مر أكثر من اسبوعين على مصرع زعيم مليشيات الحوثي الارهابية عبدالملك الحوثي، إثر غارة جوية استهدفت اجتماعا رفيع المستوى كان يترأسه شمال غرب صنعاء مع مسؤولين إيرانيين ولبنانيين، ولم تعلن الجماعة عن مصرعه حتى الان، وسط تزايد الشواهد والأدلة التي تؤكد مقتله برفقة عدد من كبار القيادات في الجماعة .
مصادر ميدانية مطلعة اشارات الى مقتل عدد اخر من القيادات البارزة كانوا برفقة عبدالملك الحوثي ابرزهم، يوسف المداني الذي يوصف بأنه المؤسس الثاني للمليشيات وذراع إيران في اليمن، وصالح الشاعر المدرج في قائمة الإرهاب الأمريكية، ويعتبر أحد أبرز القيادات المالية والاقتصادية ومسؤول تسليح المليشيات ويرتبط بعلاقات قوية مع عبدالملك الحوثي.
مؤكدة أن الغارة الجوية التي شنتها مقاتلات التحالف العربي في النصف الأول من يانير الجاري واستهدفت اجتماع رفيع المستوى في صنعاء، اسفرت عن مصرع ساجد الرازحي الصديق المقرب من زعيم الجماعة، وحميد بدر الدين الحوثي الممثل الرسمي لشقيقه في مختلف التعاملات المحلية، والقيادي اللبناني حسن الشمص الذي وصفه حزب الله -بعلم الهدى- وذلك في بيان نعيه.
يأتي ذلك وسط تصاعد وتيرة التسريبات عن الخلافات المتنامية بين جناح محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، وجناح يحيى الحوثي الذي كان يعد نفسه ليكون اماما بعد شقيقه، والتدخل والضغط الإيراني لتسمية خليفة لعبدالملك الذي لقى مصرعه مطلع يانير الجاري، وسط تدخل حسن نصر الله لوقف الخلاف مؤقتا تمهيدا للشروع بترتيبات جديدة.
وعلى الرغم من تكتم مليشيات الحوثي عن خبر مقتل زعيمها عبدالملك الحوثي، الا ان غيابه الطويل اثار عدة تساؤلات، خصوصا مع الاحداث والتطورات الجديدة التي تشهدها الساحة اليمنية مؤخرا، والتي ما كان لعبدالملك ان يفوت اي منها، حيث ان اخر ظهور له كان في منتصف ديسمبر 2021 حيث ألقى خطابا بمناسبة ما يسمى بيوم الشهيد قبل أن يغيب عن الأنظار.
ولم يشارك زعيم المتمردين في تأبين السفير الإيراني حسن إيرلو الذي توفي نتيجة ما قالت عنه طهران إنه مضاعفات إصابة بفايروس كورونا، كما لم يظهر الحوثي خلال إحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وما كان لزعيم المتمردين أن يتخلف عن المشاركة في هذين الحدثين لو كان ما يزال على قيد الحياة.
كما ان الحركة الأمنية المكثفة وتوتر الاوضاع واغلاق عدد من شوارع العاصمة صنعاء، مثل شارع الستين الغربي والزبيري، تشير إلى ترتيبات وإجراءات إحترازية مكثفة، وسط اعلان الجماعة مقتل ساجد الرازحي الصديق المقرب من زعيمها ومرافقه الشخصي، في وقت اعلن فيه عدد من مشايخ وعلماء الطائفية الزيدية بحرمة القتال تحت راية الحوثي، وتسرب أنباء عن ضغط ايراني لتولية جبريل الإمامة خلفا لوالده عبدالملك .
وفي محاولة لنفي حقيقة مقتل عبدالملك الحوثي، حاولت قناة المسيرة الذراع الإعلامية لميليشيات الحوثي، فبركة مقطع فيديو بطريقة غير متقنة، يظهر من خلاله الحوثي في لقاء عبر القناة بعد ان عجزت عن ايجاد مبررات مقنعة لاختفاءه الغامض، وهو ما يؤكد مقتله في وقت تعاني فيه المليشيات من انتكاسات وهزائم متلاحقة في مختلف الجبهات المشتعلة .
مقطع الفيديو المفبرك، أثار موجة سخرية واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، فيما فند عدد من الناشطين ووسائل الاعلام حقيقة الفيديو الذي تبين أنه أُجري قبل أكثر من عامين، بذات اللباس والخلفية والايقونة والاخطاء التعبيرية، وتعمدت قناة المسيرة تقطيع بعض الأجزاء والتغطية على المذيع الذي أجرى المقابلة، ثم إعادة نشره مجددًا وهو يتحدث عن دولة الإمارات.
ذلك بالإضافة إلى الصور التي كانت قد تسربت في صنعاء والتي كتب عليها (الشهيد القائد عبدالملك الحوثي) قبل ان تشن الجماعة حملة امنية مكثفة لقمع انتشارها وانكشاف الحقيقية التي تتستر عليها حتى الان، فضلا عن اللوحات الإعلانية والصور الموضحة لمقتله والتي انتشرت مطلع الأسبوع الراهن في قطاع غزة، وبعض المناطق في الضاحية الجنوبية اللبنانية .
يحدث ذلك في وقت تتصدر فيه الخارجية الإيرانية المشهد السياسي اليمني، متزعمة التصريحات والاراء وطرح الحلول في القضية اليمنية بشكل غير مسبوق، لتغطية العجز الذي احدثه مصرع عبدالملك الحوثي وعدد من كبار قادت الجماعة الموالية لها في اليمن، بالتزامن مع محاولة طهران والضاحية تهداءة الأوضاع وترتيبها لحل الخلافات واحلال جبريل الحوثي خلفا لوالده، وتمكين محمد علي الحوثي من الرئاسة كحل وسط .
هذا وتجدر الإشارة إلى ان مقتل عبدالملك الحوثي الذي تزامن مع الهزائم والانهيارات الكبرى لجماعته في شبوة ومأرب وتعز، من شأنها ان تلحق الهزيمة الكاملة للمشروع الإيراني في اليمن، في وقت تتصاعد فيه حدة التحركات الدولية المكثفة لانهاء الصراع واحلال السلام بشكل كامل ودائم، وهو ما ترفضه الجماعة حتى الان .