مصرعه، فما مصير الجماعة بعد هذه الضربة؟!