بقلم: مروة الحسين علي
تائهة في مسافات الوطن الشاسعة .. تائهة في مسافات روحى التي غابت عنى في دهاليز الطرق .. كانت لحظه الإرتطام بالواقع المرير انفجار فجع خلجات الروح .. هرولت هلعت ورحلت.
أتيت فاتحة ذراعي لوطن لطالما تغنى والداي باهله، وفي لحظه احتضانى، وجدت نفسي أصطدم بلوح جليدي شفاف يعكس صور غير حقيقة، وكأنه مرآة سحرية من الجنة تعكس القبح بالجمال.
إصطدمت بكل الوجوه الجميلة، حاولت جاهدة مد اناملي لكن لم المس غير أنامل باردة لا حياة فيها .. حاولت جاهدة لملمة أطرافي قبل أن يتسرب اليها شبح التجمد، الذي يحيط مشاعر من حولي لكنني لم أستطع.
حاولت جاهدة احتضان روحي، وقبل أن أدرك وجدتها رحلت عني، تركتني أقف في مكان لا أعلم عنه شيء، تركتنى خاوية كبيت مهجور من ضحكات الأحباب، حتى اشباحه لم تعد موجودة.
تسربت البرودة الى جسدي، تلك القشعريره التى كنت أخشي على ما تبقى مني منها، وجدتها تسري بسرعة الضوء في شرايني.
التفت حولي أبحث عن أصدقاء العمر .. الوح بكفاي، لعل أحدهم يعكس ما كان يتغنى به السابقون، ويهرع لنجدتي، لكني كما يبدو خرجت من حقبة زمنية مختلفة لا علاقة لها بهؤلاء البشر الذين لا يسمعون ولا يشعرون.
وها انا أصرخ لعل «قافلة يوسف» تمر وتنتشلني من غيابات الجب هذه، وحتى وإن كنت سأعرض في سوق الرقيق ويمتلكنى العزيز بثمن زهيد .. لكن هيهات أن يتحقق ذلك..!!
حبيسة في جسدي، حبيسة في وطني، حبيسة في اللاّ مكان .. واللاّ مكان جرح لا يشفى .. فهل توجد له عقاقير مسكنة؟!.